سرد

انتظرني لاتبعك انا اخبرت والدي اني ذاهب معك .. فانتظرني لأتبعك.. انا احضرت مركبي.. هو يانهر من ورق اذن يانهر انني.. لست اخشى من الغرق فانتظرني لاتبعك.. ظهر النهر هادئا ورأى الطفل اوله فرمى المركب الذي في يديه وقال له.. انتظرني لاتبعك.. فجرى النهر مسرعا.. ومضى ثم لم يعد صرخ الطفل قائلا بعدما...
إيقاع لأصوات … ربما هي رنات .. لكنها أصوات اصطدام .. أو احتكاك … كلا … كلا … إنها أخيلة … لكن الأصـوات تـرتفع … تقـوى.. تقوى أكثر … وترتفع .. عالية.. مدوية … هناك وجه يلتفت بسـرعة .. فيقول لنفسه … – هي ناسكة .. أو راهبة رشيقة .. لكن الأصوات السابقة ترتفع مجددا … تقـوى .. وتقـوى ، وتـدوي ...
قرأت قصته العجيبة في مجلة أدبية ، فقررت الذهاب لإنقاذه من هذا العذاب الأبدي ، وأنا أقول لنفسي : غريب أمر البشر، رب يعيش في السماء بين الأرباب ، عيشة الأرباب ولكنه يشفق على البشر الذين يموتون من البرد والصقيع ، فيضحي بهنائه من أجلهم . يسرق النار من السماء ويهبط بها من أعلى عليين حتى يسعد بها...
كان لباسه قد دل عليه، فعرفت للحال أنه فلاح فقير، من أولئك الفلاحين الفقراء، الذين تضطرهم قسوة الملاكين، لهجر الريف إلى المدينة. شاهدته من وراء زجاج المقهى، في يوم بارد ممطر، يستوقف المارين، يعرض عليهم «بضاعته» فمنهم مَن يقف لينظر إليها، ومنهم مَن يهز رأسه ويتابع المسير. كانت هذه «البضاعة» طفلة...
أحرق أبو حيان التوحيدي كل كلماته المكتوبة على الورق، ورمق رمادها بتشف متنهدًا بارتياح. وأحسّ بالجوع، ولم يجد في بيته ما يصلح لأن يأكله، فمسح فمه بظهر يده، وحمد الله. ووقف أمام المرآة، فلم يعجب بما رأى، وتحوّل خروفًا تحوّل هرّا تحوّل ذئبًا تحوّل طائرًا أخضر الريش، وخرج من النافذة المفتوحة، وطار...
(1) صَدَرَتْ عن الجِنرال صرخَةٌ مُدَوِيَةٌ شقت فضاء المدينة ،أفزعت سرب الحمام الذي حط في غَفْلَةٍ مِنْهُ على كتفهِ ، سلَّ سيفه من غِمْدِهِ ، أصْفَرَ السيفُ في الفضاء ، سقطت حمامة مضرجة بدمائها أمام الجزمة اليمنى لنصب الجنرال (رتبة عسكرية منحها لنفسه في حياته ) . هل هو هَوَسُ الرئيس باقْتِنَاصِ...
قُرَابَة السَّاعَةِ وَأَنَا مُنْدَمِجٌ اِنْدِمَاجًا مَعَ فُصُولِ الْبَحْثِ الْقَيِّمِ وَسِحْرِ فَحْوَاهُ الَّذِي يُتْـلَى عَلَى مَسَامِعِنَا. لَمْ أَسْتَـنْشِقْ فِي الْمَكَانِ طَوَالَ الْوَقْتِ سِوَى رَوَائِحَ عَطِرَةٍ زَكِيَّةٍ فَوَّاحَةٍ تُجْذِلُ الْأَلْبَابَ. فَجْأَةً اِنْقَـلَبَ الْوَضْعُ...
