قصة قصيرة

يلوح في الأفق شكلٌ جديد، بل شيءٌ مغايرٌ لما ألفناه، يحتاج إلى شجاعة منـِّا لمسايرته أو التآلف معه، السطحيون جداً وبخاصة مَن لهم استعداد تام لمشاركة خلاَّط العصير سيعتبرونه أمراً عاديـَّاً وباعثاً للسعادة . هذا الضرب من الكائنات أكثر المخلوقات خبثاً وأكثر حيوانية من حيوان واسع الحيلة، أكثر...
(بات أصل المعجم الفرعوني الكبير. عند توليه العرش اتخذ توتموسيس الثالث لنفسه خمسة أسماء, بيد أنه استكبر فأراد أن يتخذ لنفسه أسماء لا حصر لها المعنى وضده الضد ومعناه, فكان له ما أراده أسماء وألقاب لا حصر لها. صرف حياته هكذا, الملعون, لأجل أسمائه كلها وما تفسره. ما بعد الثورة هو دائما بارد الشفتين...
تعبتُ ولكنني راغبُ. أقولها اليوم، بعد أن صدّقت أبا العلاء أربعين سنة، فخفّفت الوطء كأنّ تحت كل خطوة أخطوها، قبراً أو خيط نمال. حتى وطؤوني، بنعالهم الثقيلة، ونواياهم الأثقل. هذا ما جناه أبو العلاء، على مراهق خلو من زخرف الدنيا خلا أربعة جدران وسقف مخزوق، في أحد المخيّمات التي نبتت كالفطر بعد...
عندما تم تعييني في أمن المطار، لم أعرف أن هذا العمل سيغيرني إلى الأبد، وسيعرِّفني على جزء مخبوء من نفسي، في أعماق سحيقة. كانت مهمتي تنحصر في تفتيش أجساد النساء العابرات قبل سفرهن، وأثناء عودتهن، كنت أقوم بإدخالهن، منفردات، إلى كابينة مغلقة، وأقوم بتحسس أجسادهن للتأكُّد من خلوها من أي أسلحة أو...
تجاوزا ميدان طلعت حرب للتو، عندما أخذت تُخايله مشاهد رفقتهما، هي وجمال جعفر، أسفل أشجار البونسوانا، عند بدايات ذلك الغروب البعيد، حيث تبدل ليلتها (يا حامد عثمان) مسار حياة كاملة، ولم تعد فتاة أحلامك، بكلمة واحدة: "عذراء". وقتها، بدت لعينيك، وأنت تقف في المحطة قبالة عمارات الميريلاند منتظرا وصول...
شب سامح على أطراف أصابعه و نط و دق الجرس ، و سمع صوتا طويلا ممدودا يقول : مين ؟ فاحتار و خاف و سكت. و فتح الباب ، و وقفت على عتبته سيدة ضخمة مهيبة ترتدى قميص نوم خفيف جدا ، لونه أصفر باهت كقشر الليمون، و وجم سامح و كاد يجرى ، و لكنه تماسك و عرف أن التى فتحت هى أم فاتن ، رغم وجهها الخالى من...
أتَى وهي لا تنتظرُ أحدًا، عَرَفته عجوزًا تحوّلَ إلى شابٍ كي يُماثِلَها، لمسة واحدة على كتفِها اختصرت بينهما التواريخَ والمسرّات، لم تكن تعرف لغتَه، واحتاجت زمنًا كي تُجيد نُطقَ اسمِه، لكن هذا بدا هامشيًّا، والنهرُ يعرف طريقَه دون أن يُخبِرَه أحد. الآخرون لم يؤمنوا أبدًا؛ في الظهورِ العلني...
ان يمسكك القلم ويبحر بك الي المجهول المضئ. وتسمع خربشة الاحرف السوداء وهي تقفز الي الحنين. لن تعلم ولن يعلم الي اين ومن اين تبدآ الحكاية . كانت تبتسم وعيناها الزرقاوان لهما اشعاع الفجر الذي يآتي بلا زقزقة ولا خرير ولا صوت تلامس الغيم الحالم المسافر. كانت هي تبتسم وانا اجلس قبالتها ابحث عن اسئلة...
في ضحى ذلك اليوم كان في طريقه الى اتحاد الادباء العراقيين في ساحة (الاندلس) عندما حدث الانفجار في الشارع الذي كان يقود سيارته فيه، قبل ان يجتاز المكان بلحظات. صرخ مرعوبا مع اهتزاز السيارة اهتزازا شديدا لم يستطع معه السيطرة عليها حتى كادت ان تنقلب به وسط الشارع. فتح باب السيارة ونزل منها بسرعة...
حين كان القمر يلطم من اجلي ومن أجل العشاق، لم تشرع أية وردة وشمعة وفراشة بالبكاء من أجل شيرين وفرهاد، والآن لن تشرع أية نجمة بالبكاء من أجل العشاق . أن القمر يدرك أن العشق هو داء السرطان ، لذا فقد تحولت تماثيل العشاق الراحلون الخالدون إلى عرائس ثلجية وذابت بفعل نيران شمس العدم وغدت دخان السكائر...
ظللنا نسير ونحن نحاول ألا نكف عن الكلام، أو بمعنى أصح يندفع محمود متكلما عن أي شيء كلما أوشك صمت أن يخيم علينا، وكنت أساعده بقول تعليقات سريعة تدفع عني شبهة اضطراري للسير معه. مع مرور الوقت تأكدت أن الموضوع كله مختلق، فلم يحدث شئ لملابسه التى أكد محمود أنها ستبدأ فى التآكل بمجرد خروجنا إلى...
في المحطة الأولى-عفوا- سأسميها الليل.. لا أعرف أحدا ممن يجلسون قربي ولا حتى تلك الأحياء الدقيقة التي تقوم بطلاء المقعد الذي أجلس على أطرافه, بالموت...لتنقل لي عبر هذا السحاب الكثيف الرمادي الغائم أمراض.. لم أعد أجرؤ على عدها.. لشدة التلوث.. لا أعرف أحدا ممن يجلس بعيدا عني.. أتأمل يدي الرجولية...
فى ضحى ذلك اليوم كان المعلم القمىء المتغضن الوجه يحس بإحساسات مجيدة، حينما وقف على سلم المدرسة الوسخ المتآكل وإلى جانبيه مساعداه. فى الباحة الصغيرة قدام المدرسة تحت ناظريه امتد صفان من العيال، رثين مهلهلين تقف وراءهما أكوام السباخ. على البعد وقف الآباء ينظرون. فى الفضاء صمت معلق متدل مثل حبل...
في الطريق إلى بائع اليانصيب حلمت أني ربحت الملايين من القبلات ووزعتها على كل أصدقائي وعلى سبيل الخيانة أرسلتها لجارتي التركية... اما الباقي ، احتفظت بها في حسابي ( البنكي الاوربي ) أسترده عند الحاجة.. سعيد كان مثلي ينتظر الباص أن يأتي بموعده ولكنه كان يتأخر في دوامه الرسمي وأغلب الوقت كان...
أعلى