نصوص بقلم نقوس المهدي

فلما كانت الليلة الثانية بعد الألف قالت شهرزاد: سأقص عليك أيها الملك السعيد قصة سهرة المليونير، قال الملك شهريار: - ومن هو المليونير يا شهرزاد! أهو ملك قبيلة في الجان، أم تاجر لؤلؤ في جزائر واق الواق؟! وتبسمت شهرزاد فكشفت عن أسنان كأنها الدر المنظوم، ثم قالت: لا هذا ولا ذاك أيها الملك السعيد،...
2- ولقد رأيت في الناس من يحسب أن التنادر من الشيء الهين، الذي يستطيعه كل إنسان، ويقدر عليه كل شخص؛ وهذا حسبان خطأ، فان التنادر فن له ثقافة ودراية كسائر الفنون، ولا بد من حذقه من استعداد موهوب، وملكات فطرية، يتصل بعضها بالقلب، وبعضها بالعقل، وقد يناقض بعضها بعضاً، وقد لا تجتمع كلها لشخص واحد،...
عبثا سرتُ ألحقُ بي كلَّما قلتُ: إنَّ الزَّمانَ خيولٌ، وإنَّكَ في حيرةٍ من زمانكَ مثلَ البُحيرةِ تلهو تجاعيدُها بالمكان يجولُ. تجاعيدُ للماءِ. هلْ جئتَ تسألها وجهكَ المُتجولَ في عين مرآتها ؟ هلْ ترى شجرًا في حديقتها ؟ هلْ تفيَّأتَ دوحَ طريقتها ؟ هلْ ولجتَ استعارتها حيثما الضَّوءُ عتمتُها، حيثما...
إنَّ ما يحدث اليوم على الساحةِ العربية أدعى بنّا للنهوض من الغفوةِ من براثن الكسل ، أما آن لنا أن نتحد ، أما آن لنّا أن نتكاتف جميعًا لتحرير أرضنا من هذا العدو الصهيوني الغاصب ، فشعب فلسطين شعب مسلوب الإرادة يحتاج من يمد له يد العون حتى ينال استقلاله الذي بات منذ ردحا من الزمن يحلم به ...
كان ممدّدا فوق الحصى. أحسّ بدبيب في جنبه الأيسر، الدبيب كان ملحّا. نتر فروته وبصق الحشرة. اكفهرّت السماء ودوّى الرّعد في البعيد. انكمش في مكانه وحرّك أذنيه. أغمض عينيه. تراءت له نفسه وهو في بيت خشبي وأغصان صفصافة وارفة ترقص في انتظار المطر. أمام بيته الخشبي يربض سطل ماء ووعاء ترك فيه بقايا عظم...
في إحدى قباب بغداد قرأ المنصور ورقة تشكو، ثم قبضها في يده تتلوى، وقد ظل يردد كلماتها، يكاد يتمزع من الغضب، كأنه سحاب راعد: في عينيه برقه، وعلى جبينه قطره، وفوق سمرته غيمه، ولم يكد يخفف عن الورقة قبضته حتى انتفضت، كأنها منخنقة فك خناقها، فبدت آثاره على صفحاتها اثناء، وعلى كتابتها شحوباً! ألقى...
الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم (أبو همام) (1945م ـ 2014) إعداد /محمد عباس محمد عرابي منذ عقود شرفت بلقاء الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم (أبو همام) في جامعة القاهرة في أمسية شعرية كان هو (رحمه الله) فارس فقد كان شاعرًا مبدعا، وهذا ما دعاني للتعريف به (رحمه الله) حيث نحاول هنا...
بطاقة شخصية: شادية عبد المنعم: تخرجت من جامعة شارلس في براغ حاصلة على بكالوريوس الفلسفة، كما حصلت على دبلوم عالي في علم المعلومات والمكتبات من نفس الجامعة وماجستير المعلومات وعلوم الاتصال من جامعة جوبا في السودان، عملت في جامعة الخرطوم لكن تم فصلها عن العمل فيما يعرف بقانون الصالح العام مطلع...
( أنا أكتب الشعر في كل الأوقات , و في كل الأمكنة . عقلي في حالة بحث دائم عن الهايكو من حولي .. أثناء قيامي بالاعمال المنزلية , في المطبخ , أثناء التسوق , أثناء تجوالي في المساء , و أنا في طريقي إلى سريري للنوم . يظهر لي الهايكو أحيانا من العدم و على نحو مفاجئ . و كثيرا ما أعود إلى منزلي متجددة ...
رَمَضَانُ حَلَّ فَأقبَلتْ بَركَاتُهُ شَهْرٌ فضيلٌ طَيّبُ النَّفحاتِ مرحى بشَهْرٍ أَجْرُهُ مُتَزَايِدٌ بالصومِ والقرآنِ والطاعاتِ شَرُفَ الفضيلُ بِذِكْرِ رَبِّي آيَةً مُتعطرًا بنسائم الـخَيْرَاتِ لَا يَسْتَوِي منْ ضَلَّ فيهِ عن الهُدى وَمَنِ ارْتَوَى لِيُرَتِّلَ الْآيَاتِ...
تشرق الشمس وتغيب. تفتح المخازن والمصارف والمحلات والدكاكين أبوابها في الصباح، ثم تغلق الأبواب في المساء أدفع باب المصرف برفق، فينبعث قليل من النور إلى الداخل، ولا يلبث الباب أن ينغلق بآلية فيتقلص النور إلى الخارج ويربض عند عتبة الباب.‏ أخطو بضع خطوات في الزحام، بين الواقفين، وأتوقف أمام حاجز...
عليه أن يرنَّ جَرسَه كي أسمعَ هذا النهار، أن يتلفّظَ باسمه ويرفع صوته. أسير في ظلامه مضيّعاً نفسي والآخرين وحين أرى الشعاع أتعجّب، ولا أتساءل من أين أتى. نادراً ما أرى الشمس في هذه الأنحاء تجلس على كرسيها وتأكل رغيف الظلال. أنضح داخل وحدتي متشبّهاً بورقةٍ تصفرّ على غصنها مزدحماً كطريقٍ سريع في...
أستعين بظلي في ممارسة الحزن والندم لدي ما يكفي أيضا من الوجوه التراجيدية ولا بأس حين ينتزع الموت الفجائي مني دمعة؛ امرأة مثلي تقاضي أيامها الباردة بكتابة عرائض تلصقها على ستائر الليل وحين ينفد مني الأرق أستسلم للخواء في رأسي وأصاحب مواتي إلى القبر حيث لا حجر سيحمل اسمي ولا ساق وردة تصلح للكتابة...
كان ممدّدا فوق الحصى. أحسّ بدبيب في جنبه الأيسر، الدبيب كان ملحّا. نتر فروته وبصق الحشرة. اكفهرّت السماء ودوّى الرّعد في البعيد. انكمش في مكانه وحرّك أذنيه. أغمض عينيه. تراءت له نفسه وهو في بيت خشبي وأغصان صفصافة وارفة ترقص في انتظار المطر. أمام بيته الخشبي يربض سطل ماء ووعاء ترك فيه بقايا عظم...
ساح دمي على الطوار. انفصل الرأس عن الجسد كأنما قطعه سيف بتار. عز علي أن تظل جثتي ملقاة على الإسفلت فتدوسها شاحنة أو عربة نقل. حاولت أن أصدر الأوامر إلى يدي لترفعا الجثة. لكني أدركت أنهما لم تعودا خاضعتين لتوجيهاتي. الشرايين والأوردة تتدفق نافورة جامحة فتتسع البقعة، متطلعة، ربما، إلى تحقيق مشروع...
أعلى