قصة قصيرة

على قياس الحب اخترعت المرأة رومانسيتها, على الرجال ألا يستغربوا آخر خبر يتعلق بما تفضله المرأة في الحب ثمة دراسة تؤكد أن المرأة تفضل القبل وتقيم للقبلة وزنا كبيرا يتجاوز أهمية احتمالات السرير ؟ أتلصص على التاريخ وأندس مع كليوباترا يوم قررت اغواء يوليوس قيصر وتنكرت بهيئة سجادة . . معظمنا يعرف...
يَعُودُ الصّبِيُّ ذُو الأربع سنوات إلى أبيه جَذْلَانَ، يتقافزُ الفرَحُ الغامِرُ في عينيه الصّغيرتيْن سَنَاجِبَ نزِقةً..أقْبلَ الطّفل مُفْعمًا بالفَخْر، مُحلّقا بأجنحة الانتشاء من إنجازه الباهر، الذي قدْ يُضَاهِي نجاحَ الأخويْن « رَايْتْ « في تحقيق أوّل طيَرانٍ شراعيّ ..لعلّه الرّسْمُ السّاحرالذي...
إنها لبداية سيئة أن تجد نفسك محشورا على نحو يائس داخل إناء معدني، وتتلقى الأوكسجين من أنبوب مطاطي وأنت مستلق على ظهرك في وضع الجنين، بينما أنت متأكد من أن كل شيء في الخارج قد انسحق تماما، وأنك ستتنزه في المقابر بكل سرور وأنت ترضع إصبعك، وأنك ستظل إلى حد ما مراقبا.. مقبرة أمبرطو: بعد قليل سيصلون...
تحلم البنت وهي تجلس أمام الشباك أنها ستنزل للشارع ذات يوم و تسير مع احد ما، ربما تكون مع شاب وسيم يشتري لها الأيس كريم ، ويأخذها بعيدا عن هذا الشارع.البنت وهي تتأمل عابري الطريق تحس بدغدغة خفية وخيالات كسولة لا يضاهيها كسلا الا خروج والدتها من غرفة النوم ليلا ،بجسدها المنفوش الذي يغطيه قميص نوم...
في هذا المساء الدافئ، من يومه السبت سيحتفل شاعر الجلبانة، الحداثي، بصدور ديوانه الجديد الذي وضع له عنوان »»أنا الراحل إلى هناك»« .وبهذه المناسبة الجميلة سيستدعي بعض أصدقائه الحميمين الذين يقاسمونه نفس همومه الشعرية والثقافية بكثير من التقدير، سيشتري كل لوازم السهرة حتى لا يقال عنه إنه بخيل...
بدأت المشكلة بكلمة صغيرة: (قبِّليني). وبدون انتباه، أسرعت فوراً أسأله، أداعبه: (ولماذا أقبّلك؟ ماذا فعلت؟) ثم ماتت الابتسامة في عينيّ، وسرى فيهما توتر توزّع في كل الجسد. ورفعت نظري إليه؛ كنت أجلس على كرسي صغير من القصب، وكان ينتصب أمامي يدير ظهره لباب المدخل، يعض شفته السفلى؛ فرحه برؤيتي لا زال...
«كلمة: المرأة التي تقاسمني آلام الزنزانة والمنفى والفرح و.. و.. و.. أمين كان جسدي حورا.. عندما كان وطني القضية المرفوعة.. آتيك من مفترق قوارب الصمت مدججا بالرفض، بالسخط، باللعنة، بالحب البدوي، بالطفل الذي ينمو كسنابل القمح.. آتيك أحمل راية، ملفعا في راية، من لونها يأخذ القمر حمرة عيونه...
