نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
1
لطالما تساءلتُ و أنا أقرأ في ملاحمِ المنكوبين و المصلوبين و المُعذّبين، كيف أمكنهم أن يصمدوا حتى لحظةِ لفظِ نفسِهم الأخير؟ كيف أمكنهم أن يجتازوا مراحل التعذيب المختلفة، الواحدةَ تلوَ الأخرى، دون أن تحدثَ -و لو لمرةٍ واحدة- تلك الفضيحة الهائلة؛ حينما يصرخُ الواحدُ منهم بأعلى الصوت: "بحقِ...
مرت أسابيعُ بعد عبور أبى إلى النهار، فتوهَّمتُ أن استرحتُ من وصيته الأخيرة المربكة، لكنه جاءنى، ليلة أمس، منامًا وأعاد علىَّ ما كان يوصينى به مراراً وتكراراً مريراً: لازم تحل مشكلة السطح.. العجيب فى الأمر أن المرحوم أبى كان يُفاخر بأن إحساسه عالٍ بالأمور المهيأة للتفاقم، ولطالما استطاع علاج جسام...
عندما تحثي يدهم الطويلة البارود في وجهي وأتبخر
سأتمنى أن أكون شجره ../ لتنامي في ظلي ..!
..
..
تفرك عينيها ، بصوت المذياع ..
أخبار الحرب ..
تسمع وتشمّ كل شيء
الغبار الذي تثيره أحذية الدبابات ، غناء صافرات الإنذار ، النكت السخيفه التي يتبادلها الأسرى
البدل العسكرية المنسوجة...
أ××- متن :
يحدث أن :
تمر بخاطري بعض الذكريات كمشاهد قديمة لفيلم رديء .. هكذا تكون مبتورة السياق .. كأنما ولدت لوحدها .. خارج الزمن وخارج الحياة ..
أحاول أحيانا أن أتذكر أي شيء له صلة بها .. أي صلة .. مهما كان حجمها .. سواء كان أثرا أم تأثيرا أم ارتباط بأحداث أخرى مهما كان شكله .. ولكنني أفشل...
كنت متكئة على جدار الغرفة الخارجي. أسفل النافذة المطلة على الزقاق حين سمعت صراخ البنت الصغرى. وكان صباح مثالي لممارسة رياضة المشي أو الركض أو ركوب الدراجة لذا أغمضت عيني ورحت أسترجع شريط ذكرياتنا معا. قبل سنوات في مثل هذا الوقت من كل يوم كنت أكون على أهبة الاستعداد. جسدي لامع و نظيف مثل مهرة...
في طفولتي ، كان والدي يأخذني ، أنا وأخي سامي ، معه إلى الشّغل ، وأبي يعمل في مهنة البناء ..
وأخي سامي يكبرني بسنتين وأكثر . يأخذنا في أوقات العطل المدرسيّة ، وأيّامالجُمع، أو المناسبات القوميّة والوطنيّة ، أو العطلة الانتصافية .. أو العطلة الصّيفية .. وكان والدي لا يأخذنا للشغل بدافع أن يكسب من...
نعم ..
يحقُّ لي مقاضاة الفنان العبقريّ "عادل إمام " .. فهو من تسبّب لي بأكبر كارثة في حياتي .. كيف لا .. وهو من تسبّب في محاولتي الإقدام على الانتحار.. فكدتُ أن أموت .. وبقي الجرح في صدري وسيبقى إلى أن أموت .
ولكي لا يبدي لي أحد دهشته واستغرابه .. وينبري لي للدفاع عن هذا الفنان العملاق ...
يوم أن نزلت التحرير للبحث عن زوجتي في 30 يونيو؛ كنتُ والله نازلاً فقط من أجل البحث عنها، لا أكثر ولا أقل..
.................
وأنا في الشارع كان المنظر غريبًا عليَّ وعلي التاريخ المصري بأكمله، جميع تليفزيونات البلد مفتوحة علي أعلي صوت والكل ساكت، حفلات الست نفسها لم تحظي بهذا الصمت! ذلك اليوم...
أنا رجل كثير الأحلام، وبالدقة، كثير الكوابيس، أدخل في بيت معتم، وأخرج من العتمة يأخذني عنكبوت أشقر برأس أسود ويشبك سيقانه حولي، ثم يرميني الى بيت آخر بين حفنة حشرات وزواحف تلسعني وتضحك، لا أدري هل تضحك الزواحف والحشرات؟
بمرور الزمان تغيرت الحالة تماماً، صارت الكوابيس واضحة وجارحة ومفهومة، أرى...
وديدة تنهض الآن من نومها الأبدي، ترتدي فستانها الوردي، تمشط الشعر الذي ينسدل على الكتفين، وتمضي في طرقات بيت لحم الوديعة، تلقي تحية المساء على مجموعة من الشباب التابعين للجان الحراسة العزلاء، تحدثهم عن شهداء اليوم الذي مضى، وتقول إنها لم تعد تذكر العدد الكلي للشهداء، لكنها تعرفهم واحداً واحداً،...
كانت بعجيزتها الضخمة ، وجسدها المترهل ، تملأ المقعد العريض الذى كان فى الأصل طبلية صغيرة تكفى لعرض أطباق طعام شخصين، علت سطح هذه الطبلية وسادة ترهلت وتدلت أطرافها من كثرة جلوسها ،أما هى فتتدلى قدماها إلى الأرض لتستقر بالكاد فى فردتى شبشب اسفنجى ، ومن أعلى تخفى شعرها الأبيض خلف غطاء لا لون له ،...
تذكرت ذلك الولد الذي حملته معي مرّة كأرنب وديع لنمتطي الشاحنة معاً في توصيلة بين بريزينة وزاوية سيد الحاج الدّين بولاية البيّض،حين وجدته حافيا على قارعة الطريق ،بين صقيع الأرض الصلبة صلابة أهلها ورمال متليلي الزاحفة نحو الغرب، كنت حينها أتساءل في قرارة نفسي : هل يعلم هذا الطفل بشواطئ سيدي فرج...
1
هذا الليل ليس ماكينة أحلام كبيرة تطيِّر العقل.
فقط لو أن له أذنين ليسمع كائناته، هذه العربة الحمراء الطائشة تحت شِباكي، أزيز الرياح الباردة التي تحرك الستائر ودرفة الشيش، هذا الصوت الموحِش للأشياء، يجلها في مرتبة واحدة معي.
في الأسفل نباح الكلاب يمتزج بصخب الضحكات لبعض الشباب الصغار، هؤلاء...
قررت أن أورث ابني مهنتي . كان القرار مدروسا ولم أتعجل في اتخاذه فالأسطى بومة العجلاتي هو أول من أشار عليّ بذلك حتى لا يضيع المحل بين الورثة وكلهم طامعون ، وجاء الريس بيومي الحنش فهمس في أذني أن هذا خير يعم على الجميع فبذلك لن يدخل غريب الزقاق أما صديقي الصدوق سدرة الخياط الذي أكرهه ، وأتبادل معه...
نظر الممثل إلى الكاميرا وهو يمسك المسدس بيده ، وضعه داخل فمه مستعدا متوثبا ، ينتفض خوفا ويتداعى رعبا ، الجميع ينتظر إطلاق الرصاصة الوهمية داخل فمه .. يزحف الإبهام على جلد الزناد المبطن ببطئ ، ينظر إلى الكاميرا من جديد ، يضغطه بقوة وشراسة ..
ما حدث لم يكن متوقعا ؛ إذ انفجرت جمجمته إلى أشلاء...