مختارات الأنطولوجيا

تقرأ القصيدة، فتشعر أن المهدي حي. لا شيء لديه ليثبت أين تكمن هِبات الحياة في الغائب ومن الغياب، تشعر فقط أن جزءا ما، في كل مقطع، من قصيدة عبد الرفيع جواهري، يعيش ترتيب الجثمان،عضلة، عضلة، ويبعث العناصر في الجهات الأربع للروح. الرجل الذي ائتمناه على الفرح، على الغروب والراحلات الجميلات دوما، نضع...
إلى المهدي بن بركة السلام عليكَ، السلام عليكْ السلام، وفي يدنا باقة الياسمينْ. السلام عليك، فلستَ من الغائبينْ. السلام، لأنك يا سيدي أولُ الحاضرينْ. رغم عصف السنينْ لايزال الخلودْ آيةً فوق ذاكَ...
(...) البرْد الرّاتع في غرفتي التي تنفتح على الشّارع، ونافذتي التي لا تنغلق... مخّي السّارح الحاضِر متى إذنْ ستكون بَغْلا بشكل أقلّ؟ رأسي، لُقْيَتِي، حافظةُ أوراقي، وجدّي الذي نبشتُ قبره لأعرف إن كان قد غيّرَ مكَانَه، الموتُ الذي يَرفضني، أنا عَفِن، أنا لِحاءُ الشّجرة العجوز المهووسة، دمي أو...
في مثل هذا اليوم، قبل أربعة وعشرين عاما، رحل محمد خير الدين (18 نوفمبر 1995)، الطائر النادر الذي حلق سريعا في سماء الكتابة، قبل أن يضرب بجناحيه في اتجاه ذلك “القطر المجهول الذي من بعده لا يعود أحد”، كما وصف شكسبير الموت في إحدى مآسيه. ابن تافراوت المتمرد لمع مثل برق، ثم اختفى كأنه لم يكن. رغم كل...
( 1) ﺭﺳﻤﺖ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ .. ﺗﺨﻴﻠﺘﻨﻲ ﺃﺭﻗﺺ ﺭﺳﻤﺖ ﻗﻠﺒﺎً.. ﺗﻮﻗﻌﺘﻪ ﻳﻠﻮﺫ ﺑﻲ ﺭﺳﻤﺖ ﺻﻮﺗﺎً .. ﺣﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺳﻤﺖ ﺭﻣﺎﺩﺍً .. ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺎﻻﻧﺴﺎﻥ .. ﺃﺭﺳﻢ ﻣﻨﺪﻳﻼً ﻭﺃﺑﻜﻲ . ( 2) ﺗﺨﻴّﻠﺖ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﺑﺎً ﻭ ﻃﺮﻗﺘﻪ ﻟﻢ ﺃﺟﺪﻧﻲ ﻫﻨﺎﻙ! ؟ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺩﻣﻲ ﻭﻧﻤﺖ. ( 3) ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻳﻨﺒﺢ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺬﻋﻮﺭﺍً ﻻ...
قبل أن نتحدث أولًا عن مفهوم المثقف عند غرامشي، يجب أن نوضّح وجهة نظره في الدولة، وفكرته عن الهيمنة، لاتصال مفهوم المثقف بتلك المفاهيم، لأن غرامشي في النهاية هو ماركسي، ويحلل مفاهيمًا مثل الدولة والهيمنة، تحليلًا طبقيًا. الدولة في النظرة الماركسية: يقتبس لينين في كتابه الدولة الثورة فقرة...
. لص الصيف لن أظهر في غدهم غاسلي أصابع قدميك بماء النذور لكنهم سيمرون عن أنفاس ، يقظانة ، في المعابر أنا الذي أعطى الغرباء كلمة ليفتحوا قلب الليل . لص أعالي الصيف حيث تبذخ حدائقك وترمي ثمارها في طريق الأعمى ، الطالع خفيفا الى السهو ، التارك خيطا من القمح على أديم النوم ، أنى لهم أن يدركوا طرقى...
