قصة قصيرة

بعدما قدمت للمفتش جميع المعلومات المطلوبة، ووضعت أمامه كل الوثائق التربوية اللازمة...طلب مني تقديم درس اليوم.. اهتززت في مكاني..أمام تلامذتي..الذين ينظرون إلي بعيون غريبة... نافخا أوداجي...تذكرت ساعتها كلام أستاذي سي أحمد بوزفور..فقلت لأفتتح به درسي... صحت ملء أوداجي: الإنسان حيوان ذو يد... هذا...
تسلحت بكل نصائح الخالات و العمات وبنات الجارات ... كانت تسمعهن في الأمسيات الهادئات يهمسن: " لا تأمني للرجل حتى يقطع صباطو" لم تكن تعي العلاقة الرابطة بين الحب وبين تمزق الحذاء ومع ذلك كانت تطبق نصائحهن بدقة كلما أعجب بها أحد ما .. كانت تنظر إليه بإغراء ودلال وتتركه يمشي وراءها يوميا لمسافات...
يمكنك الان في هذا الوقت المتبقى أن تضحك أو تغضب . تبكي او حتى ان تحول الموت الى لعبة ان شئت. فلا شئ هناك يمكنه ان يشكل لك افقا تركض صوبه. و لا الأطياف المكدسة في الماضي يمكنها ان توجد طريقها اليك لتنفعك او تملأ بعضا من الفراغ الذي صار هو كل حصيلتك التي عدوت العمر كله من اجل بلوغه. تتحفظ للحظات...
لا أحد يذكر أو يتذكر الان فاطمة مورينو. و قد لا يكون السبب في ذلك النسيان لوحده، خصوصا و ان كل حديث عنها بعد رحيلها مباشرة كان يتم بصوت هامس، و كأن الحديث عنها بصوت مسموع كان من شانه أن يستدعي اللعنة التي صارت فاطمة مورينو رمزا لها، لو امكن الآن إعادة تشكيل صورة فاطمة مورينو من جديد، لتوجب القول...
مع تقدمه الى الامام، توارت معالم الحقيقة مفسحة المجال لغموض لا يجد ما يبدد به سطوته غير كومة من الغموض زاد ت الموقف رهبة حين تناسل ليصبح كظلمة اصرت على ابطال مفعول الحواس. داخل المتبقى من العمر الذي صار لا يعرف فيه المستقبل الا حين يصبح ماضيا، صار كل شئ قائم على الافتراض. و لهذا يجزم ان الزمن ان...
* إلى روح صديقي سليمان..والرائعة عتيقة هل كان على كراستي أن تفلت مني ذلك الصباح الربيعي، وبالذات في تلك النقطة من ساحة الجامعة الفسيحة؟؟ لماذا اختارَ القدرُ كل شيء لأجدني في ذهول أتسلم منه الكراسة وأبادله البسم..؟ ....ما اسمكِ ؟؟...زرقة المحيط في عينيه تجرني لخضمه، أتخبط، أحاول الخلاص...
رغم أن شَعر الكونتيسة مارغريت، ذات الذراعين الطويلين، كان خشنا، كشجيرة شيح يابسة، أو كومة أسلاك دقيقة صالحة لصقل الأباريق المعدنية، إلا أنه حين دهنته بزيت الصبّار بدا لامعا بشكل فانتازي مثير، تحت شعاع شمس الظهيرة، عندما كانت تحدق متكئة على درابزين الشرفة، في عربة الماركيز العابرة للشارع في موكب...
"هل هناك من لا يشبه نفسه على هذه الأرض؟". (أمير تاج السر، "إيبولا"، 76) أية حماقة تجعلني أومن بأن كل الأشياء لا تشبهني؟ وهذه المخلوقات جميعها: الأرض، السماء، الإنس، الجن، الملائكة، العفاريت وكل هذه الأشياء التي تحوم حولي، والتي احتّلتني اعتسافا، وانتحلت ذاتي من غير إذْن أليست أسرارا تشبهني؟...
داخل عتبات المستحيل : (( لا أدري إن كان ما وقع في حلْمٍ، أم في واقع، أم في حلْم يقظة. كل ما أدريه أن وقعه في وعيي قائم بنسجه بطريقة غريبة. مثل المطلق يصهر الحاضر في الآتي أو في الماضي. استحضر كل هذا و انطلق في حكيِه.)) ... داخل دائرة أفق مستدير و محيط من كل الجوانب، كنتُ أحضره و بجانبي زوجتي و...
اصطحبها الى غرفته .. وحيدا كان يطارح غربته، بعد أن نقلته الشركة التي يعمل فيها الى مكان بعيد . عائلته المكونة من خمسة أنفار تهوي على ظهره بسياط الجوع فيزداد انحناء ، راتبه لا يكفي لدفع فاتورة الكهرباء ، والضرائب وحاجيات الأولاد . لم يعرف غصنه النديّ وعوده الفارع غير جسدها البضّ ووجهها المدور...
.. كان هاتفي يشير إلى الساعة الواحدة بعد منتصف النهار. بجانبه تغفو رواية لــ "أمبرتو إيكو" ترافقني منذ دهر، ويحرجني النظر إليها. أشعر بعتابها، ألتمس لنفسي بعض العذر وأبعدها عن المنفضة وباقي أغراضي المبعثرة على طاولة المقهى. ضجيج البارحة لازالت طرَقاته تطن داخل رأسي رغم فناجين القهوة المرة...
عندما يتأهب أولُ خيط أبيض، لينسل من عباءة الليل الداجية. تقفز ملاكُ من فراشها. اسم على مسمى. خلع عليها الخالق، من حلل الجمال، ما لم يخلعه على نساء العالمين، و قد زانت جمالها حكمةٌ، و بعدُ نظر. تحمل ملاك معها طعاما كثيرا، تأكل منه القليلَ، و تلقي بالباقي للطير، و الهوام، و القوارض. تحب ملاك أن...
أمي وهي تتابع المسلسلات المدبلجة أيا كان جنسها وجنسيتها، تنظر إلي بابتسامة بريئة وتخبرني أن الممثلين يشبهوننا، إنهم منا، يتحدثون بلغتنا، ويستعملون مفرداتنا نفسها. وحين أخبرها أن هؤلاء لا علاقة لنا بهم، تنظر إلي شزرا، وتؤكد لي أنهم مسلمون مثلنا بدليل توظيفهم كلمات من الحقل الديني: استمع لهم، ألا...
ينتابني دائما حزن غريب ، كلما فكرت في أحداث مرت بي وعشتها دون أن استطيع فهم سيّاقها ، أو إدراك غايتها ، هي احداث بوقائع غامضة ، يصعب على الانسان العادي تقبلها ، أو فهمِها ، لأنها ضاربة في الغرابة وتفسيرها بطريقة علمية أو واقعية ، يقود مباشرة إلى مستشفى الحماق ، كثيرا ما أتساءل : هل هناك منطق...
تنتفضُ بشدة ممّا سيحلُّ بك غدا، لا رفيق لك سوى الغربة والليل الطويل، تحاول النّوم و الجاثوم يهاجمك مرة أخرى، ها أنت تخرج من الفندق المطلّ على السّاحل لا تدري إلى أين تسعى بك رجلاك النحيفتان، تحمل حقيبة سوداء فيها أثمن ما احتفظت به لأيامك العصيبة. تستنشق أنفاساك وتزفرها مثل قطار ينفث دخانه، وترقص...
أعلى