قصة قصيرة

أيَّ باب بعد أطرق؟ ،وأي جهة استعين بها ؟، ها هم الأطباء يعجزون عن تثبيت ابني في رحم أمه، وعجز الطب الروحاني عنه أيضا ،من يساعدني لحل أزمتي ،كل الأشياء قبلتها وكل الأمور ذهبت إليها حتى النذور أقمتها ولم يعش لي بنت أو ولد ، احلم أن أكون أبا ... وقد مرَّ على زواجي عشر سنين وكل سنة ادفن فيها ابني...
✍ جلست أمام المرآة كعادتي كل ثلاثة اسابيع ؛ تزيد أو تنقص ، مرآة كبيرة ، وكرسي الحلاقة صغير وبه قاعدة للقدمين. الحلاق هذا لم يحلق لي من قبل لكن يبدو ان حلاقتي صارت مشهورة لجميع العاملين بالمحل ؛ فأنا احلق صلعة على الزيرو ، بالموس ... ولو وجدت طريقة لنزع فروة رأسي لما ترددت ، بحثت طويلا عن كريم...
دائما كنَتَ تصل الأوّل، ودائما تكون آخر المغادرين حتّى أنّ الكلّ كان يظنّ أنك تسكن في المحطّة ولا تغادرها أبدا في الصّحو وفي المنام. وكان كلبك قد اعتاد الانزواء في ركن قصيّ من هذا المكان طوال اليوم حتّى لا يزعج المسافرين، ولكنّه كان يسبقك بخطوات قليلة عندما تهمّ بالغدوّ أو عندما تهمّ بالرّواح...
لم أتوقع منها سوى شيء يبعث روح الأنانية بطريقة الحقد الدفين بعد أن تغلغل الى أعماق روحها الشريرة،فلم تعد تصبر على الاحتفاظ بضحكتها وابتسامتها السمية التي تكشر عن أنياب السم التي تقتل نفسها إن لم تجد من تقتله. اعرف ذلك الوجه، منذ أكثر من عشرين سنة ونيف... ها هي لم تتعلم من الحياة وتجاربها إلا...
سحبني الى منطقته المحرمة بهدوء وصبر متعكزا على معرفتي بأخيه وضلوعي في مهنتي التي تحتاج الى سلسلة طويلة من المعارف والعلاقات, أحسست بالخطر وامتثلت إليه.. وهذا الخطر قد نمّى في أظافري العز بعد الفاقة والنفوذ بعد البساطة في عمل يدر عليّ الكثير من النعم.. خضعت بعفوية الى قوانينه وقوته وأصبحت له...
الكلب عنتر رابض على شيزلونج، في الركن تمامًا، جهة الباب، على يمين الداخل. شعره قطيفة سوداء، جرمه كمهر، منحنيات جسده أجزاء دوائر رائعة الجمال. ساقاه الخلفيتان تحته، والأماميتان ممدودتان أمامه، ورأسه منحنية بينهما. عيناه منطبقتان ومنفتحتان في آن، يبدو غافيًا ويقظًا، نائمًا وغير نائم. شفتاه...
جربت مرة في عمري دخول تلك الحجرة التي يسمونها “التخشيبة”، ليس مهما هنا بيان الأسباب، فهي ليست مهمة، ولكن لها دخل بموضوع تلك المرآة، كانت المرآة قطعة من مرآة أكبر تكسرت إلى قطع كثيرة، وهذه منها، ألصقها بالحائط واحد من المحتجزين، وكان كل فترة ينظر إلى سطحها، ويمسد شاربه، ويربت على تسريحة شعره...
كلنا نلهو بأحلامنا وما كنا نعلم أننا نعيش بأرواحنا فقط وما الحلم إلا تمني لمستقبل نخطط له بحلم ويتحقق غير ما نفكر ونحلم ونخطط ،لم يكن بخلدي أن ارجع إلى بلدي مع قوات تحمل السلام، كما افهمونا، وتدربنا بقسوة وصبر من اجل ساعة الصفر هذه. هكذا كنا نستمع إلى النقيب الأمريكي حجي طالب في فندق فلسطين...
راودتها الأفكار والأوهام وهي مستلقية على ظهرها شبه عارية مبحلقة في سقف غرفتها المتصدع من رطوبة الشتاء الذي نخره تماما كجسدها الذي هاجرته اللذة الحقيقية منذ أن تركها وحيدة تعاني الم الفراغ وسط هذه الجدران الآيلة للسقوط بأي لحظة، نفثت أخر نفس من سيكارتها بحسرة ووجع، وهي تتابع صعود الدخان من فوقها...
قابلني عند مدخل الزقاق، في المكان الذي اعتاد فيه ركن سيارته، وقد تطاير الجمر من عينيه : ” أولاد الكلب! شرطوها ثانية..!” كان هذا الصديق التعيس الحظ، قد أحضر سيارته لمدة ليست بالطويلة من عند المطّال، بعد معاناة طويلة من آثار ندوب، حولتها إلى ما يشبه حائط الغرافيتي. وما إن عاد حتى عادوا، قضوا...
لا احد يتذكر جيدا متى افتتح سعد الخطاط محله الذي اصبح من المألوفات العتيقة في ذلك الحي المنزوي في احد اركان المدينة.وربما اكون انا من الذين تتلظى في اعماقهم رغبة التزاور لهذا المحل او كما يسميه بعضهم ذاكرة الناس ... فسعد الخطاط ليس مجرد خطاط يتفنن في كتابة لافتات المناسبات من افراح واتراح لكنه...
في جنح الظلام وتحت ساتر الصمت جلس على مقعده المفضل ليقتنص قسطا من الراحة بعد ما قضي يوما طويلا في العمل الشاق. اسند رأسه على مسند المقعد لأعلى و اغمض عينه مسترخيا تماما، فجأة تنبه لأشياء غفلها منذ دخوله البيت، لم يهرول طفلها يحتضناه عندما يفتح باب الشقة، لم يحدثا جلبتهما المعتادة، زوجته تغط في...
- ألا تدري أننا نحن معشر الأدباء قد تجاوزنا عصر الحداثة بكم سنة فكرية؟ هذا فراق بيني وبينك هذا فراق بيني وبينك في ما مضى من الزمان، كنت أكتب ويدي على قلبي مخافة ألا يفهم القارئ ما أكتب. أما الآن وابتداء من هذه اللحظة الفاصِلة فسأكتب ويدي في جيبي لا خوف على قلبي ولا على القارئ. لن أكترث به أفهمَ...
✍ رأى فتاة صغيرة عذراء ؛ مع ذلك كانت تتأوه بألم وثديها ينساب منه اللبن في خطوط بيضاء ليغمر الأرض؛ كان ذلك أشبه بالتقيوء ؛ وكان عليه انقاذها ؛ حملها بين يديه وحاول التحدث اليها وطمأنتها ؛ لكن جسدها كان بضاً جدا ؛ فحدث ما حدث ؛ واستيقظ من نومه ودوار غريب يشق رأسه. الساعة كانت الثالثة والربع...
انتظرني لاتبعك انا اخبرت والدي اني ذاهب معك .. فانتظرني لأتبعك.. انا احضرت مركبي.. هو يانهر من ورق اذن يانهر انني.. لست اخشى من الغرق فانتظرني لاتبعك.. ظهر النهر هادئا ورأى الطفل اوله فرمى المركب الذي في يديه وقال له.. انتظرني لاتبعك.. فجرى النهر مسرعا.. ومضى ثم لم يعد صرخ الطفل قائلا بعدما...
أعلى