قصة قصيرة

ليس هناك تدبير مسبق.. نعم هذه هي الحقيقة.. هذه الأشياء لا تحدث وفق خطة.. أن يحك النهار ظهره فجأة بالدنيا، فتشرق الشمس، ويستيقظ الخلق، وتتفتح الأزهار، وتستدير الأوجه الكئيبة من الأرض، وتعطينا ظهرها، وتبتسم الحياة فجأة ابتسامة خجلى، متعجلة، وتحين منها لنا نظرة عطوف، ويدها تربت على أكتافنا في...
وكنتُ أصغي للميكرفون، وأنا ألعب في مساحة النور أمام صوان العزاء، وأرى في ضوء الكهرباء مكبر الصوت المعلق على جميزة عم «عبد الغني بدر».. كان المقرئ يستعيد كلمات الله الكريم سبحانه «أينما تكونوا يدرككم الموت»، وقتها قلت في نفسي «الموت يتبع ابن آدم حتى باب قبره».. بعدها جريت ناحية الولد «شعبان» ابن...
المكان شبيه بمرآب فسيح، بسقف واطئ ونوافذ صغيرة شبيهة بكوى مفتوحة على ضوء النهار وصخب الشارع. الطاولات متناثرة هنا وهناك مثل أطياف أعياها الحلم، تنتظر ما تني تنتظر في فراغ الليالي، وصمت الحواس كل صباح قدوم الأجساد التي ستجلس إليها، المرافق والأيادي التي ستستند إليها، الوجوه، الملامح، الرغبات،...
تتفرع أغصان شجرة الزيتون على شباك الغرفة الكبيرة المفتوح على خرافة يرددها القريون عن عنكبوت تسكن البيت القديم الذي يتراءى على الهضبة. عنكبوت مسخ تضخم شكلها وهي تواصل أسر الأرواح المدنسة. لقد علقت بين شباكها وجوه غريبة على القرية، رجال بشعور ولحي مشعثة، ووجوه متفسخة وراء النقاب، ملامح هلامية جاءت...
نظرت إلى جدّتها نظرة مرتاعة، بئيسة، كذلك الصباح المفجوع بفاجعة البطن المكور بعد ثلاثة أشهر قمرية.. فحصتها العجوز بلمسة واحدة بيدها المرتجفة، وصرخت فيها صرخة مكتومة: - من كان بك يا فاجرة؟ لم تفهم كلمة "فاجرة"، كانت غريبة عنها. ظنتها مدحا أو مزحة من جدتها العجوز، كافلتها بعد وفاة والديها...
أقف نافراً أمامه، أيها السيد أنا غاضب، ومزاجي سيء جدا ووجودنا في هذا الوضع يشكل خطرا علينا نحن أعني الإثنين أنا وأنت فقط، ها أنت قد أغاظكَ خطابي ولجأت إلى تصنع الضحك الكاذب، كلما ادعيتَ أمراً فَنّدَتْهُ الوقائعُ فأنت الذي كنتَ تبحثُ عنّي وما بحثتُ عنك يوما، جلستَ تخططُ بخبثٍ وتهرفُ ليلَ نهار تذل...
لن أنتظركِ أيتها الحافلة التعيسة، طيلة شهر ناقص، أسبوعا على ما أتذكر، جعلتِ من عمودي الفقري حبات مسبحة منفرطة، أعرف أنني سأعود إليك بعد أيام، لكن اليوم هو يومي، يوم القبض على المرتّب الذي لاحقته شهرا كاملا كما يلاحق سلوقيّ لاهث أرنبا بريّا. إنّ ثقل النقود في جيب سترتي الكشمير جعل قامتي أكثر...
اختفى فرانز كافكا من المكتبة. لم أجد له أثرا يذكر بين رفوف الكتب في رواق الأدب العالمي. آخر ما أذكر كان وجه الكاتب الذي لا يوحي بأيّ تعبير لأوّل وهلة على غلاف روايته “المسخ” بجانب حشرة كبيرة، كان ذلك الأسبوع المنقضي. ما شدّني إلى التعرّف على عالم الرّوائي الغامض هو ملامحه المرتبكة. ملامحه التي،...
في مراتع الطفولة الأولى , وعلى ضفاف فصل اللهو والحركة الدائبة في البحث عن مصدر للتسلية والدعابة وجدتني انقاد في كل مرة إلى لعبة جديدة تأسرني بمفاتنها وطقوسها , وكنت أعكف على ابتكار لعبة المرايا وفي محاولاتي الغريبة تلك كنت اضطهد إخوتي الصغار في امتثالهم الدائم لرغباتي التعجيزية وتسخيرهم القسري...
“يااااه كل ده شعر أبيض يا عمتو؟!”، بعفوية شديدة وتلقائية قالها ابن أخي الطفل الصغير البالغ من العمر سبع سنوات، هو لا يعلم أنني لم أر هذا الكم الهائل من الشيب، الذي أحمله فوق رأسي كأعباء السنين، إلا منذ دقائق قليلة، وأنا أغسل أسناني أمام مرآة الحمام، بعد استيقاظي على كابوسي اليومي، فقد اعتدت منذ...
– يا أشرف .. ياحبيب قلبي.. يا ضناي مش قلت لك خليك جنبي .. ألتفت على صوتها، أراها تهدهد رضيعها، بينما تجذب الأخر ليقف إلى جوارها، وقد انحسر الإيشارب عن شعرها الليل، كم كانت نقوش إيشاربها الذي لم يفارق رأسها يوما تراود ناظري! أن أقبل ولا تخف؛ رموش العين واحة من ظل ظليل فأوسد الرأس ولا تسل … صغاراً...
منذ بدأت تنفيذ فكرتى ومزاجى مختلف، تتملكنى مشاعر جميلة لا تتناسب مع مزاجى السىء المستمر. اشتريت لفة قمر الدين، وكيلو بلح، ومصابيح ملونة، وأغراض منزلية خفيفة أخرى،اضافة الى فانوس كهربائى كبير حرصت على أن يكون شبيها بالفانوس التقليدى القديم، رمضان حيث اسكن الآن لا يشبه رمضان فى أى مكان عشت فيه من...
محملةً بالأغراض في طريق عودتي من العمل، أركض على مهل أريد الوصول إلى منزلي، فاليوم عيد ميلادي وستجتمع الصديقات عندي. ازدحام، و زمامير سيارات، أصوات مارّة يتباطؤون في مشيهم، والطريق لا تنتهي .... اصطدمُ بمُقعَدٍ، وتتطاير أكياسي ومعها علبٌ تحتضنُ فُتاة عيش ذاك المقعد الذي تدحرج عن كرسيه ووقع،...
(الأغاني والحوار موضوعان في الأصل باللهجة المصرية. . .) (بل لابد أن أذكر لوالدتها كل شيء!). (يا سيدتي مالنا وللناس، حسبنا أن نأكل خبزاً ونشرب لَبناً وعسلاً!). (آه. . . لا. . . نأكل خبزاً ونشرب لبناً وعسلاً ونترك هذا الموظف اللاهي يعبث بابنة صاحب المنزل! لا! ليست هذه أمانة يا...
لم تنس وصية الجدة لها في المنام .. _حين تشرق الشمس اتبعي بذرة النور حيث مشرقها ,اسلكي طريق السالكين الى النور وستبلغين المراد في الحب. رفعت رأسها الى السماء محدثةً نفسها: - لو أنها تمطر؟ قبضت في كفها الصغير بذور نواياها الخضراء الباسقة: - كم سيطول الحلم لو أمطرت مبكرا وجاء في غير موسمه ؟...
أعلى