نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
لائقٌ بهذه الشابة أن تكون قِصة، مثلما لائقٌ بالقصة أن تكون شابة.
شابة فى بداية العشرينات من عمرها، تحب القصص، ويمكنها فى أىّ وقت أن تتحوَّل إلى قصة يحكيها أحدهم فى مكان ما.
“الفتاة القصة” تتجوَّل حافية فى العالم، ينجذبُ قلبها إلى القصص، تنجذبُ القصص إلى قلبها، تعرف أماكن تجمُّعات الحَكْى،...
- أتمنى أن أقابل الرئيس ، كان يحدث نفسه بهذه الأمنية ، اسم الرئيس له وقع غريب في نفوس أهالي القرية ، فالجميع يسبح بحمده وينام على سيرته وبطولاته الأسطورية . صور وتماثيل سيادته في كل زاوية في القرية ، كيف لا وهو القائد المفدى صاحب الانتصارات الدونكيشوتية !
قرية وادعة تغفو في أحضان الطبيعة الخضراء...
جاء في كتاب الحزن:" وما أمر النّفس الحزينة إلا كسماء تلبّد الغيم فيها حتى أوشكت زرقتها على السواد، فإذا ما انهمر الغيث ثمّ انقشع الغيم بدت أكثر بهاء و صفاء." وأنا منذ استوطن الحزن دمي، صارت السماء مطبقة على الأرض وصرت المنفي من أوردتي.أشار الصحب عليّ بترك المدينة فللمدينة سَحَرتُها وعصاي نخرتها...
عندما نزل ب "مسايد" المجاذيب بالدامر كان يافعاً، جاء إلي هناك يطلب العلم و جاء ليتعلم الزراعة فيعرف مواسم القمح، اللوبيا، الشمار و يتعلم رعاية أشجار الفاكهة. جاء وحيداً ماشياً من ضمن أمتعته سرجُ جملٍ ، جرابين ممتلئين للنصف و إبريق نحاس، إحتشد وجهه بملامح مسافر في الصحراء، تخفي أثواب غبراء جسدَه...
((هذا ما أعرفه : الموت هو الموت.
وما من أحدٍ عاد من موته
ليقول لنا شيئاً.))
سركون بولص، عظمة أخرى لكلب القبيلة.
لستُ شخصاً مختلفاً أو استثنائياً، فأنا أيضاً كنت صغيراً. وكنت أُصغي للحكايات كثيراً، برغبتي أو رغماً عني. كان أبي يزجرني إذا ما تجاوزت حدودي. أما أمي فكان أسلوبها في التربية يعتمد على...
لطالما تاقت روحي إلى تلكَ الأعالي في الشمال. ولكنّ عيوني لم تكتحلْ برؤيتها، ولم تجرحني فتنتها...بل جُرِحَتْ هي ذاتها بحرابٍ كثيرةٍ وسال فيها دمٌ، ما زال يصعد النياسم، سالكاً الطرق الجبلية الوعرة، متسلقاً الأشجار، ومدوناً ما محاهُ اختلاط الذاكرة بالريح، ما محته الريحُ من الذاكرة...
(2)
البيتُ...
علي أن لا أفتح النافذة... أجلس قريبة جدا منها، وأختبئ في معطفي البني، على الرغم من أن ارتداءه يؤلمني، لكنني لا أريد أن أنسى ارتداءه، كلما انتابتني الوحدة، وأتذكر أنامل العجوز وهي تنسجه ببطء غريب، وكأنها كانت تطيل عهد لقاءاتي المتكررة للسؤال عنه. لكنها ربما لم تكن تعرف أنني كنت أيضا أتذرع بالرغبة...
السماء فوقه زرقاء، الشمس الشتوية مترددة و خجولة، الهواء ساكن و باردٌ نوعٌ ما. هدأت ضجة الراجعين من العمل وانشغلت المدينة بغدائها. لم يكن حمّاد من بين المنشغلين بالغداء في هذا اليوم. فلقد تأخرت بنته أميرة.لم يكن البص الذي استغله مزدحما. كان جميع الراكبين جلوساً.لم يرد حمّاد التفكير في أمر تأخر...
ها أنت مستلقٍ على حشائش هجينة منحَّفة، مستسلمة لطلقات البول وأحذية "المومسات" .. تبول أنت ــ أيضاً ــ على جدار التمثال رغم ادعائك أنه تمثال جدك، وأن روحة تناسخت في جسدك، وأنك آخر العباقرة.. تتأمل وجه التمثال وأنت تبول، وهو المستسلم لوقعته "المنيلة" منذ أن نصبوه هنا.. يستقبل وجه الصباحات...
حدثنا هشام بن عيسى ونحن جالسين نتسامر في أحد المقاهي الشعبية بعد أن طلب عصير ليمون وقهوة سوداء على حسابنا قائلا:
( كان من عادتي أن أشتري الكتب القديمة، منذ صغري وأنا مولع بذلك، كنت أذهب إلى سوق الأربعاء القريب من حينا، وأنغمس في الحوانيت التي كانت تبيعها. تولد من ذلك مع مرور السنين تآلف كبير...