سرد

وحكي أيضاً أن أمير المؤمنين هارون الرشيد مر في بعض الأيام وصحبته جعفر البرمكي وإذا هو بعدة بنات يسقين الماء فعرج يريد الشرب وإذا إحداهن التفتت إليهم وأنشدت هذه الأبيات: قولي لطيفك ينثني = عن مضجعي وقت المنام كي أستريح وتنطفي = نار تأجج في العظـام دنف تقلبه الأكف = على بساط مـن سـهـام أما...
1- بطاقة بيانت شخصية جداً : أسمى موجود بالضبط أنا موجود موجود موجود ، وهو أيضا الاسم الثلاثي كاملاً . لي من العيون اثنان ، ومن الأقدام اثنان ، وأيضا لي لسان وأتمتع فوق ذلك بحاسة شم قوية جداً ، وإن كنت لا أستخدمها ! حاشية : تتمتع الكلاب بحاسة شم قوية جداً، وهذا يجعلني فى غاية الحرج ! 2- لن...
سوف أصف بالتفصيل كل ماجرى لي في قبو المخابرات، وأرجو ألا يظنّ أحد بأنني شخص جبان أو خائن. لو كنت جبانا لما خرجت في المظاهرات ولما وضعت نفسي في موقف خطير كما هو الآن، رغم أنني لا أعرف حتى الآن لم يعتبرون المشاركة في مظاهرة جريمة تستحق كل هذا. كنا جالسين انا وحامد في بيته ندخن الأركيلة ونضحك حين...
كان الَدَّرَكِيُ الذي أوقفني ، في أول المساء ، ليتأكد من أوراق سيارتي ، قد أتاح لي الفرصة لأَتَيَقَّنَ من أن الذي رأيته لم يكن وَهْماً صوَّرَتْهُ لي نفسي المُتعبة . وفيما هو يتفحص على ضوء مصباح يدويٍّ أوراق العربة ، كنت أنا أتحسَّس المقاعد الخلفية للسيارة ،أُرَبِّتُ عليها لأتأكد من أن أشخاصاً لم...
استلقت فوق بساط مزركش على شط البحر ،توسدت ذراعيها و عرجت ببصرها نحو السماء .وجهها خلاسي، عيناها ينابيـع ماء متوحشة ،رموشها كأنها ظلام الليل أرخى بسدوله ، تحاول حاجباها إن تلتقي رغم أنها لا تلتقي إلى لتعلن عن مزاج متقلــب أو وجود فكرة أو إحساس يصعب تقبله .قوامها قوام المليحة ،شعرها أسود تلعب بعض...
كانوا قادمين من كلّ الدّروب نحو الجْبْل المغطَّى بالسلاسل والمحطَّم بالأساطير. مواكب شيوخ، نساء، أطفال… مفطومين عن ثدي الأم، كانوا يصلون. الأم تحيا. الفلاّحون قدَّموا العجل قربانا وعلّقوا على الشّجرة المقدَّسة وشاحا أسود. النساء علّقن عليها أحزمتهن. رُفِع الحِداد. تتقدّم داليا على مهل نحو...
لست استثنائية تأليف : عزت كوشجير ترجمة : د.محمد عبدالحليم غنيم الشخصيات : كريستال : امرأة أمريكية بيضاء فى أواخر الثلاثينات سارة : أمريكية من أصل إيرانى – خبيرة فى تقليم الأظفار ، أنيقة الملبس فى منتصف الأربعينات ماريا : أمريكية من أصل مكسيكى ، عاملة تنظيف فى أواخر الأربعينات . ( لكل...
مَرَّ عام كامل وهم جلوسٌ، جلوس في نفس المكان، بينهم حاجّة الرَضِّية التي تنسحق تحت عبء عمرها و لقد إختلطت التجاعيد في وجهها بالشلوخ فلم يعد واضحاً الشلخ من إنثاءة الجلد. في إنسحاقها تحت عبء عمرها تغادر الزهراتُ الندياتُ نواحي وجه حاجّة الرَضِّية حين تذكر تلك اللحظات التي تقاصرت فيها شجاعتُها عن...
( ر ) ارتدى رجل ملابسه في عجل وشرب قهوة باردة صنعها بيده أمس ، وقبل امرأة نائمة ، وتململ طفل صغير في سريره ، وأصدر باب صوتا مزعجا أثناء فتحه وصوتا غير مزعج أثناء غلقه . ( ج ) ارتدى رجل ملابسه في عجل وشرب القهوة التي أصر أن يعملها أمس بنفسه ، رافضا توسلات زوجته التي تكره رائحة...
يجتهدُ في بناء البيت السعيد طوال عمره الممتد على خارطة الزمن حالماً بالسعادة بعد نيفٍ وسبعين عاماً تصرمتْ باللهو واللعب، مزق فيها عديد الخيارات بين يديه، يغط وينغمس في التيه والإسراف، استفاق لصوت القطار وهو يغادر آخر المحطات، أسرع يلملم بقية العمر وخاتمة المبيت بلا بيت. ارتفعت الأعمدة شامخة، وقد...
....وأبى كاد يفقد عقله ، وأنا خائف ، خائف من الخوف ، والفقر والجنون ، والعالم كرابيج تلسع ، وأنت هناك بعيد ، ونحن هنا متأخر ون .. متأخر ون ، ولم تعد لى قدرة على البوح ، ويدى تؤلمنى ، دائما أمسك القلم بطريقة خاطئة ، أظل أضغط على سن القلم حتى تكاد تخترق الورقة ، وتتفكك أصابع يدى اليمنى ، وأنا قلت...
حول الطاولة تنادموا، قرعوا كؤوس الخمر حد الشبق،الليل يلفظ أنفاسهُ الأخيرة، ثقل رأسه، ورسم الوهم فيه حوريات يتلاعبن بالحُلل. دلف إلى عربته المصفحة، حشوا مؤخرة رأسه بما حشو جوف مركبته، انطلق ودوران الأرض يلفه، وساوس قرينهُ تشير إليه، هناك مفتاح دخولك إلى قصرهن، حيث يقبع رجال على ساتر الشرف، سال...
كان بطل قصتي، لنقل فاروق مثلا، يسير في الشارع المؤدي إلى، لنقل لاشيء، حيث أنه كان يتجول. ولأنني لا أعلم جيدا ما الذي من المفترض أن يحدث، ففاروق أيضا لا يعلم. الهواء ناعم، ولكنه ممرِض أيضا، تلك الرهافة الشفافة التي تُشعرك أن الواقع ليس واقعا، وأن قشرة نحيفة توشك أن تتفتت لتخرج منها إلى افتراض...
كنت في الحادية عشر، وكان نهائي كأس العالم الذي حققه مارادونا عام ٨٦ لم يمضي عليه يومان أو ثلاثة. أتذكر هذا لأن هند شاهدت المباراة معنا، وقالت إنها تشجع ألمانيا رغم الهزيمة. كانت في الواحدة والعشرين من عمرها، طويلة وجميلة، أطول وأجمل من أختيها، سعاد وريم. الأولى في الثامنة عشرة من عمرها، الثانية...
حدث هذا حينما كنت صحفيا وكنت أريد أن أكون مثل نورمان مَـيْلر. ركنت السيارة في مكان ما في حارة الملك فهد بالرياض، لن أقول أين بالضبط لئلا يعرف أحدٌ مكان المنزل. العصر في منتصفه، ولذا الشمس أخذت بالميلان وبدأ شعاعها يسيح على واجهات المباني وعلى أشجار الكافور. كان هنالك كافور كثير في تلك الحارة،...
أعلى