مختارات الأنطولوجيا

بلادي من يدي طاغ = إلى أطغى إلى أجفى ومن سجن إلى سجن = ومن منفى إلى منفى ومن مستعمر باد = إلى مستعمر أخفى ومن وحش إلى وحشين = وهي النّاقة العجفا بلادي في كهوف الموت = لا تفى ولا تشفى تنقّر في القبور الحرس = عن ميلادها الأصفى وعن وعد ربيعي = وراء عيونها أغفى عن الحلم الذي يأتي...
ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي = هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ الضاحياتُ، الباكياتُ، ودونَها = ستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع يا دُمْيَة ً لا يُستزاد جمالُها = زيديه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع ماذا على سلطانِه من وقفة = للضَّارعين، وعَطْفة ٍ للخُشَّع؟ بل ما يضركِ لو سمحت...
سأحاول أن أكتبَ بالورد عن الورد وبالبحر عن البحرِ وبالشمسِ عن الشمس وبالغيم عن الغيم، وأن أكتب بالليل عن الليل. قد أنجح أو لا أنجح لكني سأحاولُ إبعاد الكلمات عن النص فقد حجبت عنّا ظل الأشياء. *** حاول أن تكتبَ شعراً لا لغةً أن تطرق باب المعنى بالمعنى أن تطرق باب الصورة بالصورة لا تتوسل للشعر...
إشارة : ( نعم : أنا إرهابي ! الغربُ يبكي خيفةً إذا صنعتُ لعبةً من عُلبةِ الثقابِ وهو الذي يصنعُ لي من جسدي مشنقةً حبالُها أعصابي والغربُ يرتاعُ إذا أذعتُ ، يوماً ، أنّه مزَّقَ لي جلبابي وهو الذي يُهيبُ بي أنْ استحي من أدبي وأنْ أذيعَ فرحتي ومُنتهى إعجابي .. إنْ مارسَ اغتصابي)...
لولا حيائي منك ، لولا خشيتي لقلت لك : السم في كأسك ، والخنجر في العباءة يا أيها الجالس خلف الحجرة المضاءة على جلالك السلام .. وأومأ الامير للسياف : يا غلام اطح براسه وضاع الصوت في الزحام واعجبا يا سيدي كأنما أغوص في حلم من الأحلام فانني كنت نصحت مذ ألف عام متوجا مثلك - مأعدله وأعدلك ! لكنه اذدرى...
يَمُرُّ غَيْركَ فِيهَا مُحْتضرُ لا برق يخطف عينيه ولا مطر وأنت.. لا أسألأُ التاريخ عن هرمٍ في ظلِّه قمم التاريخ تنتظر عن عاشق في الذُّرى.. لم تكتمل أبداً إلا على صدره الآيات والسور عن الذي كان عصرا شامخا ويدداً تشد عصرا اليها وهو ينحدر يمر غيرك بعض العابريت على بطونهم يثقلون الأرض إن عبروا كمثل...
دنيا لا يملكها من يملكها أغنى أهليها سادتها الفقراء الخاسر من لم يأخذ منها ما تعطيه على استيحاء والغافل من ظنّ الأشياء هي الأشياء! تاج السلطان الغاشم تفاحه تتأرجح أعلى سارية الساحة تاج الصوفي يضيء على سجادة قش صدقني يا ياقوت العرش أن الموتى ليسوا هم هاتيك الموتى والراحة ليست هاتيك الراحة * * *...
86 زهرة رمان،لمانعة صواعق العراق : الحزب الشيوعي العراقي (*) لا نحتاج وصايا تقرأنُا ولا مقاعدَ للفرجه ْ الشمسُ لدينا تبحث ُ عن كوة ٍ لتكنسَ رائحة ً لزجه ْ وطني لم يعد صالحا للشرب أتئد.. أنا ليس أنت َ أنا: صاحبي . كتبي وما أرتديه : أصدقائي عفوا.. تذكرتُ ليس لي أصدقائي وليس لهم : مِن وطن ٍ...
تابع الفصل الثالث عشر - الأخلاق إن الضيافة فضيلة في الشرقيين تثير الإعجاب الحق للغاية. ويستحق المصريون من أجلها كل ثناء. ويطلق عادة على الزائر أو الضيف في مصر كلمة (مسافر). وقل في مصر من يفكر في تناول طعامه وفي بيته غريب دون أن يدعوه إلى مؤاكلته إلا إذا كان المدعو من طبقة دنيا فيدعى إلى مائدة...
=صُنْتُ نَفْسِي عَمّا يُدَنّس نفسي، = وَتَرَفّعتُ عن جَدا كلّ جِبْسِ وَتَماسَكْتُ حَينُ زَعزَعني الدّهْـ = ـرُ التماساً منهُ لتَعسِي، وَنُكسي بُلَغٌ منْ صُبابَةِ العَيشِ عندِي، = طَفّفَتْها الأيّامُ تَطفيفَ بَخْسِ وَبَعيدٌ مَا بَينَ وَارِدِ رِفْهٍ، = عَلَلٍ شُرْبُهُ، وَوَارِدِ خِمْسِ...
عرف الناس طه حسين كاتباً وقصاصاً وعالماً وباحثاً وإسناداً ومربياً ووزيراً، ولكنهم لم يعرفوه شاعراً، ومن هذا المقال سيعلمون أنه عالج الشعر في صباه ثم انصرف عنه في شبابه. فلو ظل يعالجه لظفر بالأولية فيه كما ظفر في كل شيء. بدأ معالي الدكتور طه حسين باشا حياته الأدبية شاعراً لا كاتباً. فلهج بالشعر...
ما تبقى من العمر إلا الكثيرْ. ما تبقى من العمر إلا الكثير، فماذا أسمي البياض الذي يتعقّبني غازياً أم أسيرا؟ قم من الليل، يا لابس الخيل كيما ترى أفقاً ناسكاً ونهاراً طهورا إن قلبي ينوس وحيداً وقد فارقته البواكير واستخلفته الأساطير ينزف ماء الزمان على الساعة الجامدةْ واحدةْ: كانت السنوات تعبّ...
عشبة في حطام المراكب جمرة في صحارى الكلام لا إله يضيء الخرائط لا شواطئ فيها ننام هكذا ننتهي: وجعٌ في ثنايا الرخام مسّنا هاجس الغائبين فارتكبنا السفر نحن لسنا أنيناً أو بقايا شجر نحن هذا الزحام في سماء البشر خالطتنا الوحوش والطيور الرقيقة نحن بدء الذهول وجنون الحقيقة عشبة في حطام المراكب جمرة في...
لأنكثن بوعدي إذاً فالشفاه التي تردد الكمال الصاخب تردد الموت. والموفدون إلى هذا الليل ليبنوا أدراجه اللولبيَّة يبعثرون الرخام الذي حملوه. أمَّا المشهد المقام على أنقاض حاله فهو على حاله. والحلة على حالها. والموت وحده الأكثر وحدة بين الأسرى. لكن ما الذي يفعله الموت هنا؟ ما الذي يفعله الموت...
أفقتُ على طرق الباب. نظرتُ إلى الساعة: العاشرة صباحا. لا تستطيع -إلا في هذه الأيام- أن تبقى نائما في قلب درب عمر، حتى العاشرة صباحا. لبستُ الجلباب على البيجامة، وفتحتُ الباب للمقدم (من غيره يمكن أن يطرق الباب؟). لكنه لم يكن المقدم. كان صديقي الذي يسكن بالبرنوصي. لم يُسلّم. ابتسم فقط، وقال بأدب...
أعلى