قصة قصيرة

حين أفاق المدعو س ذات صباح من أحلامه المزعجة، لم يجد نفسه وقد تحول في فراشه إلى حشرة ضخمة للأسف، كما حدث لغريغور سامسا. ولكنه وجد نفسه محتاجاً للقيام من فراشه والتوجه لإدارة الأحوال المدنية لإنهاء إجراءات معاملة بسيطة. حينما تعثر المدعو س أمام البوابة وتحت ملاحظة حارس الأمن الذي دخن للتو سيجارة...
1 عزيزي حسن .. أنا وجهك . أعتذر عن الرحيل بهذه الطريقة .. مهما كانت الخلافات بيننا، فلا يجدر أن نطأ في فوضاها قدسية ذكرياتنا القديمة . سأكون صريحا معك: أنا لست سعيدا .. لست سعيدا منذ زمن . لا أعلم لماذا .. أهزّ نفسي الآن بشيء من الحسرة، تعلو فمي تكشيرة يأس، وفي عيناي تنطفئ نظرة جامحة .. صدقني،...
– في الحمّام تسليت برش الماء على صرصور ميت، كان متيبساً ومنقلباً على ظهره. من يعرف بماذا يمكن أن يتسلى الإنسان. يتذكر أنه كان يتسلى بقذف العمال الأجانب بالبالونات المملوءة بالماء، لقد وقعت غزوات وحشية في تلك السنين. بدأت التسلية لما سرق حميدي دزينة بالونات ملونة من دكان عباس الهندي، ثم سرقت أنا...
لا شيء يحدث للوهلة الأولى، الأمور مثالية حتماً، إلى أن يتكلم الرجل ويقول: إن الصمت مزعج، علينا أن نقول أي شيء ويسكت، ثم يقول كلاماً عن الدمى التي تدور، وكيف أن مثالية دورانها مستفزة جداً. يقول أن كل شيء حينما يصبح مثالياً إلى حد معين يصبح فارغاً بلا روح. لا أعرف ما الذي كان علي قوله، لكني قلت...
الحدث الرهيب – 1 – كان الأب العفن، المتصلب، الخراء، الرجعي، الذي يعتقد أنه يمتلكنا، ابن الكلب، الشكاك، الحقير، الذي لا يفهم الحياة، ابن الـ*** الوضيع، الذي يشبه البصاق، المتوجس … إلخ إلخ، كان جالساً على طاولة الطعام عندما انفجرت الأمور. بالنسبة لابن السيد ع . م كل هذه الشتائم مجرد أوصاف ولا...
لا أحد يعرف فولمير بريخت هذا الأربعيني الأعزب والذي يسكن شقة صغيرة ومتواضعة في وسط برلين، إلا كموظف حكومي بمرتبة متدنية في دائرة الأحوال. يمكن القول دون الشعور بأي نوع من المغالطة أن فولمير هو التجسيد النهائي لفكرة كون الإنسان موظفا حكوميا، أعرف أن التاريخ مازال طويلاً ويمتد بشكل بطيء، ومقولة ‘‘...
ما المانع أن تطهو فيليه السلمون ثلاثين مرة في اليوم، إن كان المقابل أن تستطيع أن تقول “لا” متى ما أردت؟ هكذا ينظر مايكل إلى حياته الجديدة. لم يكن السلمون، ذا البنية الحمراء الدسمة، سمكته المفضلة، بل البرنزينو. فلحمه الأبيض الخفيف لا مثيل لذوبانه في الفم. ما أشهى أن تشطر السمكة إلى وجهين، و تعوم...
في معرض الدعاية السياسية، يمكن توجيه أي تهمة للسيد كارنهان، إلا تهمة الكسل السياسي. فحاكم ولاية ميسوري أفنى عمره، بالمعنى الحرفي للكلمة، من أجل حملته الانتخابية. يمكن القول إن ماكينته الدعائية قادت أكثر الحملات الترشحية انضباطا و خلوا من الأعطاب. ما عدا العطب الذي أصاب أحد محركي طائرته السيسنا...
قل هو الحب ولا تصغي لغير القلب، لا تأخذك الغفلة، لا ينتابك الخوف على ماء الكلام* السنة الثامنة من الهجرة: لا تدري زينب من أين واتتها الجرأة ليخرج صوتها جهورا واضحا وسط هسهسات التسبيح والتهليل في المسجد فقطع كل ما سواه : أيها الناس أنا زينب بنت محمد(1)، وإني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع(2)...
الأب. تنظر الى الإبل بغبطة كبيرة....ثلاثمائة ناقة وبعير.....تحصيها في اليوم الواحد مرتين.. ..وخمسة رعاة يقومون على خدمتك وخدمتها.. لماذا خلق الله الرعاة؟...لخدمة هذه الحيوانات النبيلة.. لو جاء الغزاة وسلبوك كل شيء...سوف تستعيدة خلال وقت قصير .. أما الرعاة أو الرعاع...فسيبقون كما هم...
يسيران بثقة رغم العيون التي تلاحقهما. لا يباليان بنظرات الأطفال وهما يشتريان من سيارة الآيسكريم. يعلمان أنهما - بالنسبة للآخرين - مسخ برأسين ، ثمانية أطراف، وجذع عريض يبدو مثل نواة التمر لم يكتمل انفلاقها! إنهما أحمد ومحمد، التوأمان السياميان. أو (محمدين) كما يناديهما أصدقاؤهما تندراً. وهذه هي...
لكل كائن حي نمط. كل ما علينا فعله هو مراقبته بما يكفي دون أن يعلم لكي تتكشف لنا عاداته. نعرف الآن الكثير عن هجرة النوارس و مايغير مسارها، مواسم التزاوج لدى الدلافين و ما يؤثر عليها، و طبائع وحيد القرن و ما يصيبها بالاضطراب، ما يكفي لنعرف أن لكل كائن حي نمط متكرر و استجابات محدودة للمتغيرات، حتى...
في تلك الليلة التي ترك فيها نافذة الغرفة مفتوحة، في تلك الليلة التي كان فيها الهواء الصيفي يحرك الستارة، في تلك الليلة تحديداً حلم حلماً غريبا، وليست الغرابة في مضمون الحلم، كلا.. كلا. لكن الغرابة في أن الحلم يسبب له الكآبه رغم أنه لا يتذكره بوضوح حينما يفيق. في تلك الليلة حلم بنفسه جالساً داخل...
- (( حدث ما توقعته ، فما إن استلم الإدارة ، ووضعَ مؤخرته على كرسيها ، حتى أرسل بطلبي. شكوكي تقودني إلى الاعتقاد بأنّ المدير ، لم ينتقل إلى الشركة إلاّ من أجلي ، وأؤكد بأنّهُ يعرف أنّي أعمل هنا ، وإلاّ فمن أين علم بوجودي ؟!.. ليستدعيني بهذه السّرعة !. نعم ... كنتُ محقاً عندما فكّرتُ بأن...
تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها ، ودخل صف ( سامح ) ، من النافذة المكسورة ، وفي الصف كان بمفرده ، شعر بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ، واضعا يديه أمامه ، مستندا على المسند ، دار على المقاعد ، وجلس الجلسة ذاتها ، وجد قطعة ( طباشير ) ، فأسرع نحو السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرة ، خطوطاً لا...
أعلى