نصوص بقلم نقوس المهدي

كنت أقف على الحافة دائما وأنا أكتب أخشى أن يمسني الحرف أن يفشي للقارىء سرا من صندوقي الأسود أراوغ أن ينثرني معه.. أدور في متاهة حالة من اللف والدوران بين الكلمات- -مخافة أن تدل عليّ في معنى خفي فألجأ إلى التورية والإسقاط أظنني أنهيت مجازات اللغة وأنا أتوارى خلفها، ثم مؤخرا أدركت أنه لا يجوز...
من شدة ارتباطي بشادية وصباح أحسست أنهما تعيشان في حينا، فتاة قريبة الشبه بشادية، تدويرة وجهها، وشعرها، وقد أحست بمدى التشابه بينها وبين شادية، فقلدتها، واسدلت شعرها على جبهتها " عملت" قصة شادية - والتي تشبه صباح كانت تسكن حارة خلف حارتنا، خفتها وطولها، وضيق عينيها، وشعرها المائل للإصفرار. كنت...
جرش لم تقدنا الخطى صوب غيرك نحن الذين وقعنا كحبّ الندى فوق زيتونك المشتهى وعلقنا هنا في إسار العطشْ ما ارتوينا ولم تكن الطرقات معبدة في الرحيل إلى السرّ فيك يمرون منك وكل الذين يمرون منك يعودون عاد "هادريانُ" "شرحبيل بن حسنة" عاد كثيرون مروا وعادوا فللحب فلسفة النهر "نهر الذهبْ" يتغلغلُ في...
1 - في دنيا الشعر: في الجو رائحة تفوح، رائحة شعر، إنها (أنفاس محترقة) للشاعر محمود أبو الوفا، ذلك الشاعر الذي لم نعرفه في حين، لأننا كنا في غفلة عن إدراك حقيقة الشعر في ذلك الحين! كنا نتلمس مخنوقا في ركام (الفكرة) المعتلة الجامدة، أو متقززاً في اللفتة الذهنية البراقة! وكنا نتلمسه في قلب...
دعينا يوم الخميس الماضي إلى سماع محاضرة للدكتور إبراهيم ناجي بك بجمعية الشبان المسيحية، عنوانها (سيكولوجية شعر محمود أبو الوفا). والدكتور ناجي له جولات موفقة في التعليلات والتحليلات النفسية، والأستاذ محمود أبو الوفا شعره حبيب إلى النفس. لذلك كنا نتوقع أن ينال شعر أبو الوفا عناية العالم النفسي...
1 سأل الكاتب الصحفى وديع فلسطين، الشاعر محمود أبوالوفا عن أجره، مقابل غناء الموسيقار محمد عبدالوهاب لقصيدته الجميلة «عندما يأتى المساء» عام 1938 فحكى أنها ثلاثة جنيهات لفها عبدالوهاب كالسيجارة ودسها فى جيبه أثناء توديعه له بمحطة سكة حديد القاهرة، حيث كان مسافرا بالقطار إلى الإسكندرية ليستقل منها...
كَما في زَمِن سابِق ، حُظِيَت الطَّرابيش بِأَهَمِّية لَم تَحْظ بِها الأَحْذِية وَلَا الأَرائِك المَخْمَلِية وَليْس مِن قَبيل الصُّدَف أن تَرى طَبْل الصَّفيح الأفَّاق، يَسْلخ جِلْده كَي يَنْحَني لَها بِكَثير مِن الوَقار . لَكِن الرِّيح التي خَبُرَت تِلك الكائِنات المُخْتَمِرة على الرُّؤوس ، لَم...
الوجوه ليست أكثر من أقنعة على كائنات لم تعد موجودة. * لا تطلب شيئًا ، لا تعرف شيئًا ، لا تفعل شيئًا ، لا تفكر في شيء ، ولا تتفاعل أبدًا. مرحبًا بكم في حضارة الوحدة ، عيشوا في جميع الأوقات لحظة موتنا ، افتحوا أعيننا على هذا العالم في المقعد الخلفي لسيارة أجرة ، بين أبواق الاختناقات المرورية ، ولد...
قالت وقد ألفتْ على وجهها ... غبرةَ هَمّ لم تكد تنجلي: إن تذبل الوردة ظلت لها ... بقية من عطرها الأولِ قلنا وطيّ النفس ما طيّها ... لو شاءت الوردة لم تذبل لو شاءت الوردة كنا لها ... ندي إذا الأنداءُ لم تنزل لو شاءت الوردة كنا لها ... شوكاً يقيها عبث الأنمل لو شاءت الوردة كنا لها ... أرضاً مُوطًأة...
من نعم الله عليَّ أن غَنِيَتْ حديقتي الصغيرة هذه الأيام بالطيور، فهذه شجرة — لا أدري السر فيها — جذبت العصافير الكثيرة إليها، فهي في حركة دائمة حولها وفيها؛ وهذه بعض زوايا البيت عشش فيها اليمام يُغرد من حين إلى حين بصوته الشجي الجميل، ولوددت أن أتخير من الطيور أجملها وأظرفها وأضعها في أقفاص تحت...
تشتهيك ظباء الماء وامراة نسيت قرطها في عدوة النهر توقد لك الغريبات مباخر السعد وبنات القرية يبتسمن وهن يتمتمن التعاويذ أبدا لن يرحل عنا ولن تفرح الغريبات بمواله وهو يغازل سنابل القمح رجل في مثل طول الليل وفي بهجة الصبح اذا تنفس ومن اصابعه وهي تنضمّ على قبضة المنجل تنبثق شهوة الطيور العطاش...
فن المقامة - كما يرى الدكتور شوقي ضيف - من أهم فنون الأدب العربي، وخاصة من حيث الغاية التي ارتبطت به، وهي غاية التعليم وتلقين الناشئة صيغ التعبير، وهي صيغ حليت بألوان البديع،وزينت بزخارف السجع، وعني أشد العناية بنسبها، ومعادلاتها اللفظية، وأبعادها ومقابلاتها الصوتية، وبديع الزمان هو الذي مهد...
كنت نائماً في فكرة واسعة صحوت جميلاً مبللاً بضوء غزير في ركن من أركان الفضول الغريق رأيت المرآة تحملق في عيني عجباً تسألني ............. أين يسكن الجمال الخالد ؟ ناديت قلمي فلبى النداء حبواً أتاني على استحياء ورقته البيضاء كانت ترتعش برداً صعدت إلى عطر جنوني وفتحت أعماق الضياء انتقيت قطعة من...
سندريللا التي عبرَتْ بابَ قلبي بغيرِ حذاءْ أقصدُ امرأةً في الثلاثينَ من عمرها عبرَتْ بابَ شرقي وجرَّتْ وراءَ فراشاتها كوكباً حافياً كالغزالِ وعشرينَ بحراً وسبعَ عواصفَ.. أقصدُ سيِّدةً أنجبتْ وردتينِ على حدةٍ كلَّما مسَّتْ الماءَ أصبحَ خمراً وإن مسَّتْ الآثماتِ توضَّأنَ بالملحِ من دمعهنَّ...
احاجي زمان مضى ، حكايات ملكات النحل في سعيها إلى عسل الشفاء ، وامنيات النملة الشقية لزؤان حنطة الوقت ، غبار طلع طالع من روح المجاعة ، وروحة الفتيان الى منابع العطش ، وافق السقاية ، حاملو العرقسوس تحت اسوار قلعة محمد علي ، ورؤوس المماليك تتطاير صارخة بشتى لغات الكون مآسي العرش العظيم على الماء...
أعلى