قصة قصيرة

في الخامس و العشرين من شهر رمضان المعظّم و قبل غروب الشّمس بزهاء نصف ساعة تقريبا ، حمل جمال إلى جاره مهنّي كالعادة عشاءه و سحوره في سلّة رصّفتها زوجته خديجة بأشهى طعام و ألذّ غلال . و ما إن طرق باب منزله طرقا متواترا حتّى اكتشف أنّه لا حياة لمن تنادي فلأوّل مرّة لا يكون لطرقه صدى عند...
فى عطش السؤال ودهشة البحر صوت أول قال: رأيت وما رأيت، اذ كنت أقف فى غماء وغمر، فقلت لأسمى الأشياء قلت: أكون بحرا، وسماء، وارضا. فاذا بمتن الريح يحملنى الى الجهات الأربع. واذا بى أتكاثر جبالا ووديانا وجزائر وكان بى شئ من اطراف السماء محدق بالأرض والبحر كما الغمام، ينهمر لأبناء الحياة. وكان بى...
كيف يمكن ان يعثر المرء على سبب دوافعه للكتابة فيما يبدو وكأنه عملية أخرى من عمليات تنفس الهواء، اجتراع هواء الحرية بما يكفي لرفد الدهاء برغبة العيش، وانتفاضة الامل رغم المستحيلات؟ أيمكن ان نتجه بسؤالنا لأي كاتب في الوقت الذي يعرف فيه نفسه بكتابته اكثر من خطوط بصمات أصابعه، "نوع شعره ولون عينيه؟...
بعد أن انتهوا من صلاة الفجر، أوقد الحجاج ناراً صغيرة في قطعة الحديقة المحاذية للنهر، وتحلقوا حولها. كانوا يرتدون العمائم البيض، ولهم لحى طويلة متناثرة. يزدادون اقتراباً من النار، وينكمشون تحت جببهم الصوفية وسراويلهم الفضفاضة، مصغين لصوت ارتطام الموجات بصخور الشاطىء. أحياناً يلتفتون خلفهم إلى...
إصبع قدمها الكبير حافظ على استرخاء قدمها اليمنى، وهو ينقل ثقلها إلى كفّه. تربّع على الأرض، وارتدى نظّارة القراءة، وقرّب قدمها من عينيه متفحصا الإصبع الكبير. بدا لها، وهو يحرّك ساقها مثل ساحر يتخلى عن خفته ويقدم عرضا مميتا. قالت بأنها لا تريده أن ينغمس بخياله التعبدي إلى درجة الخجل، فالأمر لا...
في باكو، المدينة التي تبلغ منتهى انوثتها عند المساء، ساعة تتراجع النسائم البحرية، وتتعطل اسئلة الجمال قرب مقرنصات المتحف أو خلف المبنى الحكومي. الذين انتقلوا بقمصانهم البيض من البوليفار هرباً من رياح البحر الباردة دخلوا الحانات، يطعم أصحابُها زبائنهم السمك مملحاً بالزيت البلدي، هو ذا الحبب،...
قطار اسمه:-غاندي أن تتأمل الحياة دون ضجة أو شكوى ربما يكون أفضل المواقف... ألا نشارك في الأشياء ولكننا آنذاك ونحن نتأمل سنفهم أن الحياة ليست سوى مزاح ثقيل مزاح مبتذل وبليد ولعب أخرق بالألفاظ الجيل الخائب/ ليرمنتوف -أكاد.. آسف على أيامي الماضية! قالها. (غاندي). وتنهد ببطء مفتعل. كأنه يسعى لإخراج...
لا أذكر السبب الآن بوضوح. سافرت مع خالتي الكبيرة كي نقيم لمدة أسبوعين في شقة ابنتها في بندر كفر سعد. أظن أن اجتماعًا عائليًا عُقد وانتهى إلى أنني الوحيد المناسب لأداء هذه المهمة. كنت دون السادسة عشرة، وكانت الشقة ضيقة وبلا أي مزايا. ليس فيها تلفزيون، والمتعة الوحيدة الاستمتاع بغروب الشمس من...
السّاعة الواحدة و خمس دقائق بعد الزّوال و لم يبق على قدوم الحافلة إلاّ وقت قصير جدّا و بالرّغم من ذلك قد ضجر الرّكّاب من هول الانتظار لأنّ الطّقس حارّ و أماكن الظّلّ منعدمة ما عدى زيتونة عريقة تفيّؤوا بها من شدّة القيـــــــظ و لفح الهجير فالحرارة هذا اليوم تخطّت الأربعين درجة حتّى صارت لا...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها أبو مرجان بن سعد ابن أبي المرجان السراوي الدنفي (أب سكوه/شوهم بن سعد بن أب سكوه هستري هدنفي، ١٩٤٣ - ، من حولون) بالعبرية على بنياميم صدقة (١٩٤٤-)، الذي أعدّها، نقّحها، ونشرها في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، في العددين ١٢٢٦-١٢٢٧، ١٥...
تعلمت كيف يتصدر الحكواتي المقهى المليءَ بالسمّيعة، ويسلطنُ عليهم فيشرق ويغرب على هواه.. تعلمتها من رجل يدعى سحبان بن الحاج أحمد مروة من أهالي الزرارية من أعمال صيدا في جنوب لبنان.. وأما الحكاية التي رواها الحكواتي فهي من عندي وحقوق الاقتباس محفوظة، وبالطبع ليست من بنات خالي وإنما رويت بحضوري،...
كنت قد تسلّمتُ هاتين القصّتين القصيرتين بالإنجليزية إلكترونيًا من صديق لبناني وارتأيتُ نقلهما للعربية ليطلع عليهما القارىء العربي. في القصتين مجهولتي الكاتب مِسحة عطرة من الحكمة البسيطة والإنسانية العميقة نحو الآخر. شجرة المتاعب اكتريت نجّارًا لمساعدتي في ترميم بيت قديم في المزرعة. وبعد أنِ...
حَوَالَيْ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ صَبَاحًا ذَاتَ صَيْفٍ قَائِضٍ ، أَصَرَّتْ جُمَانَةُ الْفَتَــاةُ الْمَمْشُوقَةُ الْقَوَامِ ذَاتُ السَّابِعَةِ عَشَرَ رَبِيعًا عَلَى اجْتِيَازِ الْبَحْرِ الْقَصِيرِ وَ هْيَ تَحْمِلُ فَوْقَ ظَهْرِهَا جِرَابًا مِنْ سَعَفِ النَّخِيلِ بِهِ قَارُورَةُ مَاءٍ...
قلت للساقي اسقني خمرا وأتم الساقي بيت أبي نواس وضحكنا معا وتحاكينا نكتا كثيرة خليعة. خلاصة القول. ضحكنا. خلاصة القول أنه ظل يسقيني حتى امتلأت حياةً.. ولست أدري لحظتها لم سمعت مناديا يتحدث لي عن البداية والنهاية هباءً.. وقررت في عز نشوتي أن أهرب من صوت المنادي وكلما أمعنت في الهرب أمعن في...
أبغض الحلال عند الله هو الذي لا يسمّى، جملةٌ رماها القاضي بوجههما متأففاً، ثم عقب قائلاً: - عشرون عاماً مضت على عيشكما معاً, ذقتما من طعم الحياة حلوها ومرها، أنجبتما ولدين اللهم صلي على النبي الكريم ، كأنهما قطفتان من الحبق, كلٌ منكما حصّل تعليماً عالياً,‏ ‏ أي أنكما تملكان مؤهَّلاً ينأى بكما...
أعلى