ثمَّ ، نظرتْ إليّ . في البداية اعتقدتُ أنها تراني للمرة الأولى ، لكنها عندما استدارت خلف الموقد ، و بقيتُ أشعر بنظرتها المراوغة تنزلق على ظهري ، و تعبر فوق كتفي ، عندها أدركتُ أنني من يراها للمرة الأولى. أشعلتُ سيجاراً ، و سحبتُ نفساً عميقاً و قوياً من الدخان قبل أن أدير المقعد لأجعله يتزن على...
ذات صباح رجع أبو عبده الى حارته . عرفه كثيرون رغم طلاء الأبهة ، رغم العباءة و العمامة و العصا والمركوب .. يا للغرابة يا أبو عبده . ماذا أرجعك ؟ عاش فى الركن الذى كان يقيم فيه بين أسرته و تلفت حوله فى حيرة . و اتجه نحو دكان شيخ الحارة الذى كان يراقبة بامتعاض و حياه و سأله عن أهله و سأله شيخ...
النازلينَ ضفافَ النيل نغبطُهم = والصاعدينَ جبالَ الأرز واحرّبي (بالرما) يا صاحِ كم من غادة لعبتْ = بالرمل, فازدانَ ذاك الثغر باللعبِ وكم فتاة اذا مادَتْ وإن خطرَتْ = ترنح القوم من سُكر ومن طَرَبِ وإن تفتح وردُ الخد مبتسماً = فأي كفٍّ لذاك الوردِ لم تثبٍ? وذات دلٍّ تريكَ الحبَّ مازحةً = وإن...
مقدمة إلى الذين يحرقهم الشوق إلى العدل ، وإلى الذين يؤرقهم الخوف من العدل ، إلى أولئك وهؤلاء جميعا ، أسوق هذا الحديث . إلى الذين يجدون ما لا ينفقون ، وإلى الذين لا يجدون ما ينفقون ، يساق هذا الحديث . لا أجد لتصوير الحياة في مصر أثناء الأعوام الأخيرة من العهد الماضي أدقَّ من هذين الإهدائين...
في النهار تخمد النار ويضمحل الوهج المشتعل؛ لكن جميع أهل بلدتنا وأهالي البلاد المجاورة لها والتابعة لعموديتها: منية الكردي وعزبة نصيف ومنشية العرب وعزبة الحجر ونجع النصارى ومحلة أبو مريكب.. كلهم يعرفون أنه خمود مؤقت، وأن الجمرات المستورة بالرماد في القصعة فوق سطح دار إسطاسية في عزبة الحجر ـ...
كانت الشقة تطل على جزيرة مزروعة بكمية من الأشجار العالية، حولها رصيف بيضاوي كبير، وفي جانب من هذه الجزيرة برميل كان البواب يضع فيه أكياس القمامة. وكان الأستاذ خليل إذا وقف في بلكونة الحجرة الكبيرة يرى الزبال وهو يحمل هذه الأكياس إلى عربته الصغيرة التي يجرها بنفسه. الحجرة الأخرى لم تكن بها...
كنا نشعر بمجيئه عندما تتعطل آلاتنا الموسيقية و ينقطع النور فجأة : بائع الظلام …. يأتى فى عربته السوداء حاملاً صناديق مليئة بالخوف والشر والحقد والظلام عندها نغلق أبوابنا و شبابيكنا فقد كنا نشترى منه دون أن يرى أحدنا الآخر لم نكن نشترى منه سوى الظلام وقليل من الخوف فقد كانت مفاهيمنا الأخلاقية فى...
هذه أول محاولة لي في كتابة قصة قصيرة، أنا الملقب ب "الياباني". كل ما أعلمه عن هذه القصة، هو بدايتها، وبدايتها كما هي مرسومة في ذهني هي على الشكل التالي: فتاة تشرف على الثلاثين، بفستان أحمر، تظهر فجأة على الرصيف، متقدمة نحو صندوق البريد الأصفر المعلق إلى خرسانة قريبا من محل مكتوب على يافطته...
أعلى