صغير جداً عندما بدأت استكشاف ماهية الأشياء، كنت انظر لما حولي بمنظور مختلف.
َالشمس في موطني لا تغيب، والقمر مبتسم دائماً ومن حوله أولاده الصغار.
الشمس بيتها في ناحية الغرب والقمر يسكن ناحيه الشرق والمسافة التي تفصلهما خليط من ألوان السماء.
الأمطار تخرج من تحت الأرض وتذهب في رحلة إلى السماء...
لُقب أحمد ولد سْعيد بالخُزٌْ، وهو صغير الأرنب ، لضآلة جسمه ، وكان أكثر أهل القرية بؤسا وشظف عيش ، له من فاظمة الفطواكية بنتان وأربعة أبناء ، وكان عليه أن يجهد نفسه ليضمن مايعيل به أسرته بعمل أي خدمة تيسرت له ،وهو بهذا الوضع الزري لم يكن له شأن ، فلا يُستدعى لولائم أو أعراس أو ماتعقده " الجماعة "...
لا يُعرف لقرباش أصل إلا أنه من قرية قرب ورزازات ، جاء إلى مراكش فاستهوته فعمل منظفا في حمام العرصة ، خصه مالكُه بمكان للنوم ، عالمه محدود ، إذا كان له فائض من وقت ، يغادر الحمام نحوباب دكالة ، مارا بدرب سيدي مسعود فبوطويل ، ليخرج إلى فضاء رحيب مليء بالنخيل ، تحيط به تلال رمادية ، وأفران...
أنشأ السعداوي ابريك ظلة. من قصب وشحلاف ، وضع جرة في زاوية منها وأدوات الشاي ، وكان كلما أرهقته دورات الدراس يلوذ بها محتميا من صهد الشمس الحامية ، يتمدد ، وأنا وابن عمي نتفرج على " الزويجة " وهي تدوس مجهدة بقوائمها سنابل الشعير . كنا نموت من الضحك حينما يتعمد السعداوي الضراط وهو ممدد بقامته...
شد الشيخ اللجام بقوة فوقف البغل الذي يجرالعربة المليئة بسيقان البطيخ الأصفر المجني لتخزينه ككلإ لأغنامه العحفاء في هذا الصيف القائظ الذي تخلو الأرض فيه بفعل الجفاف الماحق من أي نبات
جاهد بعد أن حياني لرفع جفنيه العلويين للتمكن من رؤيتي بوضوح ، وسأل وهو يشير بسبابة متصلبة كقطعة خشب :
- أنت...
( هذا ما حكاه لي " أغيول " الرجل القوي البنية ، الفارع الطول الذي يُغالٍب ولايُغلب ، وهو طاعن المرأة )
ـ لم يبق شيء
يُجيب العطارُ السائلات عن بعض ما يحتجن إليه من بضائع ، لبان ، حلوى ، أمشاط ، عقيق ، أسورة ، حجر الكحل ، الحرگوس ، العكر الفاسي ـ بضائع يؤدى عنها بفرنكات أو ريالات أوي قايضها بالبيض...
لا يمكن ألايثير الإنتباه بّٓاجبراين بقامة مديدة رفيعة كالزانة ، ووجه صغيرتبرق فيه عينان يتدلى من بينهما أنف فاطس ذو منخرين كٓزِرٌٓيْنِ . يقضي الرجل ابن الخبازة حليمة يومه بعد أن يضع المائدة المليئة بأقراص الخبز الذهبية اللون بجوار دكان بائع اللبن والنعناع في رأس درب اليومبة في جمع الأوراق...
أبْيَضْ على وزن أفْعَلْ
ممنوعٌ من الصّرف
النَّص من نسج الخيال
فلا وجودَ في الواقع للأشخاص
وسائرِ الإشارات
والأماكن الواردة في الموضوع
وأي شبهٍ مع أشخاصٍ أو أحداث؟
إنما هو محضُ صدفة.. وحسب
إبراهيم يوسف – لبنان
كنتُ أرفعُ رأسي أراقبُ لوحةَ المُؤشّر، تتوالى شواهدُها فتضيءُ وتنطفىء الواحد...
