مقالة

عندما أكل آدم وحواء من شجرة المعرفة خسر الإنسان فرصة الخلود، هبط أبوانا علي الأرض. ثم جاء التأكيد الثاني علي محدودية عمر الكائن في الحمام! نزل جلجامش يستحم وترك عشبة الخلود علي الشاطيء فجاءت الحية وأكلتها، لكن الملحمة البابلية لم تعتبر جلجامش مذنبا، إذ يكفيه بؤسا أن الموت صار له نصيبا. وبنوع...
( دعتني هندُ للذهاب معها إلى الحمّام الشعبي الوحيد، حيثُ تتكدّسُ الأجسادُ الملتهبةُ والجائعة على الدوام / التوقيع: ريم العباسيّة البغدادية )*. هل نذهب معكما يا جميلتان لا لنستحمَّ ولكن لنتسمعَ لما يجري هناك من أحاديث ونرى ما تعرّى من أجساد أنثوية لا يراها عادةً إلا الأزواجُ؟ تحفّظت هندُ...
لماذا دائما نحن الى الماضى؟ هل لأن الماضى قد مضى بخيره وشره؟ أم لأن الماضى هو مجموعة من الذكريات فى الزمان والمكان تحتل ركنا أساسيا من ذاكرة البشر؟ أتذكر دائما ذلك الزمن الجميل كلما وجهت عينى نحو الحاضر الراهن بكل قسوته وجبروت ايقاعه اللاهث، وذلك الصخب العنيف الذى يعيشه أبناء المدن الكبيرة مثل...
حدث لي مرة أنني احتجت لسكانار لحاجة ملحة بل شديدة الإلحاح بخصوص عمل كلفت به وله مردود أدبي هام ومردود مالي لجيبي الخاص غير هام . وحين طفت بمحلات بيع الأدوات الإعلامية محي من ذاكرتي لفظ سكانار محوا تاما وبقي عالقا في ذاكرتي لفظ ماسح ضوئي . لم أجد صاحب محل واحد لبيع الأدوات الإعلامية فهم مقصدي ...
إذا كانت الشهرة كما يقول الشاعر الألمانى الكبير ريلكه هى حصيلة سوء الفهم الذى يتجمع حول اسم جديد، فإن هذه المقولة تنطبق كثيرا وخاصة فى عالمنا العربى على الناقد الكبير إدوارد سعيد. فهو عند كثيرين من المثقفين العرب الناقد الذى أنصف الشرق من ظلم الغرب له، وهدم صرح الخطاب الغربى المغلوط عن الآخر،...
بين المطالعة والتدخين مشابهة قريبة في خصلة واحدة، وهي أن المدخن الأصيل في ذوق التدخين يستطيب صنفاً واحداً من التبغ لا يساوي به صنفاً آخر. بل قد يتساوى لديه الإقلاع عن التدخين بتة وتدخين صنف آخر غير الذي تعوده واستراح إليه وكذلك القارئ المطبوع، يتوشج مزاجه على صنف واحد من القراءة يوائمه ويتصل...
ليس من شك في أن ثقافتنا الحديثة تقوم كما قلنا في المقال السابق على أساسين: بعث التراث العربي القديم والأخذ عن أوربا، ولقد كان للحملة الفرنسية في ذلك أبلغ الأثر وذلك لأمرين: نقل الطباعة إلى مصر وفتح منافذ بلادنا على العالم الغربي. ولا ريب في أن عودة الفرنسيين إلى بلادهم حاملين آلات الطباعة التي...
كانا في القاهرة، في شهر يونيو 1957. أحدهما هو التهامي الوزاني (1903-1972) الذي حل بالعاصمة المصرية في طريقه لأداء مناسك الحج، والثاني محمد برادة (1938) الذي كان يتابع دراساته بها منذ سنة 1955، لكنهما لم يلتقيا. بيد أن التجربة القاهرية التي عاشاها تركت بصماتها في نصين لهما: فقد كتب التهامي...
لبعض الهيئات الإنجليزية نشرات دورية تصدر بأسماء الكتب التي تؤلف وتطبع في الموضوعات المختلفة شهراً بعد شهر وموسماً بعد موسم، وترسل إلى من يشاء في أنحاء الأرض للتوصية والانتقاء في النشرة التي صدرت أول السنة الحاضرة أسماء كتب كثيرة في موضوعات مختلفة، منها كتاب بعنوان النسر والحمامة، من تأليف...
وأما قصة حماد مع الطرماح بن حكيم، فقد تكون صادقة، وقد تكون كاذبة. فنحن لا نملك تصديقها أو تكذيبها. ولكننا نضع بين يدي القارئ ما يقوله الجاحظ (البيان والتبيين، ج1 ص54) في الطرماح بن حكيم: (ولم ير الناس أعجب حالا من الكميت عدنانياً عصبياً، وكان الطرماح قحطانياً عصبياً. . . وكان الكميت يتعصب لأهل...
يقابل هذا من أدب الرجل في أبدع صورة وأبهى معانيه قول المعتمد بن عباد وقد حال حاله وتحالفت عليه صعاب الأمور وأخذته الأعادي من كل حدب وصوب ونصح له الناصحون أن يسايرهم ويخضع لهم فانبرى يقول: قالوا الخضوع سياسة ... فليبدُ منك لهم خضوع وألذ من طعم الخضوع ... على فمي السم النقيع إن يستلب مني العدا...
الفلسفة والتواصل أم الفلسفة أو التواصل؟ يَعتبر عمر مهيبل أن التواصل “موضع أشكلة من حيث الدلالة اللغوية، إذ أن هناك مفاهيم متعددة تتلامس معه ولا تنفصل عنه” . بعودتنا إلى اللغة العربية نجد أن مصطلح التواصل مشتق من المصدر الثلاثي وَصَلَ، ومن المعاني التي يذكرها ابن منظور في لسان العرب، نجد الوصْل...
كتبت منذ أسابيع مقالاً بمجلة (آخر ساعة) عنوانه (أريد من هؤلاء) قلت فيه: (أريد من زعمائنا أن يشغلوا أوقات فراغهم، لأن الذي لا يحسن تدبير الفراغ لا يحسن تدبير الأعمال) ثم قلت: (وندع رجال السياسة والأعمال، ونلتفت بعض الالتفات إلى طائفة من كبرائنا لها في العصر الحاضر عمل لا يغني عنه عمل الآخرين...
عرف الشعر المغربي المعاصر كباقي الشعر العربي، والعالمي، تبدلات وتحولات طالت لغته وبناءه، وكيفيات صوغه، وامتدت تلك الأحوال التي اقتضاها منطق التطور إلى رؤياه. ويمكن تحديد تلك الحقبة التي شهدت هذا التطور اللغوي والجمالي، في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن المنصرم، وفي ما تلاه من عقود بالقوة...
لقد بدأت الكتابة في أواخر الستينيات وسط حركة أدبية جديدة في مصر أطلق عليها جيل الستينيات. كان لهم مجلة عنوانها « جاليري 68 « يقدمون فيها أعمالهم القصصية والنقدية، وكان لها وقع كبير في الحياة الأدبية، ولم يكتفوا بها بل كانوا ينشرون في مجلات هامة مثل «المجلة» و«الطليعة» و«الهلال» وأحيانا ينشر...
أعلى