قصة قصيرة

( أبوك النذل أجبرني على فعل ذلك. سامحني. لن أسامح نفسي. كيف طاوعني قلبي على فعل ذلك ). الشيطان يهمس بأذنها. - الأمر سهل جدا. إن كنت لا تستطيعين تقطيع أوصاله. أكتمي أنفاسه بيدك. - لا لن أقدر على تحمل نظراته. - اذن أحشري قطعة قماش في فمه الصغير وسوف يصمت عارك للأبد. - أخرس. حسنا.. حسنا سوف أضع...
صرخة الصبي ايفان المدوية; روعت سرب غربان القيظ الرابض بالشاطئ في انتظار هبوب رياح الخريف لتسوقه معها في هجرتها الموسمية غربا الى سهول أوربا العطشى; و التي تنتظر وصولها في كل موسم بفارغ الصبر. وهرول نجار المراكب العجوز ميخائيل برفقة مجموعة من الصيادين الذين كانوا منهمكين منذ الصباح الباكر في...
ما أن انحرف طموحي الذي استغرق زمنا طويلا من طفولتي في أن أصبح جراحة بفعل بداية حساسية المراهق المفرطة- وعلى وجه التحديد، الخوف من الدم- حتى حولت ذلك الطموح إلى علم الآثار. وبدا لي جو إحدى الحفريات الخانق والمفتت، كما تخيلته، موضع ترحيب من الدوامة التي أدرك اليوم أنها كانت تعج داخل جسم بشري. كان...
رفعت اذيال فستانها الأبيض بحذر. التفتت إليه، مركزة بصرها على حنكه، وأمرته ألا يترك ذراعها وهما يدخلان إلى تونهالة دوسلدورف. بدأ مثلها بالقدم اليمنى، وحافظ بظهر مستقيم على تناسق حركته معها. ولكنها خيبت حماسته، ولم تسأله عن بيتهوفن. حين تكشفت لهما القبة العملاقة وهي مشعة بالزرقة اللامعة، وتوضحت...
"جميلة رائحة التراب عند سقوط المطر تذكرني بشيء لا أعرفه لكنني أعشقها .... ربما تعود بي الى فترة الطفولة حين كنت أهرب للسيدة الوالدة لألعب مع أخوتي الذكور وأعمامي عند سقوط الزخات المطرية الاولى المبشرة بانتهاء فصل الصيف وبداية فصل الخريف .... لذة وانعتاق طفولي كان ينتهي بأخذ فلقة من عند السيدة...
هناك شجرةٌ تنتصبُ في الغابةِ . تنتصبُ لسنوات عديدةٍ ، تراقبُ الحيوانات في سيرها، تراقب الناسَ وهم ينطلقون ، تراقبُ الطيورَ تطيرُ، تراقب الغيمَ يمرُ عِبر السماء . تظلُ منتصبةً هناك ، لا تريمُ . تنتصبُ وتنتصبُ. أخيراً ، في أحدِ الأيامِ ، تقررُ أن تتحركَ . تقولُ : سأسيرُ . وهذا هو ما تفعلُه...
تكدست البيت حولها بمشغولات من الكريستال والكانفاة والخشب وغيرها.. لم يكن أحد ليصدق إنها من صنع يديها.. كانت غاية في الإبداع والروعة تستوقف كل من دخل إلى بيتها، كانت البداية بسيطة ساعة من العمل الدقيق، ثم زحف حتى ابتلع الوقت كله.. وسرعان ما أصبح يهدد البقية من حياتها.. استغرقتها حتى كانت تصحو من...
الضغـــف قصة قصيرة هالة البدري تكدست البيت حولها بمشغولات من الكريستال والكانفاة والخشب وغيرها.. لم يكن أحد ليصدق إنها من صنع يديها.. كانت غاية في الإبداع والروعة تستوقف كل من دخل إلى بيتها، كانت البداية بسيطة ساعة من العمل الدقيق، ثم زحف حتى ابتلع الوقت كله.. وسرعان ما أصبح يهدد البقية من...
منذ أن تلقيت دعوة لحضور لقاء قصصي، وأنا في حيرة من أمري، وهي حيرة أو إحساس يستبد بي غالبا في مثل هذه المناسبات، إذ أتهيب دائما من قراءة قصة قصيرة أمام جمع من الناس، ربما لأن قراءة مثل هذا الجنس الأدبي يحتاج إلى متابعة دقيقة، وتركيز أكثر، ولأن القصة تحتوي على سرد وعلى أحداث يربطها خط محوري أو...
ليس أشد وأكثر من حرمة الحاكم على المحكومين إلا حرمة وريثه عليهم، فقد ورث الملك سليمان الملك داود، وجاء يوسف من وراء يعقوب، ويعقوب من وراء إسحاق، الذي جاء بدوره من وراء إبراهيم، فالوراثة في الحكم والملك والنبوة أمر طبيعي لا غرابة فيه، بل أن الوريث قد يكون أكثر أحقية بالحكم من مورثه، فبمقتضى أنه...
عاد في رخصة قصيرة، بعد غياب، لم يجدها في البيت، فأرغى وأزبد، وأَرْعَدَ وهَدَّدَ، عرف من ارتعاش صوت أمها أنها ذهبت إلى مناسبة فرح، فاندفع مُمْسِكاً بذراعها لتدله على دار العرس، فوجئت المسكينة بمن تهمس لها بعودته، وهي في غمرة عاصفة غِنَاٍء نِسويٍّ وإيقاعات دفوف تدوِّي بانفعالات أكثر هيجانا مما يعج...
سحب من ذراعيها جاكيتها الجلدي، والبسه مسند الكرسي، ثم وقف خلفها، واعتنى باجلاسها. رجع إلى مكانه على الجانب الآخر من المنضدة، وابتسم. لم تنظر إليه، فسألها بتوجس: ـ كيف كان الوضع في ساحة اسبانيا؟. انكمش التموج في شفتيها المطبقتين، واكتسى وجهها بالظل، وهي تقول: ـ لا أجيد التعامل مع الإيطاليين.. أنا...
ها هو أيلٌ يقفُ في الغابة عندما يسمعُ ضوضاء على نحوٍ مفاجئ . يرفع بصرَه الى الأعلى ويرى طائرةً تحلقُ في السماء. وبينما هو يشاهدُ الطائرة َ يرى رجلاً يقفزُ من داخلها . تنفتح مظلته ويهبط الى الأرض سالماً . يقترب الأيل منه وينظر اليه . يحييه الرجلُ وهو يلملمُ مظلته قائلاً : مرحباً يردّ الأيل...
-1- المنظر أسود، قاحل ويسيطر عليه الخراب، مشهد لكابوس ليلة من الحمى، الهواء ثقيل مشبع بالروائح الكريهة، يرتعش كعصب مؤلم. بين ظلال الليل انتصبت القلعة على قمة إحدى الروابي، مليئة بالأبراج ذات الظلال، وتخرج من النوافذ الصغيرة أبراج صغيرة من الضوء تنعكس ببريق دموي على مياه الخنادق الراكدة. على...
حين غادروا منزلها، وخلت لنفسها، انفرد بها السؤال المرّ الذي حار الشباب في معالجته مثلما حارت هي أيضاً: “وماذا لو لقطوني؟!”. قبل قليل كانوا هنا، معها، يفيضون بالشرح، وتفيض بالإصغاء. حكوا لها عن ضرورات إيصال الرسالة. عن الأوضاع القلقة، وعن حيرتهم في اعتماد طريقة، ثمّ عجزهم عن إيجاد بديل عنها...
أعلى