نصوص بقلم نقوس المهدي

يملى علينا التاريخ حقيقتين أجد أنه لابد من الاشارة إليهما ، ونحن نتكلم عن الطبقة الأولى من المصححين المحققين الذين نقلوا المؤلف المخطوط إلى المطبعة واستطاعوا أن يقرأوا كلمات هذه المؤلفات التي خلا أكثرها من النقط والهمز وما أشبهه مما ييسر على القارىء الاستمرار في مطالعته بيسر وسهولة : أولاهما ...
حاولت الفكاك من أسر الإبداع في بلادي فأعجزني، أكتب وأسرد وأنا متدثر بعباءة المحروسة؛ تستطيع أن تميز تلك الحالة من الوهج والتأنق من غيرها بعدة سمات تتقارب فيما بينها؛ إنها مزيج من اليمين واليسار أخرجت لنا كتابة تستطيع أن تقول حين تقرأ إنها عربية بنكهة مصرية؛ فهذا سرد الرافعي ممزوجا بالعقاد مجتمعا...
في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ، كان ظهور قصص الشطار ، وهي تصف العادات والتقاليد للطبقات الدنيا في المجتمع الأوربي ، وأول قصة معروفة من هذا اللون في الأدب الأسباني قصة عنوانها (حياة لاساريودي تورمس : حظوظه ومحنه) ، وهي تعبر عن واقع الحياة في الطبقات الدنيا خلال تلك الآونة...
إنه يوم الجمعة الذي لا أحبُّ منه إلا صوت أُمي أُهاتِفُها عادةً منتصف نهاره فيأتيني صوتُها كوردةٍ جَرَّحَها عاشقان أنا أكبرُ أبنائِها لكنني لستُ أَرْجَحَهُم عقلا عندما كنتُ صغيرا كانت تَقْضِمُ وَحدَتي بأناشيدَ عن الأراضي البيضاء وعندما تنامَت وَحدتي معي كانت تَنْهاني عن مغازلة الأشباح...
أريدُ أن أتعلَّمَ لُغَةً جديدةً أتحدثُ بها مع الفستانِ الأحمر لـ "كيم أدونيزيو" هذا الفستانُ الذى أَفْلَتَ من يدى وفرَّ إلى الجنة.. فى "سان فرانسيسكو" البقَّالُونَ، والرُّعَاةُ تحدثوا عنه، والحروبُ التى بيننا ذابت فى دِفءِ خطوطه الناعمة سوف أتحدثُ عن المعنى الذى تَركَتهُ شجرةُ الجَوْزِ على...
قصيدةُ النثر هي أنْ تَعتصِرَ ليمونةً مُرَّةً في كوبٍ مملوءٍ بالحظوظ العاثِرة لا لِتُداوي ألمًا في الحَلْق ولكنْ لِتَكُتبَ بِلُغةٍ لَزِجةٍ ‘ وحمضية قصيدةَ هِجاءٍ في لا أَحَدْ فيقولُ لك رجلٌ أصلعٌ ومَهِيب : إنها " قصيدةٌ خَرْسَاء " ويقولُ لك طباخٌ نصفُ بَصِير : " إنها عَصِيدَة " ويقولُ...
لم أكن أراها على باب بيتها إلا لتصرخ فينا كى نكف عن الجلوس على سلمها ، كان بيتها أشبه بالقلعة المنيعة ، لم أدخله أبدا إلا بعدما كبرت و تزوجت، ولم يكن ذلك في عهدها ، ولكن في عهد الساكن الجديد ، تعودت ألا أرى نوافذه مفتحة ، مساحته كبيرة جدا ، واجهته قبالة بيتنا و تمتد مساحته بعرض أربع بيوت...
تفيض المشاعر بعذب الأشعار عند زيارة البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة المسجد النبوي الشريف، وينشد الشعراء في هذه المواقف درر شعرية في قمة الإبداع والروعة حيث التجليات الروحانية، وصدق المشاعر، والتجربة الشعرية الحية في الرحاب المقدسة، وها هي الشاعرة القديرة كريمة ثابت،تبدع في قصائد...
