قصة قصيرة

العزيزة أميلي.... لقد جاؤوا الأمس بالعربة هربت إلى الغابة .... لم أترك أثرا وقفوا أمام البوابة الأولى بما يكفي ثم أمام الباب الداخلية .... نزل طفل صغير بمعطف أحمر..... طرق الباب بما يكفي خلف الأشجار هلعا.... كنت أردد صلاة ودعاء كل ما أعرفه إنك ومن هذا البعد الزمكاني .. أرسلت العربة بنية طيبة...
يعبر التيه َ محمّلا بثقل العنب المفضي إلى الكروم .. إلى العنب المعتّق الممنوح لطارق بن زياد .. وهو يمتص زبد البحر الأمامي .. طارق يطرق باب البحر .. ولا يلجه ..يطرق البحر طرقا خفيفا ..ليتخطى هزيع البحر الغاسق ..الحراس كانوا نياما يتوسدون موج البحر.. والبحر يتوسد صفيحة الماء وأحفاد البحر الغاسق...
لقد قرّرتُ أن أغادرَ هذه المعركة. نعم، سأغادرُها الآن. لقد قرّرتُ أن أبتعدَ عن جميعِ أنواعِ الجثث، أن أقبّلَ الخدودَ الحمراء، وأن أرقصَ طويلًا في ضوءِ القمر. سأرمي بندقيّتي، وأُلقي بخوفي ورائي، وأرحلُ إلى بيتنا لأربّي على السطح كلّ أصنافِ الحمام. سأفتتح ورشةً على الأوتوستراد المقابلِ للبحر،...
دُفع الباب وانتشر دخان كثيف بالغرفة ورائحة عطر قوي ، قامة طويلة تتقدم نحوي بخطى واثقة . - من يتقدم ؟ ماذا تريد ؟ توقف وإلا... - وإلا ماذا؟ ستنادي الشرطة، لماذا ؟ أم انك ستطلق علي الرصاص ؟ أنا ميت منذ زمان طويل .... والله لا أعرف هل أنا ميت أم ميتة .... أنت من سيقرر من أكون . تقدم نحوي كائن بشري...
بعد تناولنا الغداء بشهية مفرطة، تذكرت سيدة جذبتني من يدي عند باب المطعم.. فسألتُ الجرسون عن بقايا الوجبة، فأشار، بعد نظرة استغراب فاحصة، أنها في سلة المهملات. تركتُ زوجتي وخرجت إلى السيدة، فهالني وجود طفلة رضيعة تبكي، وحولها كلاب صغيرة تعبث معها!
المكان موحش، الوحشة تأتي من الروح وتعم المكان، الأصدقاء بعيدون، القريبون لا وجود لهم، الذكريات تبدو باهتة، تمر سريعاً، لا تريد التوقف عند خط المرض، ترغب فقط بأن تظل متوهجة كما كانت في بداية الشوط لا كما انتهت إليه، طوفان من الصور الضبابية يركض كما الغيم للابد في طيات الليل..لماذا لم أعد أعبأ...
مضى النهار بسرعة مرعبة في هذا الصباح ، كان قد استيقظ على صرير باب المطبخ، ثم جاءه صوت الدجاجات وهي تقوقىء في الساحة، فتذكر عويل المرأة العجوز في قطار الأمس.. يا إلهي الرحيم أنا متأكدة بأن ذلك الجسر كان سينسف بعد عبورنا عليه مباشرة، ثم كان هناك وقع أقدام أونتي توبخ الدجاجات لأنها وسخت عتبة الباب...
تمر في بلدتنا أحداث غريبة ، غير أنها تعد من أنماط السلوك الشائعة والعادية ، فهي لا تثير استغرابا يذكر في ذهنية أهالي البلدة على الرغم من قوتها في تجاوز المألوف في بيئة سكانية أخرى ، أدين (احدنا ) وهو رجل في السابعة والأربعين من عمره في المحكمة العرفية بجرم يستحق الإعدام كما يرى قضاة...
أحبَّ بطٌ صخرةً . كانت كبيرةً ، وفي الواقعِ كانت بحجمِه تقريباً – تنتصبُ بعيداً عن ضفةِ النهرِ وقليلاً تتجاوزُ شجرةَ الدردار . بعد الغداء من كلِّ يومٍ كان يسيرُ وئيداً صوبَ تلك الصخرةِ ليقضي وقتاً قصيراً ينظرُ اليها بولهٍ واعجابٍ . سألته طيورُ البطِ الأخرى : الى أين أنت سائرٌ ؟ قال : أتجولُ ،...
ككلّ صباح من الصّباحات الموشاة برائحة العشب والغيم وزقزقة العصافير وهديل الحمام ووشوشة الأطفال وشغبهم في الأزقة المتربة والحارات الفسيحة ووحشة الشتاءات المعلقة خلف زفير الأيام المتشابهة كأسنان المشط وشقشقة نسائم الصمت والفراغ والعزلة والتيه كنت أراه خلف صفصافة هرمة قرب ركبة بيته مطلا على حوش...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة بالعبرية، رواها راضي بن الأمين بن صالح صدقة الصباحي (رتسون بن بنيميم بن شلح صدقة الصفري، ١٩٢٢-١٩٩٠) ونُشرت في الدورية السامرية أ. ب. - أخبار السامرة، العددين ١٢٣٠-١٢٣١، ١٥ شباط ٢٠١٧، ص. ٦٦-٦٩. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب،...
هناك عند منعطف الطريق ... في ركن ضيق مظلم أشاح الرجل النحيل بوجهه عن شاشة التلفاز في المقهى الكئيب ..... حيث تنثر احدى قنوات الحقائق الكونية عطر مآسيها المباح ... صاح أحدهم ... من فضلكم مللنا نشرة الاخبار وإحصاء الموتى .... وصرح فلان وأعترض فلان... وما زالت قوافل الحزن توحي بالنهاية وتغلف...
أشعر دائماً أن شخصاً ثالثاً يمشي معي، ينام معي، يأتي ويذهب معي أنا وزوجتي، قد تشعر بذلك زوجتي سهواً، أما أنا فالسنوات مرت ومازالت تلك الشخصية التي تشبه الشبح تتبعني في المطبخ وغرفة المعيشة حتى في الحمام وتحت الشاور، هو لا يؤذيني أبداً، بل يسعدني أحياناً (أن هناك من يتكلم معي ويضحك ويبكي وينام...
ترجمها عن النص الروسي : جودت هوشيار انها موديله ، وعشيقته ، وربة بيته . تعيش معه في المرسم الخاص به في شارع زنامينكا : صفراء الشعر ، ليست طويلة القامة ، ولكنها حسنة القوام. ولا تزال في ميعة الصبا ، جميلة حانية . هو الآن يرسمها في الصباح في لوحة " المستحمة " وكأنها واقفة على منصة صغيرة ، عند...
هذا بستان الحياة اليانعة، أحاطوه بأسلاك الخذلان والتواطؤ الشائكة. من يجرأ على سرقة تفاحة الأحلام في مقتبل العمر. جميع الجرائم في حق الإنسانية مباحة إلا الحلم بغد جميل وسرير مريح. هي تعلم أنه يشحن بطارية إبداعه من لعب مسرحية العشق الممنوع، وهو يعلم أنها من فصيلة الحرباء الانتهازية، تقتنص كل فرصة...
أعلى