نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
جلس الشمنبازي العجوز فوق غصن وريف و أخذ يجول بعينيه يمنة و يسرى و تارة نحو الأعلى ثم ينكس رأسه حاكا جلده أو ماسحا على ذقنه:
– يا لرتابة الحياة في الغابة اللعينة! بعد كل هذه السنوات الطوال و بعد أن خَبِرتُ أسرار الغابات البعيدة و القريبة رغم كل الذكاء الذي أتمتع به لا أتعدى ثلاثية التسلق، الأكل و...
نشر في حريات يوم 12 - 12 - 2016
كان في زيِّه الرسمي؛ بنطلون التيل ذو اللون الأخضر الضارب نحو زرقة سرّية، ينتعل البوت العسكري المصنوع من الجلد السميك الأسود بعنق قصير. في قميصه جيبان مستطيلان بأعلي القميص و الجيبان مغلقان بتصميم مثلث متجه للأسفل عليه زرارة ، زينت كتفيه أزبليطتان سوداوان، ككل...
توطئة:
خافت كغيرها من الصغيرات من أن تظل غلفاء و لم تكن تعرف ما هي مشكلة الغلفاء في العالم ،ما كانت متأكدة منه هو أن الغلفاء بنت رذيلة و سيئة.كانت تبكي عندما يشْتُمنَها بلفظة "غلفاء".كثيراً ما اشتكت لأمها من بنات الجيران و كيف يشتمنها بلفظة غلفاء. سمعت جدّتها مرة تلك الشكية فقالت لها:انت بت...
لأجدادك سكان المغرب القدامى ولسيوفهم التي دَرَّست الموت جغرافيات الرقاب.
للصعاليك الذين شيدوا قصيدة هجاء كبيرة وسكنوها إلى الأبد.
لآبائك، سادة العالم ولدروعهم المنقوشة بسبابة الحروب.
لخادمتكم القديمة سارقة الأواني، لجدتك صاحبة القوافي والحكم الأمازيغية القديمة.
لوالدك الذي لم يشاهدك أبدا تبكي...
رحلة الكنز
لم يبق لي غير سماء ممزقة فوق. وأحذية مؤلمة تحت. الهواء ملوث بالذباب والأعداء. صديقاتي كلهن ذهبن مع الريح. ذهبن في اتجاه الحسرة, مثل صيحات في صحراء. وتركنني وحدي في مزبلة النجوم. الكواكب قربي تمسح خطومها. الأنبياء يقتسمون الخسارات. وأنا أفتش عن ذهب الأرواح. أسرق من الريح نساء الريح...
- الحلقة الثانية عشرة: أدخلني بين قلبك والروح لأعرف نفسي..
" أخبرني عنك، علمني أسرارك، فسر لي يا صاحب النظريات والقاريء المطلع، ما سر إنجذابي القاتل إليك؟.
أبتعد عنك مصحوبة بألف سبب، فتعود نفسي إلى غرقٍ في بحر الشوق إليك دون سبب.
أهرب من ضعفي أمامك فأركض أركض حتى حدود الدنيا فأجد نفسي في مدار...
دائماً هكذا يأتى بخطوات بطئية كئيبة, لم تر على وجهه ابتسامة قط, يتجه الى المقهى فى نفس الزمن من كل يوم ويلقى أشلاء جسمه النحيل فى نفس المقعد وفى نفس الركن الخالى الكئيب مثل صاحبه, يجلس هنالك مرتكناً يطلب فنجان قوة, لايتحدث مع أحد سوى صديقه الذى يأتى ويجلس معه قليلاً ثم ينهض وقد أرتسم على وجهه...
أحس بقسوة الأرض عندما ايقظته بلكمة لم يحرر هل كانت مؤلمة أم لا؟ ولكنها أيقظته في فزع، بعده تمدد قليلاً على ايقاع مفاصله المتصلبة، كالعادة قام وهو يعاني من نعاس يأبى اطلاق سراح جفنيه، ليرى أشباح الزمن الرمادي.
عند استيقاظه رأى الخارطة التي رسمها تبوله الليلي، لابد أنها بلاد يحلم بزيارتها يوماً،...
النسور تحوم في السماء كأنها سرب من الشوارب الطائرة. السماء بعيدة، بعيدة، زرقاء، مشمسة، وحارقة. وأنا مخنوق بعبرات لا تزرف، وممتلئ برعب يحلق في الفراغ، ولكن قلبي لا يخفق .. ربما مت! أو أتظاهر بالموت. أنا، أو بالأحرى، جثتي ملقاة وسط كومة من جثث أخرى. ههههه .. أقول جثث أخرى كأني لا أعرفهم. طبعاً...
خرجت الكلبة هاهينا تبحث عن صديقها الكلب هواهي. فمنذ أكثر من سنة وهما في حالة حب ولكنهما حزينان تماماً، حيث أن الأمور لا تسير كما ينبغي، إيجار الأزقة الضيقة أصبح عشر قضمات من قبل عصابات الكلاب المقيمة فيها، بعد أن كان من قبل قضمة واحدة، وليس هنالك مفر من الأزقة الضيقة، لأن الشوارع الرئيسية تعج...
قبل أن أكشف عينَايَ للإستيقاظ أزعجني صوت المكيف وهو يرتجف من البرد كعادته.. وله الحق في ذلك.. فالشتاء أصبح يهطل عندما تتصاعد أصوات مآذن الفجر صباح كل يوم.. ثم تسحبهُ الشمس بحرارة نحوها.. وأنا لا أعي بالاً لجودته المحلية التي لا تحتفي إلا بالحر..
أصوات بقايا ثرثرة الأصدقاء المجمدة متكدسة في...
1
مذ رأيت الماما مع "عم أنطون"، تمنيت لو بمقدوري أمتطاء طائرة ترتقي إلى حلق السماء، لتضحى بحجم فرخ حمام صغير..!!
ومن ذاك البعد.. مؤكد، سيستمع البابا الغائب، إلى عتاب تأخره الطويل، وإشتياقي..!
2
عم أنطون، ليس تماما كالبابا كما تقول أمي، فحينما كسرت آنية الزهور لم يضربني البتة!..
أبي كان ليفعل...
نعم .. نعم
لقد شكوتُ الأمرَ لأستاذي :
أخبرته أن الأفكار موجودة وكل التفاصيل / الملامح / الأحداث التي تتكون منها القصة .
ولكن المشكلة في الصياغة والقالب ..لا أجد القالب المناسب .. لا أستطيع لملمتها
في قصة واحدة .
قال لي :
" ابتعد عن الإطار.. لا تخنق كتاباتك .. دعها تخرج مثلما هي .."
ثم .. وقد...
«وكان الداني صيف» وقد جفت حلوق الناس من ترقب الخريف على أ حر من الجفاف، ولقد تصدعت جوانب «التبلدية أم بطنين» من طول حملها بجنين الفراغ، الذي أنجبته سفاحاً من ضل القمرة وهو يغشاها في أشد ساعات الليل غموضاً..
ففي تلك «الحتة» الواقعة على خط نسى رقمه المكاني في إحدى نوبات التلاشي نحو القاع، وعلى...