امتدادات أدبية

من أراد أن يطلع على العلاقة الشخصية بين الأديبين الكبيرين عباس محمود العقاد ومي زيادة بعيداً عن العسف والتجني والمبالغات التي تراكمت عليها خصوصاً بعد رحيل مي زيادة في مطلع أربعينات القرن العشرين، فلابد أن يطلع عليها من مصدرين: الأول من مراسلاتهما، والثاني من واقع العلاقة بينهما مستمداً من...
مرآة الذي أنا أرملته الآن ميتٌ على يدي منذ البارحة رفع عن عينيه شهوة الأقواس نفض عنه لهفة المدن البعيدة ونام. الذي هو كل هذا الصمت أتركوه نائمًا في زهوري السوداء. نبيذ حين أنتَ لست الحب وكلماتك زبد لماذا عصرتني في زاوية المطار وسقيتني من فمك حتى اللظى؟ حين أنت لست لي لماذا لوّحت من خلف زجاج...
كان في دفتر الحياة ما لا يحصى من خيانات: راديو ينقل أخبار الحرب بينما يد ترفع الراية البيضاء وقتلى من الأحلام دم يخرج من جسد الصبوات بيت بعيد تصعد إليه من زاوية يحرسها النهر...يخون صالون تتوسطه مائدة عليها تنام القصائد سكرى...تخون ستارة بيضاء يدخل منها الضوء ويسطو على وِضْعَةِ الحب...ضوء يخون...
الليلةَ جئنا لننامَ هنا سيّدتي يا أمَّ الأنهارِ، ويا خالةَ هذا المرجِ الفضّيّ يا جدَّةَ قنديلِ الزيتون الليلةَ جئناكِ نغنّي للشعرِ المكتوبِ على أرصفةِ الشهداءِ المغمورين نغنّي للعمّالِ المطرودينَ نغنّي ولجفرا سنغنّي. – مَنْ ﻟﻢ يعرْف جفرا… فليدفن رأْسَهْ من ﻟﻢ يعشق جفرا… فليشنق نَفْسَهْ فليشرب...
كنت ذات يوم من خريف سنة 2004 في مدينة دوسُّو بالنيجر ، لم اعد اذكر بالضبط هل كان الفصل خريفا ، ام شيئا آخر ، فالفصول في تلك المناطق لا تعني شيئا . كنت و مرافقي الليبي لا نملك من حطام الدنيا الا ما يسد الرمق ، و أذكر أني كنت أملك حذاء رياضيا من ماركة أديداس أهداه لي صديق لبناني ، كان الشيء الوحيد...
وينتقل بنا الخواجا فرنسيس من أشور لمصر ليونان لروما، فيقول في فلاسفة الإغريق: فذاك أرسطو وذا إقليدس ... ذو منطق هذا وذا مهندس وهو ذا سقراط ذاك الأنفس ... من كان للآداب دوماً يغرس ثم يكون من سوء حظ ديوجنيس أن يجئ في الشطرة الخامسة، فتسلبه القافية الرائية مصباحه، ولا يبقى له من فلسفته الكاتبة إلا...
كانت سعاد فرسًا في فلاةٍ بكر، بقدٍّ واقف كشجر الحور، ووجه مستدير كالقمر ، وأنف دقيقٍ جميل وعينين دعجاوين كالفلاة، عندما أحبت سالما، أستاذ الكيمياء الذي درسها سنتها الخامسة في المعهد . لا أحد يعلم على وجه الدقة كيف دارت الكيمياء بينهما حتى وصلا الزواج قبل ان تتم دراستها الثانوية، فسعاد لم تمل لأي...
هجم "الشباب الهتلري" على قاعات السينما، ألقى القنابل المسيلة للدموع على المتفرجين، وأطلق الفئران البيضاء بين المقاعد، وسط هتافات "يا ألمانيا استيقظي"، ردا على الفيلم المقتبس من الرواية التي لم تعجب الفوهرر. "الشباب الهتلري": ألا يذكركم هذا النموذج بنماذج أخرى معروفة جدا في العديد من الدول...
«كل شيء هادئ في الجبهة الغربية» عمل روائي كبير يصدر عن المدرسة الواقعية الحديثة في أدب القص الروائي وقد صدرت عام 1929 ـ بعد 10 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الأولى. وتدور احداثها على الجانب الألماني من القتال في تلك الحروب الضروس (أطلق عليها وصف «الحرب العظمى») وبالتحديد عند المنطقة الحرام...
تضع الحرب، أي حرب، الأطراف المتحاربة على الحافة، حافة وجودهم، ووجود دولهم وأُممهم، حافة قدرتهم على التضحية، حافة قدرتهم على دفع الآخرين إلى الهاوية. إنها تجربة قاسية للحياة وسط شعور داهم باحتمال عدم الوجود في اللحظة التالية. إنها كذلك صدام للعوالم الممكنة، عالم انتصار طرفٍ ما يحاول الوجود على...
في الحرب فكّرتُ بالانحباس الحراري، أو التلّوث البيئي أو أي من هذه المشاغل الكونية التي تبدو ترفاً أمام القتل والتدمير والتهجير، وتلك ليست إلا مخاوف مستقبلية إلا أنها واعدة بمعنى تسببها بنتائج كارثية، إلا أنها قادرة على محو النصر والهزيمة، وهي نقيض واقعي لتحرير الحاجز رقم 77 واسترداد التلة رقم 99...
الشعراء.. سلالة الدراويش والسلاك ما تبقي من الصعاليك الهائمون علي قلوبهم الخائفون من غضب الكلمات الغاوون كفراش الحقول النائمون بأجفان مفتحة المجهشة أصابعهم علي صدر الورق المتعمدون أبدا في نهر الحبر عفوا هل قلت الحب؟ المطرودون من مدينة أفلاطون المشيدون لأخرى علي أنقاض إرم ….. الشعراء... اسلافي...
العابدون الذين لا ينقطعون عن المحراب حتى يزيدوا في تبتلهم ابتكروا راتبة العشاء وهي منقطعة عن غيرها فما بالنا نحن العشاق الذين لا ننقطع عن العناق ولا يقرب من شفاهنا البرد وكؤوسنا دائما عامرة لا نبتكر قبلة تكون في أول الليل وقبل انطفاء آخر نجم ونسميها راتبة القبل
وفي دمشق وحدها لا يقول الناس: في ظلام الليل.... فالليل هنا صباح جميل مثل عينيك حبيبتي وفي دمشق، النجوم تاتلق في النهار والكمنجات لا تنام ليلا وفي دمشق السلام لا يحتاج إلى حارس والحمام دائم الرفيف وفي دمشق تتعانق الأديان في حب الله وفي دمشق الحب قصائد خضر وأنهار لا تجف وفي دمشق السوريات لا يتعطرن...
الفتى هاشمي لا مكان في سيفه للصدأ وبيارقه مشرقة لا تحدها سماء والأرض لا تسع خضرتها خيله لا تعرف النكوص وليس في قلبها باب للهرب يعد لقائظة جائرة تابوتا أبيض في خزائنه ذهب مغاير ومن كفه تنفرط الجنان تاجه الرضا ولقدميه تفرش الأرض وقارها أعلى جبينه النور قائم وعلى دمه تستقيم الصلاة روحه مفضضة بالورع...
أعلى