طالما سمعنا عن صالونات أدبية وفنونية في شتى بلداننا العربية وغير العربية. كان منها صالون الخميس الأول لانعقاده في أول خميس من كل شهر في التسعينات.
وفي لندن كانت هناك لقاءات «العروة الوثقى» في الستينات. الشيء الذي يغيب عن الذهن أن ظاهرة الصالونات الفكرية ليست بجديدة في تاريخنا العربي، وإن كنا...
فى آخر الفصل الأخير من كتابى الصادر مؤخراً تحت عنوان «شجون مصرية» ختمت كلامى بالعبارة التالية: وعلى الرغم من كل ما سبق «أقصد المعوقات الحكومية والشعبية للثورة الثقافية» فلابد لنا من ثورة ثقافية وإلا عادت بنا عقارب الساعة إلى الوراء ستين سنة، فصرنا سنة 1952 أو بتحديد أكثر سنة 1954، يعنى تكرار...
إن جسد الإنسان (رجلا أو امرأة) وعقله وعواطفه تنطوى على إمكانيات كبيرة مذهلة، لا تنكشف إلا من خلال الأعمال اليومية الخلاقة، والتى قد نراها كل يوم أمام عيوننا، يقوم بها نساء ورجال بسطاء ممنْ نسميهم «عاديين». ذلك أن عملية الخلق أو الإبداع قد ارتبطت فى أذهاننا ووجداننا، بأشكال محدودة اقتصرت على طبقة...
قررت ْ مجموعة من كلاب صنعانية تعيش في حي مذبح الذهاب إلى حفل كبير دُعيت إليه مؤخراً من مجموعة كلاب أخرى تعيش في حي شميلة شرقي جنوب صنعاء، وكان من الواضح أن هذا الاحتفال سيكون الأكبر من نوعه، فالاستعدادات بدأت مبكراً بحماس منقطع النظير. اُرسلت كلاب هزيلة إلى كل الجهات لنشر الدعوة وأُخذت كل...
نعيش اليوم توها لا ضفاف قارة له، نكاد نضيع في حساء العابر، ولا نعدو إلا خلف الشبه الذي يبعث فينا الاطمئنان بأننا في مأمن من المربك، حتى الأشياء تفقد سمكها حين تتلع أمامنا، بفعل عمى أصابعنا، وارتعاش عيوننا. لا نملك القدرة على الاهتداء إلى المعنى، ومحله نضع كل رصيدنا من اليقين الذي يمنحنا...
هذا هو اليوم الثامن من الحجر الذاتي داخل المنزل، والحمد لله على هذه الشرفة وجميع الشرفات. أتذكّر الذين أمضوا أعمارهم مُقعدين حجر الدهر عليهم وجعل عالمهم بضعة جدران. أحدهم كان مارسيل بروست، أشهر كتّاب فرنسا. كان بروست مصاباً بالربو، لا يستطيع أن يفتح نافذة غرفته المليئة بالستائر السميكة. أدرك...
الغضب تميمة
مثل بزاقة
تتلوى فراشة الوقت
رهافة جناح
عاندته ريح …
لا تسلبي قلبي
هكذا
أظل أوارب الباب
قدماي باتساع خطوة
ويداى تحاولان
هذه الريح تحكي
والنافذة تئن
لكن الشباك لايتسع
ثمة آهة
وفرح مخبأ
أيتها الكلمات
لا تأخذيني على
محمل الضحك ..
قرأت قصة لماركيز
تأملت قصائد ل
سعيد المحروق
ادريس بن...
1.
الشعر لا ينام. هو في الأعماق القصية لمحيطات الكلام يتموج ليل نهار. هناك، في تلك الأعماق التي لا يراها إلا العاشقون للحرية والإبداع، يحمي المعنى ويمنحه قوة الضوء الذي لا يخبو. كذلك استقبلته اللغات عبر تاريخها، والشعوب في حضاراتها. لا نعرف لغة يغيب عنها الشعر، ولا نعرف شعباً لا يتغنى بالشعر...
لطالما نظرنا للربيع فصلاً ليقظة الجسد قبل الشعور. صحوة الفكر بعد خمول القراطيس وعُطل المعاجم وفتنة التواريخ. ونستطيع أن نضيف الى هاتين اليقظتين، يقظة الطبيعة المتسيّدة صفحةً جديدة في كتاب الوباء الأسطوري. وليس في هذا الزفاف، المساق دورياً، غير استعادة محض من أجل استكمال أركان هويةٍ مُضعضَعة،...
عمري الآن خمسون عاماً، وهو نفس عمر أمي حينما توفاها الله منذ ثلاثين سنةً بالكمال و التمام، وأحكي الآن عنها ليس من أجل تخليد ذكراها الثلاثين، كما يفعل الناس أن يحتفوا بذكري وفاة أمهاتهم اللائي يحبون، ولو أنني أحبها أيضا إلا أنني أحكي الآن عنها تحت ضغط و إلحاح روحها الطاهرة، أقول ضغط و إلحاح،...