✍ هناك صمت الآن..
عصفوران يزقزقان خارج النافذة...
إنني أعزل الأصوات غير الضرورية المزعجة..
وأركز في الشقشقة..
صوت العصفور يخرج من أضراسه..ليس للعصفور أضراس.. ولكن جوانب المنقار الأولي.. يخرجها من هناك ثم يمررها عبر انبوبة المنقار..فتحدث صريراً متهدِّجاً... يفعل الضب نفس الشيء. والصراصير الليلية...
لقد كانت والدتي لها الرحمة سيدة فنانة، ففوق حفظها للشعر العامي، كانت حائكة بارعة للملابس. منها تلقيت شعوري الأوَّل بفلسفة جمال الازياء. لم تكن تعمل كحائكة ملابس لكن كان لديها خبرات ضخمة في حياكة كافة انواع الملابس، من فساتين الزفاف والقمصان والبنطولات، كانت تحيك لنفسها ولنا ولأقاربنا المقربين...
عندما التقيت بسوبر مان كريستوفر ريف
.
.
هناك عدة اتوبيسات كان بإمكاني ركوبها من ميدان الجيزة..
أولها واحد شرطة وتقريبا هذا يذهب الى ميدان لبنان..واتوبيس تسعة ستة ستة وهذا يدور العاصمة ويصل إلى مطار القاهرة القديم.. أتذكر الوجهة بشكل غامض لكنني اخترت أحد الاتوبيسات وركبته ووجدت مقعدا على الجانب...
قرر رجل ان يذهب رفقة باقي الرجال لأداء مناسك الحج سيرا على الأقدام، حاسما تردده الذي امتد لسنين طوال. وكان السبب دائما خوفه على ابنته الحسناء من شر زوجته الثانية التي كانت قد رزقت طفلة في منتهى البشاعة و القبح. و كان اشد ما يغيظها، الاهتمام الفائق الذي تلقاه ربيبتها من كل الناس، و في اي مكان...
مررت بأب مصري يقول لإبنه الشاب بعنف:
- اللي باعك بيعو...اللي باعك بيعو..
والود يعيط بحرقة...
...
كدت أن اعطيه بالشلوت وأقول له:
- قوم يا عجل...
قوم اوقف وانت بتكلمني
قوم اوقف بص لي وفهمني...
...
والمصريون شعب فيه رومانسية وفظاظة .. فهو يجمع النقيضين وانت تظن كل الظن أن لا تلاقيا...
...
ولو كنا...
لا تتوقف غرائب وعجائب الحياة وقصصها...إنني أفتقد للاعتقادات بالماورائيات لكنني رغم ذلك ألتقي بمن تحدث لهم تلك العجائب كثيرا. ولا أعرف كيفية تفسير هذه الغرائب.
فمثلا صديقي عاد قبل أيام من المدينة إلى الرياض ثم اكتشف أنه أضاع إقامته وإقامات أولاده وزوجته.. أعرفه منذ أيام المدرسة وهو من الدراويش...
من وحي مقولة مهند النابلسي
عن بلاد العرب أوطاني
نشيد المناضل السوري فخري البارودي
إبراهيم يوسف – لبنان
جرت وقائع هذه الحكاية أو الدّعوى في "دُوْمَا". بلدة من قضاء البترون في محافظة لبنان الشمالي. تلك البلدة المميَّزة الساحرة تختصرُ اليوم والأمس، بطبيعتها وبيوتها التراثيَّة القديمة، وقرميدها...
9
ليس لاجئا بعد
امتدت اصابعه لتناول مكوك ماكنة الخياطه ،تحسسه باصابعه دون النظر اليه . كانت عيناه ملتصقتين في كتاب الطب،فهي السنة الاخيرة (ستاجير كما يتداولها زملاءه) . جاءت كلمات الاسطى كفرقعة سوط جلدي! (وين امدولغ خل الكتاب على صفحه واكمل بنطرون الرجّال؟) تناثر زجاج محل الخياطه وانسكب كاس عرق...
8
العبور الى لبنان
لم انم في مقر الجبهة الديمقراطية الا قليلا، كنت حارسا لظنوني التي تريد الهروب من مخيلتي ،الصباح جاء ثقيلا محملا بالغيوم والبرق. كان رذاذ المطر يمر باردا عبر الشباك المطل على الشارع العام. دخل المسؤول الفلسطيني مسرعا كأنه يبحث عن شئ مزعج! نهضت للتو من جانب الشباك حين فاجأني...
🔺 ...
كان زمهريرا جافا لمناخ اكتوبر الخنثوي ، وضوضاء المقهى تختلط بضوضاء ميدان التحرير ؛ يضربون الطابة بعنف ؛ الدومينا بعنف أقوى ، يجترون دخان الشيشة بعنف أكبر..والصبي (في الثلاثين) يصيح بصوت أهوج..هنا حيث لا نعرف إن كان كل هذا الصخب حياة فاضحة أم تمردا على موت فاجع...وأم كلثوم تغني بمواويل...
7
الوصول
استقبلتني ساحة المرجة في دمشق بضجيج باعتها ،وبحركة ناسها الحيوية وبساطتهم وبياض بشرة نسائها وكلمة تتردد كثيرا على شفاه باعتها (امعوضين عمي) في هذه المدينة كل شئ متوفر وباسعار متواضعه، اثار انتباهي قطعة كبيرة خطت بشكل انيق (فندق القاهرة الكبير) صعدت السلم لتواجهني قطعة اخرى (السعر 6...
6- الهروب
سبعة ايام مضت على خروجي من مديرية امن البصرة عام 1978 حين سمعت طرقا خفيفا على الباب ، كان الطارق رجل امن ادمن على مراقبتي لسنين. بت اعرفه كزميل عمل يودني ، يسعده ان يتبع خطاي! قالها بشكل ودود: رجاء نريد حضورك غدا في التاسعه صباحا . لم استغرب ذلك.
ليل مر بطيئا متثاقلا.. رتبت اوراقي...
5 - حميد ألماصخ
لم يكن لديّ ألوقت لأعد أيام بطالتي ، للتو خرجت من ألسجن ، تناثرت أيامي بين ألسفر بين ألبصرة وبغداد، أملا في أحتساب سنوات ألسجن سنوات عدم رسوب في دراستي. فخالي ألذي علقت عليه ألآمل في ذلك ،وألذي كان مفتشا عاما في وزارة ألتربيه، خائفاً لمرافقته شاباً من ذوي ألميول ألهدامه ،هكذا...
كان سليل مجتمع الحكايات. مع حليب أمه رضعها. و مع جدته تنفسها. و في عالمه الصغير عاش ليسمع و يتعلم كيف يلتقط من غير مجهر الأحاسيس و هي تتحول نقوشا تختزن الإشارات. و تتحول الى منار يهدي السفن إلى المرافئ الآمنة.
ربما لهذا السبب لم يشكل له ضعف بصره عائقا كي يسلك درب الحكاية. فما خزنته جمجمته من...
في منتصف الستينيات ظهرت " فاطما و شامة " في أزقة غفساي، و كأنهما نزلتا من الفضاء. إذ لا أحد استطاع أن يتعرف على هويتهما، و لا الصدف التي يمكن أن تكون قد قذفت بهما إلى حيث ظهرتا.
كانتا في منتصف العشرينات. جمال أخاذ و أنوثة مكتملة. و من الوهلة الأولى فقد بدا التباين واضحا بينهما. فبالقدر الذي بدت...