قصة قصيرة

قطة بيضاء، لا ليست بيضاء تماما، هناك بقع سوداء على فروها الناعم، الأبيض في كل مكان، محاصر أنا بالأبيض، تلال من الجليد متناثرة هنا وهناك، بيضاء عتبات البيوت وسقوفها، حتي الأشجار فقدت سطوتها الخضراء وثقلت أغصانها بالجليد، ليست كل الأشجار لان منها من يبس وتعري من خضرته وحدها شجرة عيد الميلاد من...
كانت في مخيلتي دائما، صورة الرجل الذي يمشي في الصحراء الشاسعة حافي القدمين، دليلا على التيه، وعلى فقدان الدليل .. راجعت هذه الصورة في خواطري الثقيلة وأنا أبدو بنفس المظهر الآن.. في عمق الصحراء.. حافي القدمين.. كنت قد خرجت من قريتي، دون نية عودة.. خرجت منها هاربا وطالبا.. هاربا منها إذ سئمتها...
“هل نسيت شيء ما ؟”. سألت نفسي وأنا أجلس لإحتساء كوب من الشاي بعد جولة مضنية في سوق الخضروات. تأكدت من تمام أغراضي ثم تنفست بعمق. كان الرصيف يعج ببائعات الشاي. و روائح النعنان والقرنفل، طغت على عشوائية المكان فبدى ملهماَ ومستدرجاَ للمارة. لم يكن هنالك الكثير من الزبائن هذه المرة. لم أجد شيء جدير...
وصلها عند الظهيرة ....... ملابسه العسكرية عليها غبار الحرب ودخان البارود .. وصلها لتوه من الجبهة حيث حرب الخليج أوشكت أن تندلع طرق الباب عدة طرقات سريعة فتح الباب ...... وفجأة وبدون استئذان سقطت عليه واحتضنته بقوة وراح بدوره يطوقها بذراعيه ويشبعها لثما وتقبيلا قالت له وهي تعانقه ــ حمدا على...
دائما ما أصل متأخرا - أذهب إلى هناك كل يوم جمعة - عندما يكون خطيب المسجد على وشك الانتهاء من الخطبة الثانية ، وبمجرد الانتهاء من ركن سيارتى وغلق أبوابها بحرص خوفا من عبث الصغار، يكون الخطيب قد شرع فى إقامة الصلاة . أسير مهرولا نحو المسجد محاولا ألا تفوتنى الركعة الأولى ، ألحق بالكاد...
إهداء لأميمة، وعشّة، وسلافة يخرج الصوت من الراديو: "الرواية في مجملها صيغت بشكل يفتقد للسلاسة. وعند المحصلة، فإن القارئ لا يستطيع أن يخرج بنتيجة أو معنى مفهوم. فيها اختلاط غير واضح المعايير بين ما يمكن أن يكون واقعياً وما لا يدخل إلا عبر باب الخيال. مثلاً، في مشهد النهر الذي يبدو من إحدى...
حرارة أجسادنا تفوح من المسامات وفوق أجسادنا - ونحن في الشتاء - يمكن أن تسلق شيئا من البطاطس والبيض، فقد نصت قرارات (الخليفة) علي أن نعرق في الشتاء ونلبس الثياب الصوفية في الصيف. وإلحاقا بما ورد، وجب أن تكون بيوتنا مدفأة في تموز (يوليو) وآب (اغسطس)، ومبردة في شباط (فبراير) بعكسه يعاقب المخالف...
قطرة الماء كرة بلورية، فوهة الحنفية تساقط قطرات الماء بانتظام آلي... "عطا" يقيس المساحة الزمنية بين القطرة و الأخرى وحينما يدرك الدقة المتناهية لرتابة المقاييس بإيقاعها المتناوب يكف عن المتابعة ويصوب بصره إلى أعلى حيث يحط جسم ضئيل يتقافز بين أفنان شجيرة الليمون القائمة بجوار الحنفية، العصفورة...
هذه ضفة تلك أُخرى أكان بين ضفتين ؟... أثمة جسر ؟... عمق النهر ضحالة المرسى ليل أدلج موج يتكسر رمال عطشى شاطئ أجرد بلا عشب وجه الأرض أرقط مشقق يبتلع الشق باطن القدم تغوصح تتوحل يعلو الوحل الساق يتلوث ذيل ثوبه تدافع قدماه الموج المتكسر تغتسلان تذوب ذرات الوحل وسط ماء النهر تعصف به موجة عالية...
من بين غلالة أسجاف الماضي تراءت من خلف الغيوم آثار عنفوان الشباب عميقة و شفيفة !!؟.... يستحلب "عطا" الذكرى كقضمة الثمرة االناضجة يستبقي مذاقها الطازج طويلاً يستعيد تشبثهم بوهج البرق حينما كان قاب قوسين أو أدنى يخبو الآن نور اليقين !!؟.... تترنح رموزه تفقد صلابتها يلتبس على الرائي تختلط أمام...
... إنها ... يدي ... تلك ... الجسورة ... الحانية ... المخاتلة ... الكريمة ... الرادعة ... الرحيمة ... الطاغية ... ذات الأصابع الطويلة ... تأخذك أخذاً ... تمسك بتلابيبهم ... تقذف بي ... إلى أقاصي الدنيا ... تحطه ... ترفعه ... تتسلق بهم ... مدارج الغايات الكبرى ... عسى نور السماء ... أن يسمو بنا...
أنت بلهاء وسأخبرك ـ حالاً ـ لماذا ! تبتسمين بتحدٍّ قبل أن تصغي، وهذه أيضاً إحدى مشكلاتك ! هذا إلى جانب تلذذك الماسوشي بإذلاله لك، تتمسحين تحت قدميه كقط., لا أتحاذق ولا أتذاكى، لكنني مغتاظة منك لأنك جبانة ! وتعرفين بأنك هكذا، فلا تضيعي وقتي لأنني سأذهب إلى الجحيم كما تتمنين ولكن بعد قليل ...
ماذا أفعل بنفسي وبأنهر اللّوم التي تتراقص في سواد عينيك الفاتن الآسر كلما تململت أساريري؟! حين تلكُم قلبي لا مبالاتك أرقبُه ينكفئ هنيهةً. فإذا به يتهيأ للصفح !! امنحني فقط حق التململ. هل أطلب الكثير؟! ثم ... من ذا الذي يملك زمام الأسارير؟! تابع القيادة ... لن أتقيأ سخطي ! أنا فقط أبغض ذلك...
زعيلة بنت جلوي أنثى أثبتت خصوبتها بحماس فيه بعض المبالغة، فقد كانت زوجةً قبل أن تنهي ألعاب طفولتها وأصبحت أماً قبل أن تقف بثبات على أعتاب الأنوثة، وعندما صارت جدة كان ذلك قبل أن تصل إلى سن العنوسة حتى! تفنُّن العجوز زعيلة في ممارسة أنوثتها ما هو إلا شكل من أشكال سطوة التقاليد في قريتها الصغيرة...
في الثالث من يناير 2002، بعد ثلاثة أيام من دخول اليورو، قررت بالتشاور مع صديقي الهولندي مايكل أن أزور قبر اسبينوزا في منطقة "اودر كيرك" (التي تعنى الكنسية القديمة) جنوب غربي امستردام حيث أعيش منذ ثلاث سنوات. لا أذكر متى سمعت بإسبينوزا لأول مرة أو متى قرأت له شيئاً في اطلاعي اليسير على الفلسفة،...
أعلى