قصة قصيرة

في أمسية متأخرة في المستقبل أخذت تعيد شريط ذكريات سنواتها الأفلة الحافلة بالكثير الكثير. أخذت قلمها وأيقضت قلبها ووعيها وأمرت اناملها أن تتحدث نيابة عنها فماذا سطرت وعما عبرت.؟! في تلك الليلة التي ستصادف ذكرى عيد ميلادها عصفت على بضع أوراق مايلي: *1* ولى النهار شاردا بمرايا ضوءه، وهجم الليل جارا...
الشوارع ممتلئة بالناس، والكل معلق بصره في السماء، والدهشة تتنزه على الوجوه بطلاقة. كان حدثا مثيراً لا يمكن تصديقه، ولولا حدوثه أمام أعيننا لظننا أنه إحدى التقليعات الإعلانية التي ابتلينا بها أخيرا. وعلى أبعد احتمال أن يظن الرائي أن بالونا كبيراً أطلق في الجو لتلهية أبنائنا، خاصة أن إسماعيل أبو...
في الصغر سلمتني أمي إلى الخواجة آندرز لأعمل بمصنعه مع الصبية في تعبئة أكياس الشاي خلال إجازة الصيف لقاء خمسة قروش في اليوم. بهرتني شخصيته القاطعة المعالم والقرارات. استرحت له وتمنيت أن أكون مثله عندما أكبر وأصبح مسئولا عن عمل. من يعمل يكافأ ومن يهمل يفصل ولا حل وسطًا. لم يكن الحب مبعث اهتمامه...
استيقظ مبكرًا كعادته, لكنه لم يخرج من خيمة العريف الخاصة به منشرحًا ويفتح ذراعيه وعينيه وفمه على رحابة المنظر الرائع من حوله: الجبال وهي تتوالى أمام بصره المفتون بتدرجات لونية تبدأ بالأخضر فالزيتوني فالبنفسجي حتي تتبدّى في الأفق البعيد بلون دخان رمادي مزرق. والوديان المتناوبة في العمق تحت هامات...
استيقظت فجأة ونحن نغادر بلدة لا أعرفها، ارتفعت عيناى بلا وعى من نافذة السيارة. كانت واقفة بالشرفة فى بيت وحيد بملابس البيت. فى لمحة اشتبكت عيناى بها! ابتسمت فظهرت أسنانها لامعة كالبرق، هززت رأسى أبحث عن أصل تلك الابتسامة والأسنان! أشارت إلى بيديها، وجدتنى أتململ وأطلب من السائق أن يتوقف فورا...
ابن الخالة يتكلم: نعم, سميحة بنت خالتي, أكبر مني بعشر سنين, ربما في الأربعين, سافرت مع زوجها إلى السعودية, قلنا لها أنا وزوجتي - لا يصح أن تتركا أنتما الاثنين أولادكما, واحد منكما فقط يسافر, مهما كانت قرابتنا فهي لا تساوي وجود الأب أو الأم, لا نقصد التخلي عن الأطفال, أولادهم في عيوننا, لكن...
ظلّت تدعو الله سنين كثيرة.. ولم تترك ولياً من الأولياء الصالحين إلاّ وزارته , وقدّمت له البخور والمجامر والكبريت. وعندما عدت من بلد ناء خلف البحر، قالت: جلبتك صلواتي يا جاحد، يا ناكر ، يا ناسي الحليب واللبن.. ومع الأيام سرعان ما تشكّلت غيمة،و جبل من نار بيننا. وتذكّرت أنّها أرضعتني مازوتاً...
بالأمس .. انتابتنى حالة وجدانية .. فكرة قصة جديدة .. أطلت برأسها ، ألحت فى الخروج .. راودتنى .. أمسكت القلم , أخذت أحاول .. قلبت ذاكرتى .. أحشائى .. أوراقى المهملة .... عانيت .. تعبت .. سألت نفسى .............؟؟؟؟!!!!! " ماذا سأكتب .. وكل ما برأسى تافه , فارغ .. مجرد ثرثرة سمجة , ومملة ...
قال بصوت متهدج يقذفه اللهاث علي مسامعنا كالشظايا - لا ... لا استطيع ثم ارتمي "علي "في منتصف الطريق علي بقايا الزجاج المتهشم وقطع البازلت الحادة حتي اعتصر تراب الطريق بدمائه الساخنة فسمعنا ضحكة ساخرة منطلقة من داخل كومة القمامة المحاطة بالسلك الحديدي - ما يقع الا الشاطر . توقفنا فورا بجانبه...
كنت ألاعب الجهاز أول دور شطرنج وأشعر أنه يتباطأ بعد خسارة أي قطعة, يتباطأ حتى يشعرني بالملل, كنت في السابق قد لاعبت العشرات ممن يتباطأون في اللعب, لكنني كنت أملك الحق في استعجالهم أو الاستشهاد بمن يتفرجون كي يشجعوهم أو يحرضوهم على اللعب أو حتى يسخروا منهم, وكنت في كل الحالات أخرج من المأزق بفضل...
.. ولما استعصى النوم على الرجل فتح الدرج الذي بجانب السرير ، وراح يعبث بمحتوياته غير مدفوع برغبة ما ، سوى التحايل على أرقه حتى تلك الساعة المتأخرة من الليل . إنه يفتح ذلك الدرج عادة كل صباح لأخذ أحد المناديل البيضاء المرتبة داخله باعتناء .. وبالرغم من أنه يبعثر ترتيبها في كل مرة يسحب فيها منديله...
في اليوم التالي للرحلة، وفيما كنت أقلب نسخ صورهم، شعرت بلسعة لوم حين رحت أتذكر طلباتي الملحاحة ونداءاتي المحفزة لهم بأن يقفزوا فوق ضفاف الأنهار.. ويعتلوا الهضاب المحيطة بالمكان.. ويتسلقوا الأشجار.. غافلا ـ لا أدري كيف ـ عن عكازاتهم، وناسيا إعاقات أبدانهم!! لكن ما خفف من وطأة لومي لنفسي وشعوري...
بيننا ترقد هذه المرأة, بيننا تتردد أنفاسها الحارقة كحائط عال وسور من الأشواك. أمد يدي إليه, تتسلل أصابعي من تحت السور, تسيل دمائي على الأشواك وهي واقفة في المنتصف تنفث دخانها وأنفاسها الحارقة, عيناها الشاخصتان تحترقان ببريق غامض, شعرها المنفوش يطل ألسنة من نار, عظامها البارزة عند الكاحل ورجلاها...
عوّدت نفسي في الليل على قراءة خفيفة أو سماع موسيقى أو متابعة فيلم سينمائي, بعدها أتهيأ لنوم عميق وأحلام أتوسّم أن تكون سعيدة. لكن دائما تأتيني أصوات غير مألوفة لرجال ونساء يطالبونني بالحديث إليهم, ولحساسية وضعي كامرأة وحيدة في العالم الثالث, أتوجّس من هوية الطالب أو الطالبة فأتحصّن بالردّ بعنف...
ظلت فلسفة الدواء السوية تستهدف العودة بالجسد المريض إلى حالته الطبيعية, لكن سُعار الربح ومنطق السوق, أحالا الدواء إلى سلعة تلهث وراء الربح, ولو بالخروج على سنن الطبيعة ومنطق الفطرة, ومقتضيات الأعمار التي لكل منها جماله الطبيعي ونشوته الخاصة. اندهش كثيرون عندما أبدى مرشح الرياسة الأمريكي السابق...
أعلى