قصة قصيرة

(أحد نصوص تفاحات إيروس) تدور دائرة اليانغ والين* باستمرار، تتمزق الشرانق وتحلّق الفراشات الملوّنة بعيداً في الزرقة الصافية.. ينسلّ خيط الحرير ويمتدّ من الصين إلى السين عبر طريق الحرير ويلفّ جسد فاتنة العصور. تمسك في يدها كأساً زجاجيةً برّاقة من فينيسيا ترتشف النبيذ الأحمر، وتمسح فمها البلّوري...
لم تكن هذه المرة الأولى التي التقيها وجها لوجه. فقد سبق لي أن صادفتها في محطة الباص، وعمرها آنئذ لم يتعد سنتين تقريبا. كان ذلك حينما وقعت علي نظراتها الجميلة المسكونة ببراءة طفولة صافية، وكأنما ألفت رؤيتي. اقتربت مني بحركات طفل يتعلم للتو خطواته الأولى. أمسكت بسروالي ولفت ذراعيها الصغيرتين حول...
لماذا تنظر إلى يا إبراهيم؟ ولابد أنى أحسست بالخجل. أذكر أنى أطرقت أنظر إلى طبق الطعام الوحيد فوق "الطبلية"، وغمست اللقمة فيه، ثم رفعتها إلى فمي، ورفعت رأسي كله أبحث عن شيء في السماء، فلم أقابل نجمة واحدة. - إبراهيم لا يصدق أنك تصوم وتفطر معي كل يوم سمعت أبي يقول ذلك، ورأيت " عم دميان " يبتسم،...
صحا ميم ذات صباح ليحس ألما في رقبته وصداعا خفيفا في رأسه، قال: لعلي لم أضع رأسي في وضع مريح على الوسادة، ونسي الموضوع، لكنه عندما ذهب ليغسل وجهه وأحنى رأسه قليلا تحت صنبور المياه أحس الألم والصداع يشتدان، فعاد يتحسس رقبته لعله يحدد موضعه، فلما فشل قال في نفسه: لعله برد أصاب رقبتي، فقد تركت...
وجعل يحدق في الشمس التي على الماء. يشد مطاط "المايوه"، ساتراً كرشه الصغير، ماسحا ثدييه الساقطين أعلى بطنه، وكتفيه المجعدين بجلد محتقن. يتلصص بعينين ضيقتين، تبدوان عاشقتين للحياة، لكنهما في حقيقة الأمر كليلتان بدرجة تبعث على الحزن. يهمس لنفسه "امش أيها الكهل. لا تقف هكذا خلف الشماسي". سار بين...
في تلك الساعة فقط, أيقنت أنني قصير, مع أنني أعرف ذلك منذ أربعين سنة, لكنني أعاند نفسي وسواي, وأقول بأنني على جانب من الطول ولست قصيرًا كما يظن أقراني. هذه المرة وأنا في حفلة السيد الوزير, تأكد لي أنني قصير بالرغم من الحذاء العالي الذي يخفيه ذيل بنطالي, نظرت إلى ضيوف الوزير بشيء من الريبة...
لم يكن أحد يعرف من يكونون، إلا أنهم كانوا يسكنون. يدخلون إلى تلك الفيللا من بابها الواسع الذي تتهدل على جوانبه أغصان وأعراس ونباتات غير مشذبة، فكل سكان الفيلات المجاورة يهتمون بتشذيب نباتاتهم وإقامة حفلات ليلية. لكن تلك الفيلا تبدو مهجورة. إلا أنهم يدخلون إليها برغم أنه لا أحد يعرف من يكونون...
القسم الأول -1- فكرت , وأنا اجتاز الرصيف , بين بيتنا ومحطة الترام : لمن الشعر الدافئ , المنثور على كتفيّ ؟ أليس هو لي , كما لكل حي شعره يتصرف به على هواه ؟ ألست حرة في أن اسخط على هذا الشعر , الذي يلفت اليه الأنظار حتى أمسى وجودي سبباً من وجوده ؟ ألست حرة في أن أمنح حامل الموس لذة تقطيع خصلاته...
قالت أمي بصوت جهوري : -إسمع ياولدي هذه المدينة لها نساؤها الشريفات العفيفات ، العامريات حمروات الرؤوس شاربات الحناء ، من دَخلها عليه أن يطلب التَّسْليم ، وسَينال المراد ويحقق مبتغاه، إذا كان نقيَّ السريرة صافي القلب . قلت لها مبتسما : -أطلبي لهن الرحمة ، مثل جميع أموات المسلمين قاطعتني: -أروحهن...
سرب من النساء المنقّبات يمرنّ أمامي. أنا الواقف في الدكان أنصت لشوبان متعة أو رغبة في التمايز، لست متيقنا من شيء؟ من أين يأتيني كل هؤلاء النسوة؟ ينبثقن كأنهن زهور الريمان السوداء، التي تنبثق مكتملة، ثم تعود لتطور أوراقها مرة أخرى، إلى الداخل أنظر إليهن في استسلام قدري، وكأنني أرى سد مأرب وهو على...
الشمس تلهب الأرض بنارٍ موقدة، ونحن نلهث تحت وطأة الرطوبة الخانقة، المراوح تقلب الصهد، ونحن نتقلب على الأسرة فى قيلولة قلقة، الشوارع خالية من البشر، إلا من شاب يقف تحت ظل مظلة معرشة بالغاب، يمسك خرطوم المياه ويرش فى الشارع، حتى تتلطف درجة الحرارة ويخفت الصهد، كان جسده طويلاً ممشوقاً كرمح، عيناه...
.في تلك الحالة التدقيق واجب في معرفة الفروق الطفيفة أو الجوهرية في مبحث العدل الإلهى لدى الإمام الغزالي والقديس توما الاكويني. هذا الدأب في البحث الذي جعلني أزيح ركام الكتب من على الأرفف وأرميها على الأرض وأحتمل كماً هائلاً من الغبار والعنكبوت مما جعلني أبدو كبهلول يخوض في الوحل، الذي وصل إلى...
كعادتها تنفض عنها المشاعر القاسيه والأفكار السلبيه وتترك للأمل بابآ مفتوحآ، تسير بشعرها الأشقر المنسدل علي كتفيها وقد تبرأت من تلك الثياب التى تحبس جمالها داخل جيش من اللحمة والسداة، حين تراها حوريه في المهد مدلله، تسير بجوار المسبح، تسير في خفة ورقه وفى ثقه تحتل الأنوثه جسدها ويأخذ الصبا...
( لابد من التنويه أن هذه القصة متصلة بأحداثها وشخصياتها بقصة (تقريظ الفشل)..) (قال الجندي المرح لرفيق السلاح المتجهّم: - هيّا بنا.. فالخبر السعيد أنّنا لن نمكث طويلاً في هذا العالم الحزين!) * لم يكد سمير ينهي فترة التدريب العسكري في إحد مراكز التدريب حتى تمّ تنسيبه للالتحاق بوحدة عسكرية...
أعلى