في اللحظة التي قررت فيها الإيواء الى السرير ، رنّ التلفون، كنت قد رتبت البيت وأطفأت الأضواء في الغرفة وتركت فقط التلفزيون مفتوحاً ليغسل الغرفة بوهجٍ أزرق، التقطت التلفون بعد الرنة الأولى ، لم أسمع صوتاً من الجانب الآخر ، سوى خشخشة التلفون وحفيف الريح الناعم
قلت : نعم .. من يتكلم ؟
لاجواب
فخطر لي...
ما عاد الرجل الذي كان من قبل. هو نفسه كان منشغلا برصد حجم التغير الذي كانت تفصح عنه نظرات الناس وهم يتابعونه. ولم يجد بدا من ان يضع تقديرا في حال ان كانت قامته هي التي طالت،او ما ان كان الآخررون هم الذين تقزموا.
موسي مراقب رخص السفر كان أول من تحدث إليه وهو ينزل من الحافلة. ظل ينظر أليه غير...
حين انتهى من الاستحمام، وجد مرافقه بانتظاره في بهو الحمام، وهو يحمل أغراضا كان الحاج عمور قد اشتراها له. و قد ادهشه أنها كانت على مقاسه بشكل دقيق. وقف أمام المرآة. ظل مأخوذا وهو يتأمل شكله. كانت المرة الأولى التي يلبس فيها سروالا طويلا، و معطفا عصريا مع رباط عنق. و لم تتحسس قدماه من قبل دفئا...
من الحكايات التراثية، تفيد إحداها أن أحد السلاطين اختار للأمير مجموعة من الأساتذة و الفقهاء من أجل تأديب الأمير. و شرع كل واحد منهم في تقديم الدروس في شتى العلوم. و كل ذلك في مناخ يعمل كل واحد فيه على بسط أجود ما لديه من أجل نيل استحسان السلطان، و ترسيخ صورته لدى الأمير بكونه أحد أساتذته.
غير أن...
قصيدة "راس المحنة" للشاعر الصوفي لخضر بن اخلوف
أغنية "راس المحنة" المشهورة التي غناها الفنان البارة أعمر تعتبر قصة شعرية بالمفهوم الشعبي، يقال أن أحداثها حقيقية ، و هي تحكي عن رجل تقي صالح من الأشراف خرج قاصدا الحج وفي منتصف الطريق تاه عن القافلة، وتعرض لقطاع الطرق وقتلوه، إنه الهاشمي بن...
يا حُفاةَ الليل و عُراةَ القلوبِ...
يا يتامى الحُزنِ الخالدِ...
هذَا قلبي أهديهِ إلى ليلٍ أبديٍّ اِستبدَّ بِحَكايا نُجومهِ . كمْ كنتُ أرجو أن أرثَ من الصّخور شيئا من صلابتها و تماسكها أمام الأهوال و الأنواءِ . أنا الذي يتفاخرُ كثيرا بهُويتهِ الحجريّةِ ، نعم أحملُ في روحي دائما هاجسًا من خيالات...
أنا نَطَفَةٌ اِنْقَهَلَت في صُّلْب أُمِّي حِينْ لَيْلَةٍ شَيْباء ، إِبَّانَ لَذَّةٍ ، في أَثْناء تَوَتُّر ، بَعْدَ حِين تَشَوُّش دَبَّ في أَطْرَاف بَدَن أبي ، و مُفْرَدة التَشَوُّش هَذِة سَتَسمِرَّ مَعْي إلى حِينْ ، بها لَبِثتُ أَشْهُر داخل طَيّ أمي ، و عَبْرَها تَأَرَّضَتُ حَيِّزاً في هَذِة...