نصوص جديدة

كان الشفق يا صديقي يغيب مثل أملي في تلك الأمسية الشتوية القارسة البرودة، تمشيتُ فيها قليلا لعلّي أمسح عن جبيني بعضاً من تعب السنين، لعلّي أستريح من كآبة الغربة، ربما لعلّي أفيق. تمشّيتُ وحيداً بلا رفيق، فلا رفقاء هنا، تمشيتُ غريب الملمح واللون، فلا أحد يشبهني هنا وكأنهم كتبوا على جبهتي...
خرج من البيت، ما إن أغلق الباب، حتى سمعت زوجه دق الجرس، فتحت له فدخل مجلجلا وصرير صوته يملأ المكان ؛ أنت السبب، دائما تثرثرين، وتكثرين لغطك حتى أنسى المفتاح. استغربت حليمة من صراخ زوجها بهذا الشكل فجأة، وظلت تنظر بذهول ليسراه تلوح بالمفاتيح، وهو يحاول صب غضبه عليها بشتى وسائل التعبير، لعل لعنة...
تأنيث الدبلوماسية كان بمثابة انتصار في معركة طويلة ضد الهيمنة الأبوية على الساحة الدولية. تاريخياً، كانت الدبلوماسية حكراً على الرجال. ولسنوات عديدة، كان من الصعب أو حتى ممنوعًا على النساء أن يصبحن دبلوماسيات. ففي عام 1988، قالت المنظرة النسوية الأمريكية آن تيكنر: "السياسة الدولية هي عالم...
  • مميز
بقلم : سري القدوة الأحد 10 تشرين الثاني / نوفمبر 2024. اعتبار حكومة الاحتلال وإعلانها ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنه "شخص غير مرغوب فيه" وهجماتها ضد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وان هذا الاعتداء يعكس إمعان إسرائيل في استهداف قوات اليونيفيل وعناصر الجيش...
دلال عبدالغني كاتبة مقيمة في السويد منذ عقود من الزمن، فلسطينية الجذور من بلدة سلواد الضاربة العمق بالتاريخ، وعن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع/ بور سعيد/ مصر صدرت روايتها "رؤوس هشة على حافة الإنكسار" بغلاف باللون الأسود يتخلله البرتقالي يظهر ثلاثة وجوه حائرة معبرة عن محتوى الكتاب، والغلاف...
رسالة (5) الجنوب/قرب شجرة زيتون ٨/تشرين الثاني/٢٠٢٤ لا بداية ولا نهاية لرسالتي اليوم لقد استغرق مني الأمر ساعتين كن التوتر والتشنج في أعصابي قبل كتابة أول سطر لك. فكتابة الرسائل...معناها أن يخاطب المرء أشباحه في العتمة والضوء في آن،ليتخلص من عفن العدم. ما هذه الحالة التي نحن عليها؟أعلم...
وقف الأديب أحمد عبدالله إسماعيل أمام لوحة سيسامنيس، وربما تصفحها مصادفة، لكن تلك اللوحة العجيبة استدعت حدثًا مهما من عهد قمبيز الثاني والحضارة الفارسية؛ لأن هذا ما يفسر لنا سبب كتابته لهذه الرواية، فاللوحة التي رسمها الفنان الهولندي جيرار ديفيد، وعلّقت لسنوات طويلة في محاكم أوروبا، تُظهر قاضيا...
خمسة.. أربعة.. ثلاثة.. اثنان.. واحد.. مبروك.. لقد ولدت من جديد. يرتعش جسدي.. تتسارع أنفاسي ونبضي.. ألمس وجهي.. تدمع عيناي بلا سبب.. لا زلت عاجزاً عن البكاء.. ولا صرخة على وشك البداية.. لا ظل لأمي هنا.. فولادتي الثانية كانت بمفردي.. تألمت وحدي حتى خرجت من شرنقتي.. فالألم رحمٌ أوسع واسمٌ من أسماء...
شهيته للأكل سدت رغم حاجته للطعام، يكفيه ماتجرعه من آلام، حين أخبره والد العروس التي تقدم لخطبتها : أنهم فى إنتظار عريس جديد، لديه شقة وكافة مستلزمات الزواج، معتذرا أن الزواج قسمة ونصيب، خرج متعثرا فى خطاه يسابق ظله، غير عابيء بوحشة الطريق، المركبات فى تسابقها وتدافعها أشبه بالنعوش الطائرة،...
ذهبنا في جولة سياحية الى ما يسمى باسطبل الحمير ، في اخر محطة للمترو المنطلق من ساحة اتاتورك الى منطقة قريبة من الجبل لا استطيع لفظ اسمها ، اقنعتني ابنتي وزوجتي بهذه الجولة السياحية ، بعبارة حادة كالسكين " انت مو روائي .. ليش ما تغامر معنا بركوب الحمار " ووجدتها فرصة سانحة أن أرى ابا صابرين...
ظلّي يسير ومن حين لآخر يُحيّي ظلالاً من معارفه ليس غاضباً لأنّي أسحَله على الأرض فلو أنّه أصبح ذا أجنحة وحلّقَ عالياً وجال في الأعالي وصار له بيت على شاطئِ محيطٍ في كوكب لاستضافني وقضيتُ عنده عُطلاً ممتعة أُفكّر في هذا واضِعاً رأسي على وسادة قديمة أكل عليه الدّهر كثيراً مِن البسكويت آخذها إلى...
منذ أن بلور حكماء الإغريق قديما فكرةَ الديمقراطية قبل ستة وعشرين قرنا، وعزّزها فلاسفة التنوير بضوابط الحداثة السياسية في القرن الثامن عشر، ظلّت الحِكامة السياسية تتحرك داخل مثلث محتدم، يجمع بين الفضيلة السياسية وبقية أخواتها من الأخلاقيات والأهلية المعرفية من ناحية، ونفوذ المال والاقتصاد...
هل يحق لنا التساؤل عن شفافية الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا بالولايات المتحدة الامريكية. نعم فالذي يعرف الدور الحاسم "للدولة العميقة" في التحديد النهائي لمسار الاحداث الكبيرة الداخلية والخارجية للإمبراطورية؛ لا يمكنه إلا أن يعتبر هذا التساؤل مشروعا ويشكك في نزاهة هذه الانتخابات. العديد من...
طلائع فصل الربيع في بداياتها والظهيرة في اخرها، والشمس ساطعة ودافئة. لولا تلك النسائم الباردة التي تخترق هذا اليوم في أغلب الأحيان، لأحسست الآن بالدفء، وكنت قد خلعت عني معطفي الشتوي. لكني اليوم اكتفيت بتركه مفتوحا فقط. ماذا سيكون نصيبي من الاكل في هذا اليوم؟ تساءلت. شهيتي لم تتفتح للأكل بعد رغم...
تحجَّرَ حُبّي واشتعلَ الظّلامُ بأصابعي وأثمرَتْ رُوحي المقابِرَ وتكلّلَ قلبي بالخيبةِ وبالقبُلاتِ من شظايا الزّجاجِ وبهمساتٍ من دويِّ القنابلِ ورغيفٍ مِنَ الصّكوكِ وقناديلٍ مِنَ الأكفانِ الأفقُ لا يتّسِعُ لآهتي البحرُ لا يبلِّلُ جذوةَ مخاوفي أمشي على أطرافِ الفاجعةِ أفتحُ نافذتي للعدمِ وأجنحتي...
أعلى