قصة قصيرة

من وراء ستار، نظروا إليه بعيون سوداء، شبهوه بورقة خريف منتهية الصلاحية أو بخرقة بالية و جودها بات يشوه ألوان الطيف الزاهية أو بالأحرى بات يهدد وجودهم ... محمود الرجل الطيب صاحب الابتسامة الخفيفة الجميلة رغم تجاعيده الملتوية و قامته المستديرة قليلا. عانى كثيرا في طفولته كبائع الجرائد و علب...
…تلك الليلة ليست ككل الليالي… خلالها بدا القمر جريحا منطفئ الضياء ، فاقدا رونقه ، شاردا في بيداء السماء. تلك الليلة انبعث طلال من مكان طالته الشقوق والتجاعيد ثم مضى يدثر الحزن بقناع الفرح موزعا ابتسامات كاذبة علها تخفف عبء الذل والهوان ،وتطفئ دموع الترجي والتوسل التي ضربت عليه طوقا جعله يتصنع...
تكوم جسده المتهالك فوق القبر محاولا ضمه إلى صدره بكلتا يديه وهو يردد بصوت حنون عذب يفتت الصخر - طلع يا متخبي .... طلع ... بدأ يحثو التراب على رأسه بعد أن خالطت الدموع لحيته المعفرة بالغبار ، عينان زائغتان تحملقان في الأفق البعيد ، جسد براه السقم وأنفاس تصدر من روح مكبلة بالأحزان ، مثخنة بالجراح...
قال بهرام: ذكروا الله، اعلم أنه كان بمدينة الكوفة رجل من وجهاء أهلها، يقال له الربيع بن حاتم وكان كثير المال مرفه الحال، وكان قد رزق ولداً فسماه نعمة الله فبينما هو ذات يوم بدكة النخاسين إذ نظر جارية تعرض للبيع وعلى يدها وصيفة صغيرة بديعة في الحسن والجمال فأشار الربيع إلى النخاس وقال له: بكم هذه...
تقدمتْ نحوي وقالت بصوت ناعم : - سيدي، من فضلك خذ لي صورة... ناولتني هاتفها المحمول، ثم أضافت: - خذ لي صورة لو سمحْت... كانت في مطلع شبابها. في العشرين أو الواحدة والعشرين. تقف في الشارع، كأنما تنتظرني أنا بالذات لألتقط لها صورة بهاتفها المحمول. منذ متى وهي واقفة هناك، أمام محطة القطار، وسط ذلك...
أحس النمساوي بأوجاع حادة في رأسه. تناول حبة أسبرين ومعها كوب ماء بارد وغادر البيت. ركب سيارته بسرعة وأخذ الطريق وسط الجبال في اتجاه البحيرة الزرقاء. استغرق نصف ساعة يقطع بحذر شديد منعرجات طويلة تحفها أشجار السرو والعرعار العالية وتفوح منها روائح الأعشاب، حتى إذا ما وصل ركن السيارة تحت ظل شجرة...
سِرْ، أسرع، لا تتراجع أبدا! نظرتُ فلم أبصرْ أحدا. كان ضوء القمر ينعكس على البحيرة، وكانت النّباتات من حولي مثل حبال مدهونة بالزّيت أو البنزين. انتظرت إلى أن سكت الصّوت نهائيّا، وخفت أن يكون منبعثا من عقلي، والأمر جلل في كلتا الحالتين ؛ فلو انبعث من الخارج فهذا يعني أنّ المحيط ملغوم وأنّ خطراً...
في الجنة الموعودة يجلس رئيس الملائكة على كرسيه يراقب عصر الكروم وتحضير النبيذ لجماهير الجنة العريضة … يأمر رئيس الملائكة ان تكون البيرة لذيذة الذ من سلتيا حتى لا يتشنج التونسيون هنا ويذكرون الرب كثيرا على طريقتهم الخاصة جدا ويتحسرون على منتوجات حمادي بوصبيع أشهر صاحب شركات الجعة التونسية . يبدو...
من أي محيط غرفت أمواج الصبر تلك لأنتظر؟ طوال ما يقارب اليوم وأنا مرابطة بالمقهى المقابل أنتظر أن يُدفع باب العمارة العتيقة ذات الطراز المعماري الايطالي القديم ليخرج من الصورة التي وُشمت في ذاكرتي الرجل الذي عشقت منذ عشرين سنة. كان الشتاء وكان البرد قاسيا مثل مجرم خارج المقهى ذو الواجهة البلورية...
الحرية الحقة عندما تكسر قيودك الداخلية وتعيش ذاتك المخبوئة ما كنت أحسب أن أعيش حياة شبيهة بحياة بطلي "طرزان" مع اختلاف يسير، كما سترون. كنا مجموعة من ثلاثة رجال وثلاث نسوة، أنا وابني عمي، شارل وتوم، مع زوجاتنا، نقوم بنزهة نهرية في منطقة المستنقعات والنهيرات التي تحيط بنهر الكونغو. " شارل" كان...
كانت هنا، كما كان كل شئ، رحلت باسطة خلفها ظلام، رحلت كما الغسق، لم يسبقها احد فيمن سبق، كانت ذات ألق، لم يذق القل حزناً مذ لرتمى فيها وعشق، تطل ذكراها في قلبي ليلاً فيلبي نداءها الأرق، حبيبتي وسط رتابة المخلوقات كانت فيض من شبق، كانت روحاً ودبت بروحي، كانت نسيماً نسم قلبي، كانت ربيعاً تربّع...
* الإهداء إلى : أخي وصديقي الدكتور إبراهيم سعد الدين ـ القاهرة الكابوس الأول:‏ يحاصرني الجند.. تشرئب أعناقهم، تلمع رماحهم كوميض برق.. يصطفون في أنساق متلاحمة، تتشابك الرماح وتتعانق الخوذ، ترتفع الأيدي ومعها النصال، تضيق الحلقة من حولي وأصرخ، لا أحد يسمع صراخي، أستنجد بكل الذين عرفتهم.. يشيحون...
قبل أن أحترف الكتابة كنت سائقَ سيارة إسعاف. ذات يوم غضب مني رئيسي في العمل لأسباب غير واضحة، فاتخذ قراره بنقلي إلى منطقة نائية، يرمزون لها في الخريطة بحرف (دال). أمرني الرئيس أن أتوجه إلى تلك المنطقة بسيارة الإسعاف وأن أحمل معي ما يكفي من الماء والزاد، لأنني سأقضي هناك مدة لا يعلمها إلا الله...
زحام وصخب وتفاهات يومية تمتصّ من العمر، وتجعل مرور الزمن أمراً مقضيًّاً، تجعله يمرّ سريعاً وبلا ثمن في صيرورة تتشابه فيها الساعات المتبخِّرة وهي تتضافر بكل ما هو سخيف وسطحي، هي أشياء كابية، إحباطات لا حصر لها قلَّصت لديه مساحة الأمل، وجعلته يبحث عن ركن يأوي إليه، يعيش داخله لحظات من التأمُّل...
يَعرف المولعون بالشعر أن الشاعرة الأمريكية كايتلين آليستر Kaitlyn Allister قد اختفت بكيفية غير مفهومة وهي في الثلاثين من العمر. ففي صباح يوم الثلاثاء 5 يناير 1960، غادرتْ هذه الشاعرة الحسناء بيتها كالعادة، لكنها لم تعد إليه بعد ذلك. ورغم تحريات وأبحاث الشرطة، طوال شهور، لم يُعرفْ لها مصير ولم...
أعلى