قصة قصيرة

أعرف تماما أنني امرأة منحوسة لا يعرف الحظ طريقه اليّ ولم يُكتب لي أن أتنعم بالحياة وبالزواج مثل صديقاتي القديمات وبنات الجيران وسائر القريبات، لقد ذهب بهنّ قطار الزواج بعيدا وأصبحت كل واحدة تحت نجمة. وبدأت في الأشهر الأخيرة أفكر بحياتي وبمصيري وأنا أكابد سوء الحظ والإحباط الذي يتراكم عليّ مع...
الامتحان الرباني أصعب امتحانات الوجود الإنساني،وأنت تتفكر في مصير محتوم وحولك ثلة متلونة ممن ينتظرون الموت واحدا تلو الأخر فمن نفقده نقيم له العزاء علنا وسرا وقلوبنا وجلة يملؤها الرعب والخوف ... تتأثر بأي صوت أو حركة فالموت يفتح بابه متى شاء وصريخ شهقة الروح وهي تغادر الجسد تصم آذاننا وتوسع...
شاع صيتها بين الطلبة بالتزامها الأخلاقي وتمردها على كل من يخالف قواعدها ومبادئها التي نمت وتربت عليها، وعقدت عليها المراهنات في انحرافها أخلاقيا أو صداقتها وذهبت جميعها ادراج الرياح لصلابتها وقوتها ورصانة خلقها وشخصيتها المتميزة بالطرافة والابتسامة التي لا تفارق شفتيها المصاغتين صياغة إلهية...
لم يجتاحوا البلدة دفعة واحدة ..كان قد سبق اجتياحهم لغط مشوب باحزان قاسية , مكثت تتصاعد في نفوس الخليقة , تاركة آثارا من الخوف تطبع ملامحهم , وتعكّر سحنهم الشاحبة , وقلوبهم الناضحة بالرعب من اولئك الذين سيحيلون كلّ شيء إلى خراب , خراب سيأتي على كلّ شيء ..في مسيرة عصيبة حافلة بالموت والمكابدات ...
تقديم: أناشيد الحزن ، لا تخص الإنسان لوحده أتداعى مع عثرة جافلة لرجل فرسي الشهباء ، خائفا من كسر في قدمهـا ، فيأتيني صوت نائب العريف شيركو بلكنتـه الكرديـة ، ونحـن فـي طـريق صعودنا إلى جبل هندرين قبل أيام : – سيدي لا بد أن نعدم الفرس الشهباء .. – ماذا ؟؟ ماذا ؟؟ سليلة ممتاز* .. لا يمكن...
مُهْدَاةٌ إِلَى تَوْأَمِي الْأُسْتَاذ/عدنان أَبِي أَنْدَلُس...حَصْرًا. فَوْرَ حُصُولِهِ عَلَى إِجَازَتِهِ الدَّوْرِيَّةِ بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ ، حَتَّى أَطْلَقَ لِلرِّيحِ سَاقَيْهِ عَلَى أَمَلِ الْلِّحَاقِ بِآخِرِ حَافِلَةٍ سَتُـقِلُّهُ إِلَى وُجْهَتِهِ ، حَامِلًا فِي كَفِّهِ بَاقَةً مِنْ...
✍ قال محفوظ أن الجبالي شاخ في أولاد حارتنا... شاخ جدا .. ولزم عزلته السرمدية ، لكن هذا لم يمر على حارتنا دون تداعيات...فمنذ ذلك الوقت وأهل الحارة يغادرونها الواحد تلو الآخر. حتى الحرافيش ، الذين كانوا يهبطون اليها ليلا من الجبال الكلسية الصفراء ، هجروا كهوفهم وغادروها بغير رجعة ؛ وغرب الحارة...
كان يلذ لسعيد وهو في باريس أن يتنزه في كل عصر على الرصيف المحاذي لنهر السين بالقرب من نوتردام دي باري، وكانت رفوف الكتب القديمة المعروضة للبيع على حائط النهر الجنوبي تجذبه إليها، وتأخذه بروائعها التاريخية والأثرية والفنية. ووقف مرة عند أحد تلك الرفوف يقرأ عناوين كتبها، وكان غواة الكتب القديمة،...
