قصة قصيرة

أنا الذى املك شعراً أسود مسترسلاً وعينين واسعتين كعينى أمى ، التى كانت تُغنى فى موالد القرية وأفراحها ، تنام بين أهداب رجالها . تهابها النساء لجمالها فكل من نظر إليها بنار الحب احترق ، يبصقن عليها عندما تمرُ أمام عتباتهن الجالسات عليها يتحسرن على رجالهن الذين أصبحوا يهيمون على وجوههم من شارع إلى...
_ الليلة من ليالى الشتاء .. ليلة عجوز شمطاء .. البرد يكاد يمتص كل ما على وجه البسيطة .. برد قارس كئيب تفوح منه رائحة الفناء وتهب نسائمه فتلفح الوجوه التى انهكها سعى النهار . واحتواها ظلام الليل فتهرب منها الدماء مخلفة وراءها صفرة تقشعر لها الجلود المنهكة _ لم يسع المعلم عمر الا ان يقفل باب...
انتبهت فجأة على رنات ساعة اليد في معصمي حين نظرت لها لم أصدق.... مرت سبع ساعات منذ أخر مرة نظرت إليها أسألها عن الوقت.. ولا يزال القطار يقطع ظلمات الليل من حوله في ثقة واستقرار دفعاني لأن لا أنظر للوقت طيلة سبع ساعات كاملة... ولكن كيف مر كل هذا الوقت ولم نصل لمحطة النهاية حتى الآن؟ أسندت ظهري...
ـ امشِ يا ولد تعَبت قلبى . أسرعُ، وعندما ألحق بها، أمسك طرحتها السوداء المتدلية على ظهرها، أطأ قدميّ في آثار قدميها، أراني أفرج الخطوات، والأرض تمرق من تحتي حاملة القش وآثار نبش وأقدام معاكسة. ـ هيـ يـ يـ هـ غزالة. حلقات من التراب الناعم على هيئة قرطاس من قراطيس لب عبد الحكيم، أمسك قشة، أنبش في...
أجمع أصدقائى واتفقوا فيما بينهم أن أمرى عجيب ، وأن رأسى ناشفة ، وكثيرا ما أركبها .. فى لحظات الانبساط والتجلى كنت أضحك عاليا وأرد عليهم :"هذا طول ذيل منكم ، فلو لففتم الكون كله فلن تجدوا رأسا كرأسى " .. وفى أوقات الضيق والمشاكل وما أكثرها كنت أرد في حدة بالغة: "رأسي وأنا حر فيها ، أنشفها ،...
كنت اشعر ببعض الأسى ، ونحن فى طريقنا للمطار ، نتكلم ، نضحك كعادتنا ، لكن جو الوداع الثقيل كان يجثم على نفوسنا ، فيشوب مرحنا افتعال نغطى به مشاعرنا ، لم أدر إن كان ليل الشتاء ، أم ذلك الشعور هو الذى جعل الطريق يبدو موحشاً. أما هشام ، فكان صامتاً ، ولم يشاركنا إلا بكلمات عابرة ، برغم أنه كان...
الحمد لله.. فقد طرح ظهري هرما من اللحم ، وزادني بست صوابع في كل يد. ولدت في شهري السابع ، ولم أبلغ من الطول مترا.. ماتت هرمونات النمو العظمى .. هكذا قرر الأطباء في أمري.. لقبني الناس ب (الأزعة ). يبتسمون عند رؤيتي ، ويجذبونني من الجلباب ليتسامروا معي ، وأخيرا يضعون النقود في جيبي. كنت عندما أنوي...
القاهرة في الصباح الباكر خالية تماما ولا معنى لها إلا من وهم الحلم، كنت غائبا هناك، في الطريق إلى العبور نحو الضفة الأخرى، من الذاكرة ووجودك المستحيل.عند أصابعي، في السابعة صباحا تدق الساعة البيوت الواقفة في برود وصلابة، رغم ضجيج الشوارع والماشين، هواء الصباح يلسع وجها لم يزل يعاند آثار نوم...
سيدتى أكتب اليك وأنا أعلم تمام العلم الرد بداخلى ولكن لا أعلم هل استمر ام أتراجع. القصة باختصار، قابلته عند أطراف الطريق، اتفقنا على اللقاء، كل منا مهندم، انها اللحظة الأولى. بداخلى وبداخله تقابلنا بحثاً عن الحب وكلانا يعلم ذلك جدياً، لكن عندما يحدد اللقاء ويطلبه بإلحاح، كان لابد له من الوضوح...
أندريه أُركانيا كان أول من رسم ابن رشد "المحكوم بالهلاك الأبدي"، كما قال توما الأكويني، وحدّد بذلك البورتريه العام للشارح الكبير الذى احتفل به العرب، لكن نبذه فقهاء الإسلام، فارتحل ليرحّب به الأوروبيون، لكن نبذه الأكليروس المسيحي. التصاوير الجهنّميّة احتلّت مكاناً عميقاً فى خيالات الأمم، فى...
كانوا كل مساء يسمعون أصواتاً مكبوتة، مثل أنين ملائكي. يعتريهم الهلع وهم ينظرون فى صمت إلى بعضهم البعض، ويرسلون أعينهم إلى السقف العالى الذى تقشّرت طبقاته القديمة. عندما تبدأ جوقة الملائكة كل مساء كانوا يحرصون على ألا يصدر عنهم أى صوت يقطع استرسال تلك الكائنات العلويّة وهى ترتّل أناشيدها العميقة...
هذه ترجمة عربية لقصّة غير عادية بالإنجبيزية، عن رجُل كان يبحث عن دبّوسه المفقود. بحث عنه بشكل محموم، خرج إلى الشارع للتفتيش عنه. عابر سبيل سأله عمّا يُفتّش. أجاب: دبّوس. أين فقدته؟ سأل عابر السبيل. آه، فقدتُه في البيت، أجاب الرجُل. إذن لماذا تبحث عنه هنا في الخارج، استفسر عابر السبيل. لأنّ...
في سيارته الشيروكي الضخمة كان يجوب شوارع بيت لحم هو وزوجته, وفي الكرسي الخلفي كان يجلس طفلهما الصغير إياد الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره, وكان أبو إياد يطرق البيوت بصورة عشوائية غير مميز أي بيت عن الآخر وكان يسأل سؤاله المعهود الى سيده الدار - عفوا سيدتي .. هل عندكم طحين.. فتنظر اليه السيدة...
من الحضرة تنطلق التمتمات . في الحضرة تتعطر الألسن بذكر الله . في خشوع تسرى برقة تداعب حراس المكان. وعلى يمين ضريح البدوي أقيمت . الفاتحة ميدان الرحمة الإلهية . الصمدية توحده لا صاحبة له ولا ولد . المعوذتين حماية للعبد من شر الوسواس والعين ... يس ... إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ... وصل عليه...
تعمقت ندوب الجدرى فى الجلد ، وعمقت ثغراتها ، وتشابك الشعر الخشن كأنه غابة الصنوبر ، لم يتبق له سوى عرض المنكبين والجسد العملاق المتين ، ليعلن به عن جمال التكوين الرجولى الموروث عن عائلته النوبية الأصيلة . إنتهى من اجازة المرحلة الجامعية ولم تكن بالنسبة له سوى اجتذاب وتنافر للآخر ... تخلص من...
أعلى