رجل في الثلاثين .. تزيده العوينات والغضون والصفرة وبقايا لحية مرقطة غموضا..بدشداشته الرصاصية يستقر على كرسي امامي .. بين حاسبات وشاشات اعدت للصيانة .. تأملني ساهما ثم رشني بالاسئلة المتلاحقة (الم تعرفني , انا ابو مهدي ) تحتاج فراسة لتلتقط ابتسامة نحتها بصعوبة .. (آسف لم اتذكر ) . ــ تذكر...
هكذا بدأ الجميع يهمس في القرية، إنهم يقولون أنّ من يجري عملية الدوالي، يصبحُ عقيماً، كان مراد يتكوّرُ على نفسه خوفاً، قائلاً في نفسه:سأموتُ وحيداً، حتى أرسلتْ له إحدى الصبايا التي غازلها ممازحاً أنه يحبها شريط كاسيت، يغني فيه عبد المجيد عبدالله [المحبة بالقلوب] حينها رقّ قلبه وشعر بالحزنِ،...
بقلم: سري القدوة الاحد ٢ تموز / يوليو 2023. الاحتلال يتعمد استباحة المدن والقرى الفلسطينية وتحويلها لساحة حرب بهدف اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أراضيه وبيوته لصالح الاستيطان، لكن شعبنا متشبث بأرضه وسيواصل دفاعه عن كل ذرة تراب، ولن يستسلم للواقع الذي يحاول الاحتلال فرضه من خلال ممارسة أبشع...
محمود درويش، من خلال لوحة من الفسيفساء تكسو جدران إحدى منازل منطقة الرياض بجزيرة جربة , تحدّى الموتَ وحاورَهُ وانتصرَ عليه حينما اعتبرَ أنَّ الفنَ بمضامينهِ الراقيةَِ من شعرٍ وأدبٍ وفنونٍ يُمْكنُ له أنْ يُهزِمَ الموتَ بجدارةٍ ، وبلغ به هذا التحدّي حدَ المواجهةِ: هَزَمَتك يا موتُ الفنونُ جميعُها...
حمل طبق السمك وقربه من أنفه وبعد أن امتلأت رئته من الرائحة، فتح عينيه بنشوة وقال: - أيتّها السيدات، انتبهنّ جيدًا، هذا هو الطريق إلى قلوبنا! بعد هنيهة، غير نبرة صوته ليبدو أكثر جدية، فقال: - أيّها السادة، لا تعبدوا السبيل إلى قلوبِكم، أتركوها وعرة لتفوز بها أكثر النساء صبرًا، الأصدق مشاعر ثم جلس...
إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْسَّاعَةِ ٱلْهَرْجَ. قِيلَ: وَمَا ٱلْهَرْجُ؟ قَالَ: ٱلْكَذِبُ وَٱلْقَتْلُ [أَيْضًا]. قَالُوا: أَكْثَرَ مِمَّا نَقْتُلُ ٱلْآنَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمْ [أَعْدَاءً]، وَلٰكِنَّهُ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا! ٱلْرَّسُولُ مُحَمَّدٌ (6) كَمَا تقدَّمَ لي أَنْ كتبتُ في...
كنت أسمع يتكلم.. لكنني لم أعد افهم.. ما يقول..؟! تنبهت من سرحة طويلة.. وقد حلّ الصمت بيننا.. فقلت: - غبت عنك.. - أعرف.. قال مبتسما وهو يمدّ مسلما.. وقد وقف يلملم أغراضه التي تناثرت أمامه على طول الحديث الذي كان.. - بكّير. قلت.. - لا أعتقد.. - متى أراك؟ - لا أعرف. - هل نعود فنلتقي؟ ضحك...
أعلى