منذ أخبروني بوفاته لم أقرأ لهُ الفاتحة, لم أستطع! أشعر أنَّه على قيد الحياة، كيف يمكن أن يموت من دون أن أشعر بذلك؟ و على الرَّغم من استلامها شهادةَ وفاةٍ رسميةٍ لابنها ما زالتْ تتوجهُ كل أسبوع إلى الشّرطةِ العسكرية للسؤال عنه, و على الرّغم من كونها لم تسمع إجابةً مختلفة غير أنَّها لم تقتنع...
الظهيرة حرارتها تثير اشمئزاز الكثير من أصحاب المركبات وركابهم وهم واقفون بالطابور الظهري اليومي الذي اعتادوا عليه يوميا لأسباب كثيرة ومتغيرات جعلت من الشارع أكثر تلوثا بكثرة هذه المركبات على اختلاف أنواعها في ذلك الشارع المهم الذي يمر به جميع المسؤولين صباحا ومساء وبكل الأوقات، لذلك لم يمر يوم...
مُهْدَاةٌ إِلَى الَّذِي أَتْحَفَنِي بِوَمْضَةٍ مِنْ ذِكْرَيَاتِهِ. لَازَمَهُ النَّحْسُ فِي كُلِّ خُطُوَاتِهِ مُنْذُ الصِّغَرِ وَ حَتَّى بَعْدَ أَنْ شَبَّ عَنِ الطَّوْقِ وَ مِنْ ثَمَّ شَاخَ . كَثِيرَةٌ هِيَ الْأَحْدَاثُ الْمَرِيرَةُ الَّتِي أْدْمَتْهُ وَ أَخَلَّتْ بِاسْتِـقْرَارِهِ وَ...
مرة أخرى أقف أمام بابه الخشبي الطامس في الأرض لقدم البناء، هذا الباب وحده يحمل على كتفيه ثقل البيت، كنت مشتاقا جدا أن ادخل إلى باحته، واقف في رواقه المجسم والمقسم بفواصل خشبية على شكل شبابيك عمودية الوضع قد مضى عليها دهر من الزمن ... الباب لأول مرة مقفل والممر فارغ تماما من المارة والزائرين وحتى...
الى صديقي الراحل الشاعر( محمد درويش علي)... طيلة حياتي ابحث عن الشهرة والعلو واصنع في رأسي الصغير أوهام المجد بتخيلات العظمة والقوة والسلطة والإنسانية والتمرد على الشر وقوانين الغابة السائدة في الشارع، الكل له سلطان وحكم بافتراءات وغيرها، حتى منظف الشارع يحكم ويسجن بسلطة المكنسة التي تزيح كل...
حَالَمَا أَنْهَيْتُ مَهَمَّتِي فِي السُّوقِ وَ عِنْدَ عَوْدَتِي إِلَى مَسْكَنِي ، لَمَحْتُ جَمْهَرَةً مِنَ الرِّجَالِ مُلْتَـفِّينَ حَوْلَ صَائِدِ زَرَازِيرٍ وَ هُوَ مُتَـقَرْفِصٌ مُعْتَزٌّ اِعْتِزَازًا بِقَفَصِهِ الْمَحْشُوِّ بِتِلْكَ الْكَائِنَاتِ الْبَرِّيَّةِ الْبَرِيئَةِ الْمُهَاجِرَةِ...
لم أتوقع أن استيقظ صباحا على صوت هذا البائع وهو يروج لبضاعته، وأنا في صباحي الأول في غرفتي، وحبيبتي التي تقنع الأطفال أن لا يتحدثوا بصوت عال كي لا استيقظ وتلك ابنتي الكبرى قادمة مع أطفالها قاطعة مسير ساعات لتراني بعد فراق طويل ...ما هذا الجمال العائلي الذي أنا فيه ،نهضت أتفحص أوراقي وكتبي...
أعلى