قصة قصيرة

الإهـــداء شكــرا أيُّتها الحياة الجميلـــــة التي انسحبت منا دون إشعـار منها لتبقى الذاكـــرة لوحدها تََلْعَقُ الجليـــــد والسَّرابات بصمت ……. شكرا أيضا أنت أيّتـــــــــها الأرض الطيّبـــــــــة التي وهبتنــــــــا الحيـــــــاة وأعطتنا الشّهـــــداء بسخـــــــــــــاء ………...
دخل موفق العاني إلى المستشفى ، فجعلته جدرانها البيض يكتئب كأنّ لونها أسود، وسأل موظفة في قسم الاستعلامات عن صديقه المريض جمال بيدس الذي يرغب في زيارته، فنظرت إلى دفتر كبير مفتوح، وقالت له وهيّ تحملق إليه بعينين كبيرتين ماكرتين : كم ســــتدفع إذا أخبرتك برقـــم غرفته؟ قال موفق العاني : سأدفع ما...
* أي تشابه في الأسماء فهو محض صدفة دخلت مريم مسرعة إلى غرفة النوع، كان وجهها جميلا كالقمر ، بفعل المواد التجميلية التي غطّته بها بطريقة متناسقة بحيث يستحيل ألا يفتتن بها أي رجل تلتقيه ثم قالت: كل الترتيبات باتت جاهزة و أهل العريس وذويه اتصلوا علي ليخبروني أنهم في الطريق إلينا في الموضوع الذي...
وضع رأسه بين راحتي يديه وانخرط في بكاء صامت، ثم فجأة، أصدر شهيقا ثم زفيرا طويلا جدا حتى أيقنت أن روحه صعدت إلى السماء مباشرة، كانت عيناه حمراوين، وشعر لحيته كثيفا تتخلله شعيرات بيضاء علامة على وقار نادر، أنفه طويل أسفله شنبٌ معد بشكل أنيق، سحنته الباردة والكئيبة توحي لك بسر دفين، كان العرق يغطي...
لا ورود عطرة.. لا زهور لينة.. لا حمام يترنم ..لا جداول تنساب .. لا شيء على الإطلاق من هذه.. اللين والنعومة والشذا العطر.. عناصر مفقودة هنالك .. وحدها الحجارة والحجارة فقط هي ألين ما تلامسه يداك بعد الحصى.. إنه مساء أحمد وما أدراك ما مساء أحمد ,.,!! الجو يبدو غائما .. والشمس تترائي من خلف...
فتح محمد سالم الباب صباحا وهو يردد عبارته الأبدية "سبحان الله ،سبحان الله ....." ، الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، يرتدي قميص أحمر فاتح، بنطلون أخضر عركته السنين، على ما يبدو، عمامة تتدلى منها قطعة على ظهره علامة خاصة بنوع من المتدينين الورعين، ولحية كثة غير ممشطة تتخللها شعرات شيب قليلة جدا،...
أحكم عليه إغلاق باب مكتبه، بعد أن نادى البواب، ووجه إليه سيلا من الإنذارات والوعد..لا أريدأحدا قلت لك أنت لا تقوم بواجبك، علي أن أستبدلك بغيرك .. لم يرد عليه البواب، كان ينظر إليه باهتمام كبير، وبعلو شفتيه ابتسامةيمكن أن تفهم على أنها استعطاف من مستخدم لصاحب عمل.يرن الهاتف الثابت..يأخذه.. مازالت...
ليلة أخرى، يجلس على طاولة الكتابة يعري إحدى بطلاته، فترحل الذاكرة إليها وتمتلئ بها. يكتب: سأعيد الزمن و أجمده عند اللحظة التي اصطدمت عندها بعينيك المليئتين بالأحلام والكبرياء، يا عاصفة تركت وراءها صورة لك بالحجم الكبير ليقاس عليها جميع من بعدك، فكل العيون عيناك وكل الشفاه شفتاك و كل النساء...
كانت الريح شديدة ذلك المساء، والأشجار تتساقط أغصانها الغضة. أذيع على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أن إعصارا يتكون على مسافة قريبة من المدينة، والطقس ينبئ بأمطار طوفانية ستصيب المنطقة برمتها، لذلك على جميع السكان اتخاذ الحيطة والحذر مما هو آت، وقد يكون كارثيا. تحدثنا عن الأمر بأصوات خافتة، وفي...
حدث الأمر بغتة كما لو أنه صفعة تبزخ فوق خدك . لم يكن حلماَ ولا هلوسة ولا شفطة توسيرام بعد سكرة سقطت منها الكأس الأخيرة الدسمة . سيجادل واحد وتناكد واحدة ويتخبل مائة ، لكن الواقعة وقعت وأية محاولة لأخفائها أو ترقيعها لن تكون مجدية . ليلتها كان الزمان يشير الى الثانية عشرة . أنا ضحكت . ايمان...
بالكاد أنهى العقيد بدر، كوب الشاي، في مقر عمله، حتى ورده بلاغ، بوجوب التوجه، إلى استراحة، يُشتَبه بوجود ارهابيين بها. جمع بدر رجاله، وركبوا سياراتهم، وتوجهوا إلى المكان المنشود، وترجل أحدهم وطرق الباب، وعندها فوجئ الجميع بوابل من الرصاص من كل مكان. استمر تبادل الرصاص، ما يقارب الساعة، أسفرت عن...
عرف عبدين يوماً بحكايته التى جرت على كل لسان ، ورث دكان العطارة الصغيرة عن أبيه ، فيسرت له رزقاً موفورا ، و عاش مع أمه بعد زواج اخوته فى بيتهم القائم أمام الزاوية و تميز بين شباب الحارة برشاقة القوام و وداعة القسمات ، و دماثة الخلق و حسن العلاقات مع المعارف و الاصدقاء ، أما أول ما اشتهر به من...
اليوم شره مستطير، السماء متجهمة، والرياح تلفح كل الوجوه ، الوجوه عابسة ، الأعين مشدوهة إلى ذاك الأفق المغبر البعيد ... البحر يزأر يهدد فيتوعد ، الأمواج تكر فتتلاشى فتجمع قواها فتزحف بأشد مما كانت عليه ...الناس حيرى خائفون يفكرون يتساءلون :ما بال المياه تعبث بالسفينة الصغيرة وتفتك خيراتها فتعيدها...
* مهداة بالضرورة إلى: علي السوداني منذ سنين وهو على هذه الحال ، ينام طوال النهار ويصحو ليلا ، لا يعرف غير البيت و الحانة ، هما موجز حياته مع كومة أطفال يذهبون إلى المدارس ويرجعون ، بينما هو ملفوف تحت الفراش ينتظر أول الليل حتى يمضي نحو الحانة باحثا عن ضحية يشرب الخمرة على حسابها. والضحايا...
كان رأسي يؤلمني من فرط المشي والصراخ في الشمس. قلت لعبد العزيز: - أخاف أن أصاب بضربة شمس. ابتسم المناضل الشاب في شماتة بريئة: - بل قل إنك أصبحت ثورياً عجوزاً. وبعد فترة صمت قصير أردفت: - من الأفضل أن نقصد مباشرة محطة القمرة لنستقل حافلة العودة. لكن عبد العزيز انتفض: - وهل يبقى طعم...
أعلى