البداية… بغمزة كبيرة، يتقلد الرجل منصب مدير عام لمؤسسة البناء بالبلدية. يجلس إلى المكتب الأنيق صبيا يبتسم في وداعة. فيما بعد يطوف بالموظفين بشوشا لطيفا. الشفاه الجافة تبادله الابتسام. يعود إلى مكتبه. فوق الكرسي المحشو يجلس متفكرا يلاعب ساقيه. طفلا فضوليا، يدور بالكرسي مجربا كافة الأوضاع. يدق جرس...
لم يكن لي في تلك المدينة التي أتيت إليها حديثا سوى صديق واحد غريب الأطوار. و لكي أقتل إحساسي بوحدتي في مدينة غريبة و مدفوعا أيضا بقدر غير يسير من الفضول، رافقت صديقي غريب الأطوار إلى جلسة لاستحضار الأرواح. حين وصلنا كان الصمت يخيم على المكان، شموع و بخور في أرجاء البيت. تحدثنا في مواضيع متنوعة...
حين يحتضر الليل ثم يموت..وتختفي الحشرات الصغيرة, تظلل وجهه الحزين صفحات قاتمة من الصمت, فتكسب الميلاد جوا ممزوجا بالشكوك وتزيد من غموض الكلمة المبهمة..يود أن يكون من قراصنة البحر وأن يلتهم كل جسم يعبر بأسنان من حديد , يسمع صوتا يناديه من بعيد, يتجه نحوه يمزق السكون الذي يسود المدينة الغارقة في...
صفقوا له بقوة , حتى تعبت أياديهم, فهو القاضي العادل الذي لا يخاف في الحق لومة لائم, و لا يلين ولايستكين حتى يحق الحق ويزهق الباطل, وتنبئوا له أن يقضي على الفساد والإجرام في قريتهم. لكن بعد فترة قذفوا محكمته بالحجارة لأنه قاسي وجائر . لا يعرف رحمة , ولا يوجد في قلبه عطف.. وطالبوا بغيره ...
لم ينجُ سليمانُ من مرضِه الذي تنادى له عطارو وعجائزُ القريةِ، إلا بقراءةِ التعاويذ عند رأسِه ومسح جسده بخل التمر وحشر طلاسم كتبت بماء الزعفرانِ في وسادتِه، فقد أستعرت في جسده حرارةٌ فصّدت لحمَه وتركتهُ عظماً أجردَ على الفراشِ طيلةَ أسابيعٍ، وقد فقد الرجاء في حياته. فتح فمه ولم تخرج منه غير ريح...
للمرة السابعة، يرابط ابن عمي على باب مكتب الداخلية الإسرائيلية، لتجديد الوثيقة التي لولاها لما استطاع السفر عبر المطار. اعتاد أن يأتي في الساعة السادسة صباحاً، يفاجأ بطابور طويل من الناس الذين جاء بعضهم بعد منتصف الليل بقليل. أخيراً، لجأ إلى منظمة اسرائيلية غير حكومية، تبنى مديرها الموضوع للمرة...
تدفّقتُ من سفح جبلٍ رمادي، ترقرقتُ بعذوبتي الصافية بين الصخور العارية، شربتُ زرقة السماء حتّى تلألأتُ كالبلور الجاري. عزفتُ بخريري أنغامي الهامسة تحت ظلال أشجار البلّوط والجوز. كانت عرائسي تعانق خيالاتها وتراقص الضوء المتسرّب من أعالي الأشجار.. دوائر فالسٍ وسورات هيامٍ وكركرات فجرٍ.. هي البهجة...
منذ ثلاثة أيام (نحن الان في اواسط شهر يوليوز)، كما يحدث منذ رأيتها قبل خمس وعشرين سنة، وشاهدها غيري قبل عقود كثيرة، ارتدت السيدة الهندية ديفي مظلتها، فهربت رشيدة خاتون ، قطة صاحب صالون الحلاقة، إلى زاوية قصية في الشارع المقابل، بينما ظهر عندليب شجرة التين المحاذية لصالون الحلاق، وفرش جناحيه وأخذ...
أعلى