قصة قصيرة

جلس غسان في المقهى وهو يحتسي كوباً من الشاي في ذلك الحي الشعبي الذي يقطنه منذ نعومة أظفاره حيث تعود أن يمكث بعيد صلاة المغرب مع مجموعة من زملائه في العمل ، يحتسون الشاي ويلعبون الدومينو والبعض يدخن الشيشة بعيداً عن أعباء العمل ومشاغل البيت ويتبادلون أخبار العمل ويستمعون إلى اَخر نكتة يرويها سامي...
هذا الجسد المسجى كان صديقي ، كان إسمه حسن... مات قبل نصف ساعة . أنا وصديق آخر نجلس مع الجسد المسجى الذي كان قبل أقل من ساعة صديقنا ... نجلس على ظهر شاحنة حملناه عليها من المستشفى إلى منزل أهله في ضاحية قريبة من العاصمة . كانت الساعة قد تجاوزت السادسة بقليل ... الحافلات العجلى كانت تجتاز...
كنت مدية وسط حشد غريب من البشر ، لا تجمعهم سلطة خضروات شحاذين وجزارين وحرامية ، قافزين ومادحين وجنود غلاظ رائحين وغادين ، مترهلين وعجاف ، باعة متجولين ومتشردين وسبابه ، منتظرى مواصلات وجلابه ، متانقين ومتاففين . ومن بين كل هؤلاء ممثلون منتخبون يطاردون النساء بالعيون والايدى والاجساد، ومن لم...
تتقلب الأجواء هذه السنوات كثيرا ، ربما لأني أحسها ، ربما لأني لم أعد أتقن إلا الشعور بتقلبات الجو ، تقلبات ترهقني منذ سنين ، أحس معها أن هناك عظاما هزيلة في طريقها إلى الرحيل . أذكر السهرات البهلوانية التي كانت تميزني ، تميز أصدقائي ، رفقاء دربي " سعيد ، محمد فال ، العتيق ، محمود ، المختار ، "...
في الليلة التي صادفت طلوع البدر في ابهى حلله كانت تتعثر في الطريق الضيق مأسورة بسحر النور الخفيف النادر عائدة إلى البيت بعد منتصف الليل بقليل تسابقها الأحلام بليلة أخرى إلى حيث العش اللطيف الذي أعدته قبل عشرين سنة بعد زواجها بعام واحد في الجنوب الشرقي من مدينة كيفه حيث الأغلبية هناك أناس فقراء...
جلس الشمنبازي العجوز فوق غصن وريف و أخذ يجول بعينيه يمنة و يسرى و تارة نحو الأعلى ثم ينكس رأسه حاكا جلده أو ماسحا على ذقنه: – يا لرتابة الحياة في الغابة اللعينة! بعد كل هذه السنوات الطوال و بعد أن خَبِرتُ أسرار الغابات البعيدة و القريبة رغم كل الذكاء الذي أتمتع به لا أتعدى ثلاثية التسلق، الأكل و...
نشر في حريات يوم 12 - 12 - 2016 كان في زيِّه الرسمي؛ بنطلون التيل ذو اللون الأخضر الضارب نحو زرقة سرّية، ينتعل البوت العسكري المصنوع من الجلد السميك الأسود بعنق قصير. في قميصه جيبان مستطيلان بأعلي القميص و الجيبان مغلقان بتصميم مثلث متجه للأسفل عليه زرارة ، زينت كتفيه أزبليطتان سوداوان، ككل...
توطئة: خافت كغيرها من الصغيرات من أن تظل غلفاء و لم تكن تعرف ما هي مشكلة الغلفاء في العالم ،ما كانت متأكدة منه هو أن الغلفاء بنت رذيلة و سيئة.كانت تبكي عندما يشْتُمنَها بلفظة "غلفاء".كثيراً ما اشتكت لأمها من بنات الجيران و كيف يشتمنها بلفظة غلفاء. سمعت جدّتها مرة تلك الشكية فقالت لها:انت بت...
لأجدادك سكان المغرب القدامى ولسيوفهم التي دَرَّست الموت جغرافيات الرقاب. للصعاليك الذين شيدوا قصيدة هجاء كبيرة وسكنوها إلى الأبد. لآبائك، سادة العالم ولدروعهم المنقوشة بسبابة الحروب. لخادمتكم القديمة سارقة الأواني، لجدتك صاحبة القوافي والحكم الأمازيغية القديمة. لوالدك الذي لم يشاهدك أبدا تبكي...
رحلة الكنز لم يبق لي غير سماء ممزقة فوق. وأحذية مؤلمة تحت. الهواء ملوث بالذباب والأعداء. صديقاتي كلهن ذهبن مع الريح. ذهبن في اتجاه الحسرة, مثل صيحات في صحراء. وتركنني وحدي في مزبلة النجوم. الكواكب قربي تمسح خطومها. الأنبياء يقتسمون الخسارات. وأنا أفتش عن ذهب الأرواح. أسرق من الريح نساء الريح...
دائماً هكذا يأتى بخطوات بطئية كئيبة, لم تر على وجهه ابتسامة قط, يتجه الى المقهى فى نفس الزمن من كل يوم ويلقى أشلاء جسمه النحيل فى نفس المقعد وفى نفس الركن الخالى الكئيب مثل صاحبه, يجلس هنالك مرتكناً يطلب فنجان قوة, لايتحدث مع أحد سوى صديقه الذى يأتى ويجلس معه قليلاً ثم ينهض وقد أرتسم على وجهه...
أحس بقسوة الأرض عندما ايقظته بلكمة لم يحرر هل كانت مؤلمة أم لا؟ ولكنها أيقظته في فزع، بعده تمدد قليلاً على ايقاع مفاصله المتصلبة، كالعادة قام وهو يعاني من نعاس يأبى اطلاق سراح جفنيه، ليرى أشباح الزمن الرمادي. عند استيقاظه رأى الخارطة التي رسمها تبوله الليلي، لابد أنها بلاد يحلم بزيارتها يوماً،...
النسور تحوم في السماء كأنها سرب من الشوارب الطائرة. السماء بعيدة، بعيدة، زرقاء، مشمسة، وحارقة. وأنا مخنوق بعبرات لا تزرف، وممتلئ برعب يحلق في الفراغ، ولكن قلبي لا يخفق .. ربما مت! أو أتظاهر بالموت. أنا، أو بالأحرى، جثتي ملقاة وسط كومة من جثث أخرى. ههههه .. أقول جثث أخرى كأني لا أعرفهم. طبعاً...
خرجت الكلبة هاهينا تبحث عن صديقها الكلب هواهي. فمنذ أكثر من سنة وهما في حالة حب ولكنهما حزينان تماماً، حيث أن الأمور لا تسير كما ينبغي، إيجار الأزقة الضيقة أصبح عشر قضمات من قبل عصابات الكلاب المقيمة فيها، بعد أن كان من قبل قضمة واحدة، وليس هنالك مفر من الأزقة الضيقة، لأن الشوارع الرئيسية تعج...
قبل أن أكشف عينَايَ للإستيقاظ أزعجني صوت المكيف وهو يرتجف من البرد كعادته.. وله الحق في ذلك.. فالشتاء أصبح يهطل عندما تتصاعد أصوات مآذن الفجر صباح كل يوم.. ثم تسحبهُ الشمس بحرارة نحوها.. وأنا لا أعي بالاً لجودته المحلية التي لا تحتفي إلا بالحر.. أصوات بقايا ثرثرة الأصدقاء المجمدة متكدسة في...
أعلى