نصوص بقلم نقوس المهدي

آتاهُ الله بسطةً في الجِسمِ ، وخمولا في العقلِ ، فرأسه الضّخم المكوّر فوقَ كتفيهِ العريضين المُكتنزين لحما ، لا يفرقه كثيرا عن هيئةِ الثّور ، وكأنّما الغباء المُستحكم استخلَصهُ لنفسهِ دونَ سواه ، وعلى قدرِ ذاكَ الغباء ، ينزحُ بهِ الطّمع كُلّ منزعٍ ، حتى ابتنى لنفسهِ قصورا من الجَشعِ ، مثلهُ...
وطرأ علينا من مقابلة البر في الليل هول عظيم، عصم الله منه بريح أرسلها الله تعالى في الحين من تلقاء البر، فأخرجنا عنه، والحمد لله على ذلك. وقام علينا نوء هال له البحر صبيحة يوم الثلاثاء المذكور، فبقينا مترددين بسببه حول بر سردانية يوم الأربعاء بعده فأطلع الله علينا في حال الوحشة وانغلاق الجهات...
أين نحن؟ سألني والدهشة صوته. رفعتُ عينَيَّ عن صغيري، الذي انتابته نوبة صراخ منذ ثوانٍ، نظرتُ إلى الطريق من حولي؛ فلم أتعرَّف معالمه. نظرتُ إلى زوجي؛ فوجدتُ الذهول على وجهه والحيرة، لمحتُ ساعة السيارة فوجدتها تشير إلى السادسة وعَشْر دقائق؛ وقت مغيب الشمس. لم يكن هذا امتدادًا لطريقنا الذي نسافر...
نيكيتا خروشوف ( 1894 - 1971) هو الزعيم الثالث , الذي برز في تاريخ الاتحاد السوفيتي بعد لينين ( الذي حكم منذ ثورة اكتوبر عام 1917 الى عام1924) , وستالين ( الذي حكم من عام 1924الى عام1953) , أما خروشوف فقد حكم من 1954الى 1964 , ولكنه لم يحصل على مكانتهما في ( قلوب!) الشعوب السوفيتية , على الأقل...
سئمتُ الأقلام والدفاتر سئمتُ الحياة والمظاهر والليل الطويل سئمتُ الذهاب ,الإياب سئمتُ الشراب, والتصاوير والحلم المستحيل وكرهتُ الصمتْ الثقيل والظلام الناشب أظافره في العقول سئمتُ كل الأشياء حتى القراءة والكتابة سئمت كل شيء حتى الحب والورد الجميل وكرهتُكل شيء في هذا الزمن السقيم والحلم...
– 1- جئت إلى سوق الكتب القديمة ، لأن صديقاً ذا دراية بالكتب ، وشغف بقراءتها واقتنائها قال لي إنّ الكتاب الذي تبحث عنه تجده في تلك السوق. لم يذكر اسم مكتبة معينة، لكنني احتكمت إلى حدسه ، الذي يكاد يكون يقيناً . قال تذّكر انه في غير هذه السوق لن تعثر على كتاب قديم صدر قبل سنوات . شكرته ، ولكثرة ما...
“لقد ولت الصور وعلينا أن نفكر في خلقها كلنا مهددون بالوحدة ّّ .. فلم يبق لنا غير القراءة والكتابة لانهما الرحمة التي وهبتها الحقيقة لنا ؟ .. وما أخشاه هو فقدانها ..!! واستمرت قطرات المطر تبلل شجرة الكالبتوس.. تغسل السخام والاصباغ الرخامية والاوراق الشاحبة وبقايا الزرقة الراحلة بلا أسف .. من غابة...
روى محمود عبد الوهاب خبراً عن زميل له ألِفَ المعتقلات , قال ان هذا الأليف دقَّ مسماراً على حائط المعتقل , وعلّقَ عليه سترته , فكان هذا المسمار في انتظار سترة الأليف كلما عاد إلى خان الشرطة حيناً بعد حين. هذا المسمار لن يمحى من ذاكرة محمود , ولا من ذاكرة جدران المعتقلات , وقد تعلّق عليه دلالاتها...
