قصة قصيرة

كل صباح…. اجدها تنتظرني بخوف تخشى ان يكون دورها اليوم… كتبت وصيتها على ورقة خظراء… أنجو بحياتكم ولكن لا سبيل… يتملكني شعور السعادة عندما انهي حياتها وقبل ذهابي الى العمل.. في كل يوم امر على الحديقة العامه في طريقي…واقطف احدى الورود استمتع برائحتها ومنظرها الجميل… وهي تبكي لفراق صاحبتها وذات...
ها قد عبرت فوق عشرات المدن والأنهار ، وكل أنواع التضاريس ووشمت بخطواتي كل الحدود ، ودفنت روحي في صالات الانتظار في مختلف مطارات العالم، فمنذ خمسة وعشرين عاما وأنا اصلب في الأجواء والترحال الدائم حتى أصبح جسدي حقيبة عتيقة احملها رغما عني بحثا عن المجهول. عالم مصنوع من السلوفان.. مدن باذخة وجسور...
شعرت بأن السيد العقيد عفا الله عنه قد تغير كثيرا بل تحوّل الى انسان اخر وشخصية غريبة ومتوترة حين تسلّم عنوة قرار احالته الى التقاعد وقد اخبرني احد زملائه بانه ظل طوال اكثر من شهر وهو يراجع وحدته والجهات المختصة لاعادته الى الخدمة العسكرية باي وسيلة ويقال والعهدة على القائل بانه تبرع للحكومة بنصف...
( لا أحد غيرك يرتب هذه الفوضى). قال وهو يرمي بالملف على طاولة مكتبي; رفع السبابة وأضاف ( لا تنسى أنك من طلب عمل إضافي). آه لو عرف ماذا فعل بي؟ لقد هز أركان روحي وهدم ذاتي. بعد خروجه مباشرة; انهمكت أقلب أوراق الملف الصفراء الباهتة. ثمة رسومات مبهمة وخطوط كنتورية لتضاريس مخيلة مجنونة. يقتضي عملي...
وجد نفسه مشدودا الى خلية (سعيد متروك) للعمل والفكر اللذين نذر عمره لهما منذ تحسساته الاولى بان الفكر لا يمكن ان يقف على قدميه ويؤثر ويقاتل الموتورين واعداء الهمجية الا بالإقدام دون هوادة.. والمثقف لا يمكن ان تثمر ثقافته واقعا متغيرا ما لم يغادر لعنة الجبن والتردد طالما ان هناك بعض الاقوام لا...
ها قد مضت ثلاثة أعوام دون أن يأتي كما وعدها واقسم لها... ثلاثة أعوام كأنها دهور ثقيلة من الأوجاع والهموم والذل اليومي ، وهي تنوء بعبء الأبناء الأربعة ... ولدان وبنتان كبراهما في الدراسة الإعدادية والثلاثة الباقون في المتوسطة والابتدائية ... من أين لها أن تلقم هذه الأفواه الأربعة وتشتري لهم...
كنت في حيرة كبيرة من أمري، إذ عليّ أن أباشر سفراً مستعجلاً إلى إحدى القرى التي تبعد عنّي عشرة أميال حيث ينتظرني مريض يعاني داءً خطيراً. وقد جمّدت عاصفة ثلجيّة الطّريق الذي يفصل بيننا. أمتلك عربة، أقصد عربة صغيرة وخفيفة، ذات عجلات كبيرة، مناسبة تماماً لتقطع مثل طرقاتنا. التحفت معطفي الجلديّ،...
صبيحة يوم زاوجهما السابع، حياتهما تنساب كالينبوع المتدفق من بين الصخور، لمس شعر زوجته، أبصرته بعينين سوداوين سعيدتين، قائلة بلهجة جذلى: ـ ضمني إليك! ضمني. تفتت الصخور المحيطة بالينبوع، وتدفقت مويجاته كنغمات بيانو يطلقها تشايكوفسكي، ابتدرها متهللاً بقوله: ـ لقد حلمت بك ليلة أمس. بدا وجهها القمري...
الماعز الجبلي بألوانه الزاهية يرعى جماعات ويأخذ لبّ الناظر إليه بوسامته الشبيهة بوسامة الغزلان الشاردة، وأشجار المانجو تطرح ثمارها الناضجة في أفواه القرويين الجوعى، والفراشات كإناث في حفلة عرس يتباهين بأزيائهن الملونة، والأعشاش المعلقة في أعالي الأشجار تداعبها الريح الخفيفة ولا تسقطها، وبذور...
فجأة وجد نفسه إزاء موقف لا يحسد عليه، ولم يفكر يوما بأنه يفكر في شخص أخر أو يعره أي اهتمام بعد أن عانى كثيرا من رتابة وملل الحياة التي يغوص في بقاياها...وجد نفسه مرة واحدة عاشقا، ومد لها حد النخاع.. حلما بتلك المرأة الارستقراطية المزهوة بجمالها وكأنما يتسلم شفرة سرية ،فلقد ايقظت في أعماقه أحاسيس...
منذ زمن سحيق وانت تردد مع نفسك بان لا احد في هذه الحياة الكالحة يفهمك فالزوجة عبارة عن حاسبة مالية تتعامل معك بالدفع العاجل فقط ولا تفكر اطلاقا من اين تأتي انت بالمال، اما طلبات الاولاد فلها بداية وليست لها نهاية وغالبا ما تقف الزوجة خلف الستار لتدفعهم لكي يمثلوا عليك ادوار العوز والحاجة، ودائما...
نفذ الفحم كله؛ الوعاء فارغ؛ والمجرفة عديمة الفائدة؛ الموقد ينفث برداً؛ الغرفة متجمدة؛ الأشجار خارج النافذة صلبة، ومكسوة بصقيع؛ السماء درع فضي قبالة كل من ينظر إليها طلباً للمساعدة. يجب أن أحصل على فحم؛ لا أحتمل التجمد حتى الموت؛ خلفي الموقد القاسي، أمامي السماء عديمة الرحمة، لذا يجب أن أقود...
هكذا، المفروض هكذا.. عليَّ أن أكون أكثر حزما. أحدد الفضاء العام وأتهالك بعدها فوق أول كرسي. يساورني الآن وأنا ألج هذا المقهى إحساس غامض كالرهبة أو ربما الخجل بسبب الحذاء.. إنما علي أن أكون حازما، فمن يخجل من حذائه ليس رجلا.. ثم لست المسؤول عن التجاعيد التي حفرتها الشمس على الحذاء، ولا عن الطريق...
تعرج ماريا إيلونا Maria Eeszlen Elona في تيه بشوارع مدينة بودابست هرباً من كثرة ما سمعت من البيت القـائل : : إيلونا ربةّ البيت, تصب الخل في الزيت (1) . بيت الشعر الذي حرّفه، ويردده شريكها، ورفيق سريرها، جبرائيل منصور فقد صار هذا البيت الشعري مثل كابوس تطرق مفرداته على جمجمة ماريا، وكأنها مطارق...
وحدي من سمع همس الشظايا حين سمع الجميع أصوات الصراخ وتجبُّر الرُعب الذي نصبَ رحاله في سوق الخضار، كان يوماً سورياً هادئاً – أو هكذا بدا لي – ابتعدت فيه عن زحمة الأخبار، فضلتُ الابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي التي عزلتني عن كل شيء وأسرتني بين تغريداتها ومنشوراتها وصورها لدهر. قررتُ يومها أن...
أعلى