قصة قصيرة

كانت الحجرة مستطيلة الشكل ، محدودة ، وكان شباكها مفتوحا ، بلاحدود ، وكان بداخلها طفل غارق في البكاء . كان الطفل ممددا على الأرض ، يهمش الهواء بقدميه ، وهو يبكي وكان لبكائه معنى كالكلام. عندما هبط الليل ، حط على حافة الشباك طائر بشع . كان في حجم الطفل بل أكبر . وكان أزرق الجسد ضارب إلى السواد ...
الآن وهو يركز نظره في عينيها تحديدا ..يتذكر أنه كتب مرة في يومياته سطورا ثم عاد بعد فترة قصيرة لكي يشطبها. رغم معرفته بعدم إمكانية أن يطالع تلك اليوميات أحد سواه . كتب آنذاك " يخجلني أنني اقترب من الثلاثين ولم أتحدث يوما مع أي امرأة " طبعا هو يقصد الحديث وجها لوجه ..ويقصد امرأة خارج دائرة محارمه...
أنا مارك ديفيد شابمان، لست قاتلاً أجيراً و لا مدفوعاً للقتل من أية جهة أو شخوص يملؤهم الخوف و الحقد...أنا أكون أنا و ليس غيرى من قام بهذا الفعل، لقد قمت به بنفس الشغف الذي أستمع به إلى أغاني ألبومات البيتلز. ربما من لهجتي تستطيع أن تخمن من أى ولاية أتيت، لن أجهد عقلك أو أترك لك فرصة للتخمين، لن...
من بلاد بعيدة تطحنها حرب أهلية لم يعرف لها سبب ولا امد خرجت خائفة تترقب، تركت خلفها قرية أشتعل فيها الأخضر واليابس ونفق أهلها في العراء مع حيواناتهم المتفحمة،إختبأت من الموت الزاحف خلف الأشجار وفوق رؤوسها ،ركضت ليلا ونهارا،ثم ركبت الحمير حيث تيسر لها، ووجدت نفسها على ظهر عربة تنهب الصحراء نهباً...
كانا معاً العجوز رضية.. والعجوز معتصم، يقفان جنبا الى جنب خلف النافذة ومنها جنباً كانا ينظران الى الحديقة. كان المساء يضفي لونه الرمادي على الفضاء ويلون الخضرة كلها بلون اغبش خفيف فكانت الحديقة كلها تذوب في المساء اما السماء الغربية فكانت تكتسي بالوان حمراء وصفراء وبرتقالية وتتلاشى الالوان في...
"الخنجر الذي أردى رجلاً في تاكواريمبو ليلةَ البارحة، الخناجر التي هطلتْ فوقَ ظهرِ يوليوس قيصر، كلها بطريقةٍ ما نفس الخنجر. إنهُ الخنجرَ الذي يريدُ أن يقتل، يريدُ أن يسفكَ دَماً مُفاجئاً" (خورخيس لويس بورخيس) 1 مطلق الوجيعي رجلٌ ربعة في الطول، لوّحتهُ الشمس حتى تركتْ أثراً لها في وجهِه. هذا...
"إرم، في خاطري من ذكرها ألم. حلم صبايَ ضاع، آهِ ضاع حين تمّ." (بدر شاكر السياب) 1 عندما هبط آدم بخطيئته إلى الأرض، فعل و معه صورة الجنة؛ ذكراها، ما يخزنه داخلَ عقلهِ من ألوانِها و أصواتِها و أرواحِها و نسائِمها، صورة تكاد تكون متطابقة مع الأصل العلوي لولا تعذرها على الإمساك و التثبت. نقل آدمُ...