وقفتُ مهموماً وسط َ شارع الهوى سابقا ً ألحبوبي حاليا ً في مدينتي الناصرية بعد خروجي مَن المدرسةِ وبرفقتي زميلٌ لي وصلنا ساحة ألحبوبي التي يتوسطُها تمثالُ الشاعرِ المجاهدِ ( محمد سعيد ألحبوبي ) ، مر رتل عسكري مؤلف من سيارات : ( اللاندكروزات اليابانية تحمل قادة الجيش الكبار ، والوازات الروسية ضمت...
أكره يوم السبت. أعرف أن هناك من يكره كل أيام الأسبوع ولا يشتكي. لكن بالنسبة لي الأمر مختلف، أو هذا على الأقل ما أعتقد. كل يوم سبت يحضر أبي باكرا جدا، يجر قدميه الكبيرتين، بطنه جد منتفخة، لا تتناسب مع جسمه النحيل. وجهه مستطيل، جبهته بارزة بعروق نافرة. لا يبدو وسيما أبدا. كل يوم سبت تكون برفقته...
تـأتي المسرة متأخرة بعد طول عناء وشقاء وبعد فصول الكدح والعوز والفاقة ، تفتح ابواب الحظ على مصراعيها وعليه أن يستريح ويتخلص من عمله كحارس في هذا الملتقى الادبي الكبير الذي يعج بمختلف الشخصيات وصنوف المثقفين ، من شعراء وقصاصين ، وصحفيين ورسامين ،كان يراهم ينغمسون في احاديث ونقاشات حادة تصل الى...
منذ عامين وهو يكاد يتعفن في غرفة رديئة في فندق من الدرجة الثالثة وربما اكثر ولم ينتق هذا المكان الا بسبب قلة ما يملك من المال، وانقطاعه عن العالم وعن زوجته وابنه عادل الذي تركه وهو في سن الخامسة وها هي سنتان ونصف السنة قد مضت على وجوده في هذه العلبة شبه المهجورة، لا يخرج منها الا للتسوق السريع...
السلامه إذا أردت السلامة وخشيت الانفراد فقل كما قيل وانتظر طلوع الشمس الندامة وإن خشيت الندامة وأحببت القلوب البيضاء فلا تقل كما قيل واطلع مكان الشمس . - صالح القرمادي من ديوان : اللحمة الحية * إهداء : إلى صالح القرمادي وغزالدين المدني ...
كانت يتيمة الابوين وتعيش في كنف عمها وزوجته، صغيرة تقترب من ربيعها الخامس عشر، قرر ان يتقدم اليها وفي اعماقه تموج مشاعر احسان ورأفة ازاء هذه الفتاة الصغيرة في عالم لم يعد يتحمل احدا اذا ما غاب الاب والام، ومما شجعه على اتخاذ هذا القرار بعد عزوبية اقتربت من الاربعين، معرفته بابيها رشيد الموظف في...
بَيْنَ لَيْلَةٍ وضُحَاهَا اِنْقَـلَبَ الطَّقْسُ فَجْأَةً رَأسًا عَلَى عَقِبٍ كَمَا يَنْقَلِبُ السِّحْرُ عَلَى السَّاحِرِ. اِنْخَفَضَتْ دَرَجَاتُ الْحَرَارَةِ اِنْخِفَاضًا لَمْ تَشْهَدِ الْبِلَادُ لَهُ مَثِيلًا مِنْ قَبْلُ بِسَبَبِ هُبُوبِ رِيحٍ مِن "سَيْبِيرْيَا"!. فِي طَرِيقِي إِلَى مَحَلِّ...
كنا متكئين على سور فندق فاخر نتبادل أنخاب الحب ونتملى جمال الطبيعة الممتدة حولنا، وإذا بنا نسمع ضوضاء قادمة من الأعلى، رفعنا بصرنا لنشاهد رجلا يخرج بعنف من النافذة وحوله نثار زجاج، تهاوي ليرتطم بشدة بالأرض، رفع بصره نحونا، وقال: - اهربا، الموت قادم. وحزمنا أمرنا، لا أعرف ما جرى، أنا في غرفتي...
أعلى