قصة قصيرة

- انقذف من رحمها كما تنقذف بيضة طائر الزعر فتسحب منه الدم والشحم – - سبح الوليد في بركة من الدم والاحشاء – شهقت الام ثم راحت في غيبوبة بعد ان كابدت من الالم الكثير- - لقد انتظرته بعد سنين من العقم وبناء على نصيحة من محبة قالت لها : دعي الشيطان ينام معك اذا كنت بشوق الى الولد وايما ولد حتى ولو...
شارعنا ينتهي بسدة ترابية لدواع أمنية.. وعندما تمر سيارة الأزبال فإن عليها أن تذرعه مرتين ذهابا وأياباً.. وفي الرواح والمجيء يحييني الزبالون، ويضحك معي سائق السيارة.. ظننت أن للأمر علاقة بشعري المنفوش على الدوام، أو بكوني السافرة الوحيدة في الشارع المسدود بأكياس الشاي الأخضر.. إلى أن اكتشفت أن...
تعلم السيد آدم مهنة بيع الورق والأحبار والقرطاسية العامة في حانوت صغير يقع على شارع عام في احدى ضواحي بغداد،حانوت يمربه الناس جماعات ووحدانا وفي هذا المكان يلتقي عدد من اصدقائه او يقف نفر من المارة امام الحانوت الذي لم يكن بالكبير ولا هو بالصغير انما له مساحة تلائمه وتجعله قادرا من السيطرة على...
كانت الجدران قديمة.. أتعبها الزمن ووزع تشققاته عليها، لتبدو كأنها تجاعيد ارتسمت على وجه عجوز.. وأرضية مَكسوة بالاسفلت المُحفر.. ومكتب خشبي فقير وكرسيان الأول حديدي متحرك لكن تلفه جعله يبدو مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، والثاني خشبي قديم مهمل.. بهذه الأجواء أمضى (ربيع ناصر) أيام عمره في الخدمة...
الى الحاج محمد الخشالي زجاج نافذة مقهى قديم، يفصل بين عالمين احدهما ينتمي للحياة والاخر للموت بابشع صوره، موت تجسدت فيه قوة السلطة العمياء، سلطة الشر.. نافذة تطل على ذلك الشارع الذي شهد الكثير من الاحداث السياسية، مظاهرات، ندوات ثقافية وامسيات شعرية، تناثرت جمل قصائدها لتستقر كقوارب عاشقة...
شاحب الوجه كشحوب حياته، حينما يصحو صباحا، يخاف ان يغادر فراشه، لأنه وبعد لحظات، سيستقبل آلاما وهموما، تتكدس منذ سنين داخل احشائه، على كتفيه، بين عينيه، مخترقة مسامات جلده، بل وحتى في جيوبه.يبقى لمدة طويلة ممدا بجانب شحوبه، ينظر الى السقف الذي لم يتغير منذ زمن، كظله الذي يكون معه اينما كان، حتى...
حينما أحبها، منذ زمن بعيد جدا، كانت كل الاشياء الجميلة تشبهها، أو هكذا يراها.. هي كالفراشة في رقتها، وكالطفل في براءتها، وكالنسمة الصباحية في عذوبتها.. هي ورقة خضراء مع قطرة نداها... تختلف المفردات ووقعها، في وصف بداية علاقة الحب عن نهايتها، لأن المشاعر، حينما يأتي وقت الاختلاف والفراق، يتغير...
نحن نحترف الاحتمالات ، نوزع هذا المأتم في اغصان الضوء ، عندما تنفك من يد الشمس التي باتت تطهو الرحيل علي مهل خفيف وتثاقل تام ، نحن نضع في العشب احتمال ان يتحول الي زهرة ناسين كينونة الازهار وتعرجات البذور الاولية عندما كانت كؤوس ناصعة الصبغة وعليها ختم الغاب ، نستلب منها شفافية الندي ، ونتوجع...
كان يشعر بالوهن، أطرافه لاتعينه على التحرك براحة، إذ فقدت مرونتها منذ أن تغيّر الجو وحل البرد والمطر.صدره الذي عب السكائر بأنواعها ستين عاماً تليفت فتحات استلامه الهواء أو كادت ليصل الى رئتيه بصعوبة، وحلت زرقة الوجه بدل صفاء الحمرة السالفة بسبب قلة الاوكسجين. كان يقاوم الاختناق القادم بسحب...
ملعب لكرة القدم وسط الأحياء المكتظة بالسكان، أزقة تنفتح على بعضها البعض، كل ممراتها تؤدي إلى الملعب، وتصب فيه كل حمولتها من الجمهور، ملعب طُلِيَت جدرانه بأصباغ مختلفة الألوان؛ رسوم وكتابات وأشكال هندسية تثير المارة والزائرين الملعب، يتجاوز ارتفاع جدرانه المتر والنصف بقليل، لذلك يسهل على فئة من...
جارتنا الجديدة ،شابة جميلة، طويلة ،رشيقة كعارضة أزياء ، وأنا بدينة كأمي الجالسة بقربي، أنا وأمي نشبه بعضنا في كل شيء، عمري إثنان وثلاثون وأمي سبعينية ، إذا أرادت أن تنهض عن الأرض ، تتوكأ بقبضتيها على البلاط ،ترفع عجيزتها الضخمة بصعوية بالغة وعلى لسانها كلمتها المأثورة دائما (يا جميل يُمّه...
وحيداً ومتوحداً يجلس، في ركن قصي من حانة صغيرة تدعى "روز" ، هو نفسه الركن الذي يختاره كل مساء، أحياناً يدخن ويتابع خيوط الدخان كمن يبحث فيها عن شيء مُضاع، أو يقرأ في كتاب صغير يشبه كتب تعليم اللغة الانكليزية، وكثيراً ما ألمحه يتفرس في وجهي، وما إن تتلاقى نظراتنا حتى يشيح بوجهه الى الشارع. رجل لا...
وحده كان الطفل فوق السرير، مستغرقا في قراءة كتاب. كان لديه من الوقت ما يكفي، ولذلك لا أحد سيزعجه لمدة طويلة. يشعر الآن بأنه بحال أفضل، ولو أنه يرغب في مزيد من النوم. انخفضت حرارة جبينه، وتخلص من أحلامه المضنية التي جعلت نومه محموما: رأى نفسه سابحا في الفراغ وسط بنايات متهاوية كان يخشى أن تدفنه...
مساء يوم الخميس ٢٢ دجنبر ١٩٣٧، كان أنطونان آرطو يطل من نافذته، بالغرفة رقم ٥، بمستشفى"ڤيل إڤرار" للأمراض العقلية، فرأى الطبيبة الحسناء،الدكتورة "بيرينيس"، بقميصها الشفاف وتنورتها القصيرة، وهي تروض ثلاثة أسُود في حديقة المستشفى. كان أنطونان آرطو يعرف جيدا أن تلك الطبيبة قد اشتغلت عارضة أزياء، في...
قال راكب المترو : لاشك أن الغيم أعطى للطيور اليوم مايكفي لكني قلت له: لم أر رزا في السماء وقال الجليس الأخر: ولاشك أن داود باشا صعد السلم بأتجاه فالِدَه خاتون لكني قلت له: لكن اللوحة تشير لأمنينو ... وأخر وأيضا ولاشك سأطالع ماظل على الأرض ومابقي في السماء إن بقيت لي ذاكرة فاوست وتخيل رولا...
أعلى