1 في صباح الثامن و العشرين من شوال سنة 411 للهجرة، استفاقت القاهرة المحروسة على خبرٍ هزّ شوارعها و بيوتها و جعل الناس يلهجون طويلاً و الخوف لا يزايلُ عيونهم. بدأ الخبر أولَ ما بدأ في القصر الشرقي الكبير، ثم انحدر في غضون ساعات عبر الأزقة و الشوارع ليصلَ كلَ بيتٍ و كلَ أذن: خليفة الله، أبو علي...
(تحذير من المؤلف: هذه القصة مليئة بالمشاهد الغريبة و الدموية، وتفتقد بشدة للمنطقية والعقل.. لذا وجبَ التنويه) -1- كانَ الجوُ بارداً في الخارج. نظرت الدجاجةُ عبرَ نافذةِ القنِّ الذي تسكنهُ منذ عشرِ سنينٍ فلم تستطع أن تميّز ما وراء الضبابَ والصقيع. كانتْ ترقدُ وحيدةً فوقَ سريرِها، وصدرُها الهزيلُ...
1 لطالما تساءلتُ و أنا أقرأ في ملاحمِ المنكوبين و المصلوبين و المُعذّبين، كيف أمكنهم أن يصمدوا حتى لحظةِ لفظِ نفسِهم الأخير؟ كيف أمكنهم أن يجتازوا مراحل التعذيب المختلفة، الواحدةَ تلوَ الأخرى، دون أن تحدثَ -و لو لمرةٍ واحدة- تلك الفضيحة الهائلة؛ حينما يصرخُ الواحدُ منهم بأعلى الصوت: "بحقِ...
مرت أسابيعُ بعد عبور أبى إلى النهار، فتوهَّمتُ أن استرحتُ من وصيته الأخيرة المربكة، لكنه جاءنى، ليلة أمس، منامًا وأعاد علىَّ ما كان يوصينى به مراراً وتكراراً مريراً: لازم تحل مشكلة السطح.. العجيب فى الأمر أن المرحوم أبى كان يُفاخر بأن إحساسه عالٍ بالأمور المهيأة للتفاقم، ولطالما استطاع علاج جسام...
عندما تحثي يدهم الطويلة البارود في وجهي وأتبخر سأتمنى أن أكون شجره ../ لتنامي في ظلي ..! .. .. تفرك عينيها ، بصوت المذياع .. أخبار الحرب .. تسمع وتشمّ كل شيء الغبار الذي تثيره أحذية الدبابات ، غناء صافرات الإنذار ، النكت السخيفه التي يتبادلها الأسرى البدل العسكرية المنسوجة...
أ××- متن : يحدث أن : تمر بخاطري بعض الذكريات كمشاهد قديمة لفيلم رديء .. هكذا تكون مبتورة السياق .. كأنما ولدت لوحدها .. خارج الزمن وخارج الحياة .. أحاول أحيانا أن أتذكر أي شيء له صلة بها .. أي صلة .. مهما كان حجمها .. سواء كان أثرا أم تأثيرا أم ارتباط بأحداث أخرى مهما كان شكله .. ولكنني أفشل...
كنت متكئة على جدار الغرفة الخارجي. أسفل النافذة المطلة على الزقاق حين سمعت صراخ البنت الصغرى. وكان صباح مثالي لممارسة رياضة المشي أو الركض أو ركوب الدراجة لذا أغمضت عيني ورحت أسترجع شريط ذكرياتنا معا. قبل سنوات في مثل هذا الوقت من كل يوم كنت أكون على أهبة الاستعداد. جسدي لامع و نظيف مثل مهرة...
في طفولتي ، كان والدي يأخذني ، أنا وأخي سامي ، معه إلى الشّغل ، وأبي يعمل في مهنة البناء .. وأخي سامي يكبرني بسنتين وأكثر . يأخذنا في أوقات العطل المدرسيّة ، وأيّامالجُمع، أو المناسبات القوميّة والوطنيّة ، أو العطلة الانتصافية .. أو العطلة الصّيفية .. وكان والدي لا يأخذنا للشغل بدافع أن يكسب من...
أعلى