قصة قصيرة

- شايل عتلتك الكبيرة دي وحايم بيها في شندي مالك ..امشي غطي قدحك في ود سعد هناك ..يا أسد بيشة المكربد قمزاتو مطابقات!! قفز كالملسوع واجترحه غضب عارم لهذه الوخزة المؤلمة من غريمه وصديقه اللدود ود الجعلي في انداية بت مهجوم في هوامش المدينة.. بنت عمه المدللة زينب التي اسماها والدها على جدتها...
- يا حاج محمد الولد عطشان!!! - اصبرى شوية يا ولية.. كان الموكب ينساب فى الرمال غربا كثعبان اسود طويل..نحو افق غارب لا ينبيء بالخلاص..ظلوا يتصببون عرقا وصياح الاطفال يصم الاذان..الرجال يلتفتون الى الوراء بغضب بين الفينة والفينة... - يا حاج محمد ولدنا الكنا دايرنو يدخل الجامعة..يدرس ط.. - يا ولية(...
ذات يوم خرجت من مبنى البورصة وأنا أتصبّب عرقاً وكاد قلبي أن يتوقّف وأنا أبيّت أمراً جللاً راودني منذ سنين، أطلقت عليه «شفرة ابن عربي» ابتلعت حبّة الاسبرين المعتادة، ركبت سيارتي ذات الدفع الرباعي، أخذت تشق بي طرقات المدينة المتشحة بالأتربة والغبار، وصلت إلى الحارة، رأيت جاري المهندس المعماري...
خرج من مكمنه العجيب ونظر إلى الكاتب الذي كان يغط في سبات عميق وتقدم نحو المرآة ونظر إلى وجهه " عينان واسعتان وفم ...." ابتسم في نفسه لقد أبدع الرجل في وصفه كرمز للفحولة..جلس على المكتب واخذ المسودات الآخيرة للرواية واخذ يقرأ " أن ود البشير كان له شئ كمدافع الانجليز " بان الامتعاض على وجهه وردد...
حاول أن ينام ،لم يأته النوم ،كل يوم عندما يعود من عمله في المدرسة متعبا ،أول شيء يفعله بعد أن يبدل ملابسه هو النوم ،يضع كيس الأغراض الذي أحضره معه من البقالة في غرفة المعيشة ،ثم يذهب إلى الغرفة الصغيرة التي يتوسطها سريره ،وهي أصغر غرفة في العالم كما يخيل إليه ،البيت أساسا من تشييد شركة كورية...
يوسكا جاء من اليابان، جاء لدراسة فن تدريب كرة القدم، هو لاعب في إحدي الفرق الصغيرة، و يريد أن يصبح مدربا لكرة القدم ، لم أكن اعرف ان الكرة تحتاج الي قراءة، بل قليلا من الموهبة وبعض (الفهلوة) . قال له فورال صديقنا التركي الذي يرتدي ملابس أنيقة مثل نجوم السينما، أثناء تمرين لتحسين مهارات استخدام...
الفصل الأول ثمة عتمة.. على أرض الحوش الترابية القاحلة الجرداء تماما من خضرة، لا قاتمة، ولا خفيفة، بين بين. أما بعيدا، أعلى من ذرى جبال العاديات، وخلف مزق تلك السحب البيض القليلة المتفرقة، فالسماء زرقاء، صافية.. حانية حتى.. ومضيئة. مع ذلك، لا قمر هناك، ولا شمس. هكذا، بدا الوقت نهارا أو ليلا، أو...
عهدتها وارفة الظلال، متينة الجذع، كثيفة الأغصان، فارعة الطول، وهي تقف في منتصف بلدتنا تتوسط القطاطي في حنية صادقة. كانت تلك الشجرة مقراً لمهمات وهزليات البلدة، كانت مجلساً للسلاطين وكبار رجال البلدة، وكانت منتدى للشباب والصبيان، يرقصون قربها في الليالي القمرية على أنغام الطبول الشجية، تلك...
.... متأخرا استيقظت ودوائر هلامية متكسرة تحوم أمام عيني يرافقها طنين حشرات منقرضة بأذني . نفضت الغطاء المتسخ ، فتشت عن شئ ما تحت الوسادة ثم تثأبت بضجر. ارتفقت رأسي واخترت مركزا محترما في المدى البعيد لأصب فيه تأملاتي، في هذه اللحظة بالذات تكون أمامي انسيابيا يتماوج كالبخار إلى أن تثبت تماما وفصل...
"سأذهب للإحتطاب أمي.." عبارة مقتضبة إنزلقت بنعومة من بين شفتيها،لتصطك بأذني أمها،ذات صباح مشرق،في تلك القرية التي تخاصرها دغلة كثيفة، تتمنطق الجمال،وتئتزر الروعة..تأبطت فأساً وحبلاً،لم ترد صحبة أحد،فلم تدع واحدة من صديقاتها لرفقتها،خلا جرة ماء صغيرة للإستذادة..يممت وجهها شطر الغابة..هي لاتتسرع...
الحقيقة أنَّه لم يكن بمقدوره تجاوز محنته الصِّحيَّة إلا عبر ارتشاف عصارة أوراق البابايا، التي كانت «آبا» تُقطِّرها له من فمها، وصلواتها أمام حطب البروسوبس المحترق، ولم تزل صورتها محفورةً بعنايةً على كهف ذاكرته، مع بقايا وجوهٍ وتماثيلَ نصفيَّةٍ لرجالِ ونساء القرية، ودقَّات الطُّبول الأفريقيَّة،...
تتكرر زياراتُه لي ويطرح عليّ نفس الأسئلة بنفسِ نبرة الحزن: ـ ألم تصبحي طبيبةً كما وعدتني؟ أجيبُ أنا بذات الشعور الطاغي بالندم: ـ للأسف، لا! يقول لي: ـ كنتُ أضع فيك أحلامي وظننتك ستحققينها. أصمتُ لعدم قدرتي على الرَّد، أو ربما إحساس الخيبة الذي يتقطّر من كلماته يصيبني بالخرس. ■ ■ ■ رائحتك مدبوغة...
استراحة "أنتم يا من ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه، تذكروا جيداً، وأنتم تتحدثون عن ضعفنا، الزمن الأسود الذي عشنا فيه. لقد مضينا نغير بلدا ببلد، أكثر مما نغير حذاءً بحذاء. نخوض حرب الطبقات، ويقتلنا اليأس، حين نجد الظلم، ولا نجد من يثورون عليه". بريشت نهار الجمعة 4/4 قذف بجسده المتهالك،...
خلسة رأيتها. متأكداً كنت، وباستشفافٍ بديهي، إنها مفقودتي السمراء. ملتفتة كانتْ. نصف التفاتة. بل أنها هي، بلونها الاستوائي. هي التي أبحث عنها صباحاً، مساءً. تلك التي تتغلغلني ملامحها، قبل الآن، بزمان، وقصيدة. مشغول فمها، بتحريك شيء ما، وباعتصاري بطريقة محببة. مشغول فمها بمنوال يصعبُ معه...
"إليها. وقد إنتبذتْ لنفسها مكاناً قصيّـاً في القلب." الرابعة إلا الربع، مساءً. ليست تلك هي المرة السابعة، منذ بعد ظهر اليوم، التي يُحدِّق فيها صوب الساعة، تلك الجاثمة على حائط ضلوعه الفائرة. فقبل تسع دقائق فقط، كان قد نظر إليها بتوهن وتوسلٍ جم إنه الإنتظار. حُمىّ المواعيد. وخروج الروح لمعانقة...
أعلى