قصة قصيرة

أول ليلة باردة في خريف عام من أعوام الألفية الثالثة.. اليوم السبت.. شعوري نحوه محايد فأنا من الجيل الذي أمضى نصف عمره يعتبره كباقي الأيام ومؤخرا أصبح رفيقا للجمعة في أجازته.. فاجأني أحد أصدقائي صباح اليوم أنه قد حصل على أجازة مفاجئة من عمله الذي تسلمه منذ فترة قصيرة وأبلغني أنه يريد أن نخرج...
(1) ومازلت.. كلما ذهبت.. إلي شاطيء المدينة أراه، كأنما لا يبرح مكانه، بقايا إنسان، يستر جسده وزاره الأصفر، و فانلته البالية، وينهم بموال يكاد لا يتوقف، يصلني رخيما نحاسيا شجيا يغريك سماعه، ويزعجك إن طغت عليه الآلات الرافعة، التي جيء بها من خارج المدينة،ترفع حجارة نصف طن من علي الشاحنات، تضعها...
أي مجزرة، وأي سيل دماء يتقاطر من لحى رسمتها أنامل ماكرة بزيّ كهنوتي يضاجع الراهبات وهنّ ناعسات بجحر الدير غلبتهنّ خدر مشقة خدمة المتعبدين والزائرين الراجين بركة الرسل والأولياء، علي رصيف المقبلين من زقاق ساحة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي. تتساقط الأقنعة، الجموع تنزع كبريائها ويبقى الضعف...
إلى الفنان: حسـين شـريف ■ تيم ترا را رم.. خافتاً يتواتر إيقاع الطبول. أبقارٌ ترعى العشب الأخضر فوق الجبل. معيزٌ قصيرة الآذان تتقافز فوق الكتل الصخرية. صبيانٌ يغتسلون في بركة ينساب إليها الماء من الأعالي، ثم يسيل إلى السفوح. ضبٌّ نحيل، قلق، مستطلع؛ متوثب. سحليةٌ بذيلٍ أزرق تتأود فوق الحصى...
نهباً للفرح الغامض، أو الآلام القاصمة وقف َ مستهتراً باليقين الذي تلبسه .يستمع إلي أصوات بطنه خائرا من الجوع مرتعشا حدَّ الفزع. أمام باب الدار .، الذي قرعه وانتظر. ثمة خطو متثاقل وبعيد بدا وكأنه يقترب، أعاد الحجج التي فصلها لتبرير التأخر المستمر، رتبها من جديد ، وردَّدها مسموعة ً بينه وبين نفسه...
الأوركسترا منشغلة منذ أسبوع في مسرح راندليت في برودوي شارع 42. كان اسمه يتلألأ في الأضواء التي غمرت مدخل المسرح الذي علقت فيه يافطة حملت اسم الأوركسترا، وفي الاسفل وضع اسمه لوحده. كان هنالك متسع من الوقت من قبل حينما يثير هذا المشهد الدهشة فيه، حيث كان يتوقف ليدع عقله وعينيه يتريثان عنده وقتا...
ارتعب لمجرد احساسه ان شيئا ما من الروعة او العظمة ربما يعيد له شوقه القديم لانه يعيش التميز والتفرد الذي اعتاده قبل سنوات.. وكل ما يرافق ذلك من قلق.. وعدم اقتناع بكل هذا الذي يحيط به.. ورفض لكل ما هو عادي او متشابه. ذلك القلب الذي تمكنت بشق الانفس ان اجعله يقبل ان يطبع علي جداره من الخارج شارة...
كل يوم تقف اسفل شجرة الكافور العالية تستظل من قيظ يوليو وتتواري خلف جذعها من عيون الرقباء وتسرح الطرف يمنة ويسرة في الرائح والغادي تتحين اللحظة التي يخرج فيها بعد ان تكون عماته قد ذهبن للحقل او السوق. تحت هذه الكافورة ياكم هدهدته وعلمته المشي وكم طلب منها ان ترضعه في هذا المكان الظليل. لو كان...
الوقت خريف. الأوراق خارج الكنيسة تناثرت علي الأرض ميتة ويابسة وبنية اللون. دخان يتصاعد من الموقد. شخص لم يعرفه ديفيد الصغير ينشد »الهي هو الاقرب اليك كان الجو برمته غريبا علي ديفيد: سيبل تجلس الي إحدي جانبيه وأبوه من الجانب الآخر. كانت أفواههم كما لو أنها خيطت تماما في حين انه يفتح فاه بفضول...
أسمر. زادته السنون سمرة، بفعل حرارة الشمس، وماء البحر، تكسو وجهه بثور، وعناقيد جلدية، جلس أمام مطعم افتُتح حديثاً للوجبات السريعة، افترش قطعة قماش، وضع فوقها كومة من الجلود، وصندوقاً من خشب الصندل، تزيّنه مسامير نحاسية خاصة، ورثه من جده، الذي ورثه من أجداده. ظل يراقب المارة بعين نهمة، وكلما مضت...
في سماء فينيسيا.. الحالمة.. حيث الليل والموج وبقايا صراخ امرأة نشوى ترصدت وجهك المكتحل بلون الرمل القائظ في بلادي حيث يستحيل التراب قمحي اللون سنابك تنبئ بقدوم مواسم الحصاد.. وودت الموت مرتين.. كانت موسيقي المقاهي المجاورة لرصيف الميناء في ساحة "سان ماركو" لم تزل بعد تعزف أنغاماً متبادلة فبينما...
يا الله، إني أشم الآن عطر رهف الأخاذ منذ رحيلها وأنا أنتظر قهوتها تأتيني وهي زاهية في ثوبها الأرجواني.. حبيبتي إني في نوم متواصل لنتلاقى عبر الأحلام، لكن يا ويلي، من هذه؟! إنها هي، نفس العطر والهيئة.. ستذهب لشقة الجيران الآن سألحق بها. جرى جاسر دون وعي وطرق باب الجيران، وتعلل أنه يريد بعض...
ادعى رجل النبوة في البصرة، في زمن المهدي. فلما أدخل عليه، قال: “أنت نبي؟”. قال: “نعم!” قال: “إلى من بعثت؟”. قال: “أو تركتموني أُبعث إلى أحد؟! بُعثتُ بالغداة، وحُبستُ بالعَشيِّ!”. النويري، “نهاية الأرب في فنون الأدب” أما أني كذاب فذاك حق، وأما أني سرّاق فو الله أني كذلك، وأما أني قد ادعيت النبوة...
يبحث الناس، في بداية رحلة في القطار، عن مقعد جيد، والبعض منهم يلقون نظرة متفحِّصة على من يجاورونهم ممن اختاروا مقاعدهم، ليروا إذا ما سيكونون جيراناً جيِّدين. ربما يكون مساعداً أن يحمل كل منا لافتة صغيرة عن العادات التي ستجعل منا مزعجين محتملين، أو غير مزعجين للمسافرين الآخرين من مثل: لن أتكلَّم...
طلبتْ مني أن أشتري لها أولويز ذات الأجنحة. العلبة الخضراء شددتْ. خرجتُ الى العالم البارد وبدأت أمشي نحو الصيدلية. في طريقي الى هناك حاولت أن أتخيل كيف تكون تلك الأجنحة. ومع أننا مارسنا الجنس هنا وهناك وهي مُحاضة، إلا أنني لم أرَ الفُوَط الكبيرة ذات الأجنحة التي تُستعمل في الأيام الأولى. وهكذا...
أعلى