يمثل انفتاح النقد على الأبعاد الثقافية ومعالجة تمثلاتها في السرد وفرة في بؤر القراءات النقدية، والتي من شأنها أن تعج بالتساؤلات المتفاعلة مع النسق الثقافي، كما تفتح آفاق مختلفة للتلقي، وتمد جسد النقد بالاصطلاحات الجديدة الحية، وتنبه الوعي إلى مسئوليات أيديولوجيا.
لقد ساعد الولوج في سبر...
اخر الستينيات ومطلع السبعينات شهد الوسط الفني في العراق انبثاق الاغنية الحديثة فظهر فاضل عواد باغنيته الشهيرة ( لا خبر ..) وربما قيدته هذه الاغنية حتى لحن له طالب القرغلي اغنية ( اتنه اتنه ) التي اخذت مساحة واسعة في وجدان العراقيين فقد نتجت بتآزر ملحن متفرد ومطرب متميز وشاعر قدير .
كتبها الشاعر...
في ليل الغُربة
والواحدة بعد الحزنِ
تفتح فمها المتعغن
نحو الجُرح المُتعفن
والنافذة
تحشو ملابس نومي
باسامي نساء
يسكنا في غرف الروح السرية
والليل يطنطن
و ملاءآتي باردة
كعيونِ القتلة
ما هذا الحزن الجالس بأريحية على الصدرِ
خذ يا حزن فراشي
وفرشات اسناني
ما دمت مقيم
خذ اردتيتي التحتية...
ليتني عرفته من قبل
تلك المقدِّمة بين يدي كتابه الذي تطالعونه ، إذ في المرء هـمَّـة تسعى بـه بين الناس أن يقدم أعلامهم اتباعًا لسيرة الكبار في التأريخ لأعـلام الأُمَّـة ، وفي هذا المضمـار يقف طودًا بين سالفيه من ابن خلِّـكان والصفديّ وابن إياس والمسعوديّ والمقريزيّ، ولحقًا...
كان يسير بجوار القصر المنيف، يسير بخطوات ثقيلة ممتلئة بالرمال والتلال والسنين، حتى أن قدمه حين تطأ ثرى الأرض يشعر وكأنه طائر الرخ يحط إلى مهبطه بعد السفر الطويل، وحين يرفعها ويدفعها للأمام تستغرق تلك الدفعة سنوات، تستطيل معها لحيته وأظافره، وتنهك قواه فيبدو كالقادم من الزمن البعيد .. لكنه يسير ...
(١)
المشهور بين كثير من النقاد والمؤرخين قديما وحديثا أن ابن المقفع قد ترجم كتاب كليلة ودمنة في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي عن الفارسية، وأن هذا الكتاب كان قد ترجمه الحكيم برزوية من الهندية/ السنسكريتية إلى الفارسية/ البهلوية في الامبراطورية الفارسية في القرن السادس الميلادي، أما تأليف...
إنني أكتب هذا المقال بعد أن قمت بقراءة عدد كبير من مسرحيات الطفل، ونقدت كثيرا منها، وأحاول في هذا المقال أن أستكشف ما يمكن أن يكون لي من طريقة في نقد تلك المسرحيات الموجهة للطفل والتي قمت بتحليلها ونقدها.
ويعلم الله أنني أحاول أن أكون محايدا خلال نقدي تلك المسرحيات الموجهة للطفل، ولا أمالئ أحدا...
نعم،خلقت وعشت وما زلت في فلسطين،لكن قلبي اليوم على اليمن،هذا اليوم الذي يخرج فيه الملايين من الجوعى
والمرضى والمحاصرين والفقراء بأقدام الحافية وملابسهم التقليدية،يرقصون السيوف،ويرفعون في عنان السماء الجباه والكفوف ليقولوا:- لا لحصار غزة،ولا لذبح وتجويع ابناءها...رجولتنا وإيماننا وعروبتنا لا...
يتميز توفيق باميدا بقدرة على السرد، في بناء عوالمه الواقعية والتخييلية، وقد تشكلت هذه العوالم من ثلاث حكايات؛ الحكاية الأولى تتحدث عن الابن الهارب من بطش و تسلط أبيه، بسبب الذئب الماكر الذي أكل بعض الماشية، فرغم التحذير والوعيد إلا أن الطفل لم يكن مستعدا لهذا الامتحان الذي يتجاوز عمره. الحكاية...
من بين عشرات الكتب القيِّمة التي دوّنها العقّاد في الأدب والفكر والثقافة تبرز "سارة" بوصفها القصّة الوحيدة- بل اليتيمة- في عِقد مؤلّفاته الثمين.
على أنّ "سارة"(١) تبدو يتيمة لسببين اثنين: الأول لكونها وحيدة في نوعها بين أعمال العقّاد الأدبية الأخرى.
أمّا السبب الثاني فيتمثّل في موقف العقّاد...
أفكر أن أغزلَ أحلامي بك
وبكَ شوقٌ عارمٌ للشهد في أفكاري
تنثر عطري هناك ..حيثُ يتفتّحُ ريشُ الحبّ مزهوّاً
أفكّرُ في أن تنمو بي!
في ذروةِ الشّوقِ حيثُ تنتصبُ حدائق روحي المعلّقة
ينبضُ قلبي في قلبكَ كما لو أننا نصفين
لا يصلح الرّبا إلا في حبك
تهديني وردةً فأمنحكَ سنبلتين
أفكر أن تمسكَ ريشتكَ...
ولد في صفورية القرية الفلسطينية التي دمرها الاحتلال عام 1948
وأحياها طه محمد علي في عالمه الشعري والقصصي المشيد بأسماء وأمكنة واستعادات باهرة لرؤى ذلك الصبي الذي كان يرندح براءته وراء الفراشات الملونة في حواكير صفورية. هذه البراءة سرعان ما كسرتها بشاعة الاحتلال ومرارة اللجوء وضياع خطيبة الفتى...
في الصباح المبكر، أيام العمل، تغادر منزلك الى مكان عملك. الشوارع تذرعها ارجل المارة، عمال، طلاب، طالبات، والشوارع تسير فيها الحافلات تقل هؤلاء وهؤلاء، وأنت تسير وتسير، تبدو فرحاً بالحياة، فهل الحياة الا العمل؟ عمال النظافة، بائعو الخضار والفواكه، والمراييل الخضر، والفتيات المقبلات على الحياة،...
يأتي السارد أسعد على حياة متعلم فلسطيني، هو الشيخ الأبيض، تعلم أولا في الكتاب، ثم واصل تعليمه في القدس وعاد ليدرس في عكا، وبعد أربعة عقود حن إلى بلدته، فعاد إليها ورمم بيت أهله فيها واستقر فيه، وصارت له بين أهل البلدة مكانة معتبرة وغدت كلمته مسموعة.
عرف قراء الأرض المحتلة طه محمد علي ابن قرية...