عندما نسألُ ، ونعتبر السؤالَ مفتاحاً وهذا يأخذ بك نحو مغلق عماء غير معلوم ، والغاية منه كشف وتعيين الباب المعرفي بل ما بعد الباب من مستترٍ سابتٍ في عشِّ رقادته ، اذ جاء دوره اذاً ، ليخرج للعرض حيث المساهمة والترابط الاعتباري هنا في الوجود في مصير الكون الجامع ، وعند افتراضنا للباب هنا ، في...
لا تبك يا ( ثيو).. لولا دموع الغراب على وجنتي( بول جوبان).. ما قطعت شحمة أذني ورميتها من شباك الطائرة) عانيت كثيرا يا( ثيو).. حملت شيخ البحر على كتفي.. ساقاه مسمرتان في عنقي.. بوم الدوق الكبير يحوم في نبرته الكثيفة.. لم يسمع (لعازر) أجراس حدائي.. لم يصح من عتمة الكمون.. أركض مثل فيل هندي يتعقبه...
ذوى مثلَ ذاك الجِنحِ هيّضَهُ العُسرُ أسيرَ محطّاتٍ يَعيثُ به الكَسرُ على كتفيهِ اليابساتِ تكشّفتْ سياطُ سنين الجورِ .. يوجعهُ القهرُ يلملمُ أشتاتا تعلّقْنَ بالأسى وليتَ احتباسَِ الرزقِ يُنزلُهُ القَطرُ فطال انتظارُ الغيثِ حتّى تكدّست ملامحُ أوجاعٍ يعيشُ بها الفَقرُ كأنّي بظلِّ الأمس .. أرتدّ...
إذا كان الغرضُ من المختاراتِ الشِّعريَّةِ أن تعكسَ تجسيداً للتنوُّعِ في تجربةِ الشَّاعرِ ، فإنَّ هذه النُّصوص من شعرِ عبد الأمير خليل مراد تستجيبُ - قراءةً ونقداً - لهذا الغرض ، بمعنى أنَّ موضوعاتِ القصائدِ في هذه المختارات تبدو متباينةً ، مع أنَّها تُشكِّل في سياقِها العامِّ وحدةً كليَّةً . وقد...
قلتُ لها : خرجتُ من جلدِ النُّومِ لأخضَّ الحُلمَ وأفُكَّ أزرارَه لتنبجِسَ تلك الصُّورُ التي سكَنت في طفولتي وبدَت كأزهارٍ ذابلةٍ على وجهي وفي عيوني .. سأخرجُ من سُباتِ التَّاريخ لأُحرِّكَ الزَّوايا وأُخلخلَ القاعدة وأُعلنَ عن موعدِ الطُّوفانِ واشتعالِ الجرحِ في المسافة .. أنا البلدُ : والبلدُ...
غرقتُ في غيبوبة طويلة جدًّا. دخلتُ بطولها كتاب "غينس" للأرقام القياسيّة. أبقى عليّ أفراد أسرتي حيًّا عدّة سنين لمحبّتهم لي ولكوني ثريًّا أيضًا. استفقتُ من غيبوبتي بقدرة قادر في يوم مشهود لم تغب فيه الشّمس عن منزلي الفاخر. استرأيتُ بالمرآة، شهقتُ شهقة زلزلت دواخلي وغُمِيَ عليّ حين وجدتُ نفسي كمثل...
مدخل : يا الله أرجع تعال يا مصابيح الفرح أسعد القلب اللى تاه فى شقى الحزن اللى طال تسلل صوت المطرب حيدر بورتسودان من جهاز التسجيل وملاء السكون بصوته الجهور والساحر وأداءه العذب , فعادت بى الذاكرة سريعا لمدينة بورتسودان تلك المدينة الساحرة الجالسة على ضفاف البحر الأحمر التى تبدو وكأنها خارجة...
أعلى