سرد

قال له : ثمة جنون يجعلك تتعلق بأذيال امرأة ، وثمة جنون يدفعك إلى أن تلملم مشاعرك في حقيبة الرحيل وثمة جنون .. - نون ، نون ) كرر الببغاء ( - جنون ، جنون )ردد له ( - نون ،نون .. - تدري ؟ نون النسوة مبتدأ الجنون وخاتمته! .. داعب ريشه .. -نون ، نون ، رددا معا . *** حين أحببتها ، أحببتها وكفى...
هذه حكاية البني التي تأكل الزجاج الملونة و تخرجها قناني بيضاء:السعدية بنت النجار! كان أبوها مختصا في استرجاع بقايا صناديق الخضر و الشاي ليصنع منها صناديق للزينة أو خزن ثياب المناسبات و الحلي٬ أي كل ما جميل و ثمين٬ كان « يخرج العجب من يديه!» و كانت هي أول عجب صنعه:«الطولة٬الرشاقة٬و السر٬و...
الرّابعة صباحاً وبعضُ دقائق. جسدٌ ضئيلٌ يتهادى في تعرّجات طريق خالية. رذاذُ ضباب غريب في مدينة غيرِ مُتعوّدة بعدُ على رذاذ ولا ضباب. النّسماتُ الباردة لا تجد سبيلاً لتلمَس الجسم إلا من خلال الوجه. المصابيح العمشاءُ ترسل أضواءها الشّحيحة، التي تُنير بالكاد طرقات الحيّ الناعس. الحشراتُ التي...
كان الشيخ ياسين محبا لأفراد عائلته وأصبح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجو العائلي الذي ألفه كما أنه لم يستطع صبرا على أولاده الذين غادروا البيت الكبير بعد زواجهم إناثا وذكورا . فكان يفكر في طريقة للم ّ شمل العائلة ولو مرة واحدة في الأسبوع . فوجه دعوة لأولاده وأصهاره لحضور مأدبة أعدت خصيصا...
واستمر السلم يتصاعد تحت قدمي، والنجوم الصغيرة تكبر أمامي مما يدل على اقترابي منها وأنها تبدو أوضح ! والحرارة تسمط خشب السلم ، فأرفع قدمي الحافيتين عن درجات السلم إلى غيرها فلتذعني نفس السخونة ! وفي كل درجة تشوى قدماي كأنها الوحيدة في المدار التي تبتلع الفلقة بالمربع والمستدير والعمودي ! وأشعر...
كان منظرها يدعوني بشدة لملامستها ومداعبتها....... ما تلك الرّقة الفائقة، والنعومة الوارفة؟ سبحان الله! إنها تتضوّع عطرًا منعشًا لا يُقاوم... تتمايل ..... تناجي حبات النسيم.... كأنها رسائل تدعو المحبين للودِّ والصّفاء... كان الإغراء شديدًا لدرجة أنّي لم استطع كبح نزعات نفسي ورغبتي الجامحة في...
سري أنا إبنة السابعة والعشرين عاما يختلف عن بقية الأسرار فهوبدأ مع بداية السنة الثالثة لزواجي من زوجي خليل، في تلك السنه بدأت أعاني من شجارات كثيرة معه ولن اقول انني ملاك ولا اخطئ ولكنه كان سبب معظم تلك الشجارات فهو دائما يعيرني بعدم انجابي للأطفال!!! وكأن الذنب ذنبي ان الله لم يمنحني طفلا يملأ...
كعادتها تنتظر قدومه بفارغ الصبر، لم يأتِ موعد رجوعه بعد، تحاول أن تشغل نفسَها بأمور تجعل الوقت يمر دون أن تشعر. هذا اليوم تصنع له قبعة من الصوف، والبارحة كانت قد صنعت له سلة من القش لتضع فيها ورودهما المجففة، وفي الغد ستصنع له قفازات، وكل ما هنالك أنها تنتظر، تارةً تجلس بصمت وتارةً أخرى تعيد...
كانت تجلس في زاوية على درجات جسر لمحطة القطار المحلي و على جانبيها ولدان صغيران كانا يتراوحان بين الغفو و الصحو. ربما كان عمرها يناهز العشرين. وعلى الرغم من آثار التعب والمشقة الظاهرة على محياها، كانت ملامح وجهها و منظر جسدها الخارجي تشي بأن كانت لها أيام النعمة ورفاهة البال قبل أيام الشقاء و...
الشتاء بأظافره -التي كمخالب الدببة الأسترالية- يكشط جثث البراغيث عن جلده الأسمر، ظنّها جلداً ميتاً، وقدّر أنه تحوّل بطريقةٍ ما إلى زاحفٍ قرر تبديل جلده في الموسم المناسب. الفانوس العتيق على كوة جدار غرفته الطينية رسم من الظل كائنات ناهضة على أحد الجدران العارية من الطلاء، كانوا يرقصون في الخارج...
سألتها... والبوابة الحديدية تئزأنينا مع دفع يدي: - لم تحول السور صخرا وإسمنتا يقصف الخضرة اللينة الماضية؟ لم رحل القصب المصطف بأخوة على امتداد أرضنا ينسج سورنا الشفاف؟ ...وهذه البوابة الحديدية متى علاها كل هذا الصدأ؟ ولكنها لم تكن أمام البوابة لتجيبني. على الممشى الترابي الطويل مشيت. باب الدار...
لم يسرق صابر الشمس وا نما هي مجرد تُهمة لفّقها المحقّق وأقرّتها محكمة الجنايات... أخبرني صاحب الكلام أنّ صابر لم يكن في يوم من الأيام من عُشاق الشمس ولا من أصحابها ولا من هُواة أشعتها... كان يعشقُ الظل ويمشي حذو الجدران حتّى لا تراه الأعين الضّارة،كان منكفئًا على نفسه لا يهتمّ بأحد... كانت صلعته...
وجهي احترق جسدي مثخن بالجراح... وروحي متهالكة! أقف أمام مرآتي وذلك الصوت العابر للسنوات الست يصم أذني، ألمح في المرآة رفات امرأة تتنفس! هذا ما بقي مني، مرآتي يا مرآتي! من هذه الغريبة التي أراها في قلبك؟ فتجيب بوقاحتها المعهودة! أرى الانعكاس بركانا يتهيأ للإنفجار وتدمير كل شىء في دربه...غير...
اندفع الغضب والتملك إلى عينيها دفعة واحده ، تشنجت عروق رقبتها المصفرة البارزة ، واجهتني مثل قطة جائعة تنقض على دوري يتدرب على الطيران ، قالت من بين أسنانها المنخورة : - وأين بقيه الراتب..؟ هذه المرأة لا تعرف غير الحاجة والفقر والمطاردة ، أراقبها كل شهر ، تصر النقود القليلة التي احضرها في حقيبتي...
1- ذات صباح مضطرب في منتصف كانون الثاني يستيقظ شاب عشريني رُغمًا عنه بضعف جسديّ وعقل مشوش، ليجد بردًا قارصًا وشمسًا متوهجة تشعل ضوضاء السكون التي تلازمه. “إنّ هذا البرد لن يفارقني ما دمت حيًا” ـ لفظ بها ببرود قبل تحرّكه من فراشه، ثمّ قام بإشباع رغبته الحيوانية بوضع قطة خبز في فمه وارتدى ملابسه...
أعلى