رواية

•الأحبولة دائرة انعدام الوزن.. ما زلتُ أبحث عنها وأسأل كل عابر وسائر، وأسأل كل شاهد، وعارف، وكل صاحب مقام، وكل شيخ طريقة وأبحث عنها، في كل جب ومرقد بين كل حاضر وغائب، ما دلني أحد عليها. خرجت إليها من شمس الذاكرة إلى فضاء الرغبة وتوقفت عند شواهد الموتى وهم يعجنون بخورهم بالمودة فلم يدلوني،...
كان الوالد يوقظني كل يوم عقب رجوعه من المسجد بعد أداء صلاة الصبح.. أقصد الجامع وأنا أغالب النوم والغلس.. أُقبّل يد الفقيه الذي يتربع بهيئته الموقرة الجليلة على سجادة صوفية في مكان يتيح له مراقبة "المحَّضْرَه".. أجلس حيث ينتهي بي المجلس.. أعانق لوحتي الخشبية.. أشرع في تهجّي ما كتبته سابقا...
ستجرى ويجرون …ربما بدات كلسعة افعى ,في ظهيرة تموز .الحى يجهز عليه جحيم الشمس والتعب ,الناس في ركود ابو بسام يعزل عروق السوس الفاسدة … ابو احمد يراقب العمال يعبئون الاكياس في المطحنة (يمسد كرشه بيمناه متاففا من شرار الجمر في الشحم المتراكم ….ابو صلاح يوزع اقداح الشاي في مقهاه بام...
في تلك البساتين الهرمة , شمال البصرة ,, كان هناك بستان وحيد حي فقط ... اعتنى به صاحبه وسوّره بسعف النخيل وجذوع الاشجار ومتيبس القصب ... قال صاحبى (موتى تحرس احياء ـــ مشيرا الى اجزاء النخل المتيبس الجدارـ ).. كنا نتقدم قاصدين نهيرا لنصطاد في موسم اللا صيد ..لكنا نتسلى فقط ,, . تلال من الطين...
اول صيد انا الصياد الهائم على بساط الامواج الزرق والمخضرة والكحلية والمذهبة غروبا..استقبل فجري قبل ان تصحو الطيور حيث السعفات تضم اجنحتها وندى الاعشاب يلامس الروح..تشرق بخجل ..فتسكب خيوطها النحاسية ..على جسدي..ثم تنغمر في الامواج عميقا.. (مرددا \وقد اغتدي والطير في وكناتها \ تركت الحراب...
وقعت عين هذه المرأة على "أفراميا"، وعبر عينيها خرج رجاء ملموس، وكأنها تقول: "ساعديني.. ساعديني"، فعرفت "أفراميا" أن هذا الرجاء موجه إليها، وتكحلت بينهن بشارة الصمت الأسود. أومضت "أفراميا" بعينيها، ثم أغلقتهما بضع ثوانٍ، وهزت رأسها لتزيح عنها تلك الرؤيا، وهي ذاهلة عن مكانها وزمانها، وقد استيقظتْ...
ابو ايوب يستقر على دوبة اعلى من دوبتنا الصارعة , اتو بها ووضعوها موازية لموقعنا ما عدا شق موجي بعرض متر لم يتبق مكان نصطاد فيه الا طرف دوبتنا الايسر وهو لا يتسع لاكثر من ثلاثة صيادين... رآه القيصر وحيدا متلفعا بقمصلة سوداء , يغطي راسه بقبعة سوداء كسرواله ..صياد محترف وحيد يحني رقبته للماء مركزا...
كنتُ قد انحرفتُ يسارًا، وغُشيَ عليَّ، ورأيت دمي سائلًا فوق صدري، ونارًا حولي كالمُهْل يشوي القلب، فأدلجتُ في الليل، وكنتُ أسير في الأرض مسيرة يومٍ وليلة، وعندما لم أجد أحدًا يكلمني أو يواسيني؛ تعري تُ بنفسي وخلوتُ إلى شياطيني، وجلستُ تحت ظل شمسٍ حمئةٍ؛ فإذا بي أصرخ وأصرخ إلى أن رميتُ نفسي في...
هكذا وعلى الرغم من أن ملك الموت، أو ما يسمى شرعًا في علم اللاهوت الجنائزي "قابض الأرواح" كان يرفرفُ بجَناحيه الأبيضين، ويدورُ في سقفِ الغرفةِ كالفراش، كان المَلك "هيرودوس أنتيباس" ذلك القابع في ركن الذاكرة الخربة، والمُحمَّل بالأوزارِ دائمًا يجلسُ على سريره الأخَّاذ؛ ذلك السرير المصنوع من الخشب...
(((((نظرة شاملة))) اسند برهان قدمه على الرصيف وهو على دراجته الهوائية قرب مدرسة اوراس الابتدائية وتذكر سياجها وشجيرات حديقتها وذلك الباب الشاهق الذي ينتهي بصف رماح .. وتذكر كيف كانوا يجتازونه ليهربوا متحدين الخطر .. فرحين لانهم عبروا .. تذكر الباعة يتربعون رجالا وعجائز امام بسطاتهم او عرباتهم...
حين كنّا أطفالاً، كنّا نهرب من المجهول لأحضان أمهاتنا، وكنتُ كباقي الأطفال أركضُ لحضنها حين أشعرُ بالخوف. لكنّي حين كبرتُ قليلاً، قالوا إنّ الرجال لا يخافون، وأنّهم لا يبكون، وقد حرموني بذلك من لذةِّ الاحتماء بحضن أمي. الرجال لا يبكون... كلمتان كاذبتان قد كبرتا معنا، والحقيقة أنّ الرجال يبكون...
الجزء 12 /والأخير صراخ أمي وأختي ( مريم ) ، جعلني أدرك أنّ أبي مات . أسرعت إليه ، سرقت نظرة نحوه من النافذة ، ثم دخلت .. كانت أمي قد أسبلت جفنيه ، وكان وجهه المحروق بأشعة الشّمس ممتقعاً ، شديد الزّرقة ، أسبوع وهو يعاني سكرات الموت ، من يوم أن أصيب...
الجزء 11 من نافذة اختناقها ، تطلّ على الزّقاق الضّيق ، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر ابتسامة من دمع . لكنّ وجه ابن عمهّا " رضوان " المقيت ، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها ، ترمق خاتمها الذّهبي ،...
" إعادة تموضع" رواية الطقس صيفي واللعب ممتع تحت أشجار النخيل المنتظمة في باحة القصر كصفوف الجنود،يلتمسان ملاذاً بعيداً عن العيون ،إذا حدث وأطل أحدّ ما من أحد الشرفات المطلة على الحديقة،،كبرا على مهل،وتفتحت عيونهما على العالم وتعاهدا على حُب كبير ،هند وسيف،ولكن وبرحيل آخر صيف نضجا تحت...
الجزء العاشر انتبه إلى نظراتها المرسلة إليه ، نظرات حارّة فيهن مناداة وصخب ، تلفّت حوله استطلع وجوه الرّكاب ، فتيقّن أنّ نظراتها لا تقصد سواه .. فأخذ يبادلها النظرات من مكانه . كانت جالسة على المقعد ، لا تفصله عنها سوى بضعة مقاعد ، وشعر بأنّها تبتسم له ، فأراد أن يردّ على...
أعلى