قصة قصيرة

سامحها الله.. رفضتني.. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن .. ؟ .. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...!!.... كيف ... ولماذا.. ولما .. ؟! لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما جعلها ترفض هكذا .. ألم يتهلل وجهها فرحاً .. عندما رأتني .. ألم...
في عز هذا الليل البهيم، انفلتت من هذه الضوضاء و هذا الضوء المزيف الذي رصع حفل الجميع.. شعرت بتخلصها من درن نفسي كانت ترتديه فستان سهرة بوصفها امرأة خاطوا لها معايير الجمال والقد والقوام. الشارع فسيح وخالٍ. ربما عيون ذئاب جائعة تتربص القمامات والطرائد الشاردة. لكنها السماء التي اغتسلت بنجوم من...
اندفع مجموعة من الصبية والشباب نحو باب الحديقة ما أن توقفت سيارة الإجرة، وما أن تبينوا وجه المرأة حتى ضجوا جميعاً: - وصلت الخالة رجاء، وصلت. قالت الكهلة المتعبة بصوت ضعيف قبل أن تنهي عناقهم: بشِّروا..كيف هي؟ زينة. الحمد لله. ترقرق الدمع في عينيها، نظرت إلى السماء شاكرة وهي مستسلمة لعناق...
ما كان واعيا ومنتبها عندما تسلقت قدماه وبرفّة طائر منفلت من شبكة صياد، الدرجة العالية للحافلة العتيقة محشورا فيها – وكما في كل مرة – وهدفه دائما ذلك الحيّ الجديد الذي يقع خارج المدينة بمسافة قريبة.. عندما اغلق باب الشاحنة المتخلخل لم يجد وجه سائقها.. تاه عنه وجه مساعده.. وما رأى وجوها مألوفة...
بدا رواق المستشفى في قسم الأمراض الصدرية الجديد طويلاً جداً، تنبعث منه رائحة الطلاء المخدشة للجهاز التنفسي، وبات المراجعون يلوذون بين الحين والآخر بالنافذة الكبيرة في نهايته والمطلة على حديقة المستشفى المستكينة على مرتفع جبلي، ومن لم يأت بعربة عليه الصعود مشياً، وهذا ما يجعلنا نعلم بوصول المرضى...
المكان: ناحية المشرح-ميسان الزمان:1947 بعدما استيقظتُ صباحاً أخذتُ أفكر برشقِ وجهي بالماءِ، ولم يكن هناك سوى ماء " الحِب " المركون في العراء . لم يكن الأمرُ مفاجئاً حين وجدته متجمداً إذ كانت درجةُ الحرارةِ منخفضةً دون درجة الصفر ليلة البارحة ، مما دعاني الى تهشيمِ القشرةِ المتجمدةِ للحصولِ على...
أنا فتاة بسيطة, مضحوك عليّ بشعارات كاذبة, وبالكلمات الرنانة الجوفاء " البنت زى الولد , والحرية والمساواة بين الجنسين , ويجب علي المرأة أن تنتزع حقوقها من الرجل " ونحو ذلك من شعارات رنانة,كانت السبب الرئيس وراء عدم زواجي إلي ألان , شعارات كاذبة خاطئة,صدّرها لنا الغرب , وللأسف الشديد صدقناها...
يوم يكاد يكون أقل من العادي، حيث رتابة أحداثه ومرورها الجزافي السقيم، ذاك اليوم الذي ارتدت فيه (عطف) ملابسها بشيء من الفتور وقد كانت أنيقة بعض الشيء وتوجهت نحو الحافلة تستقل مقعدًا للتوجه إلي الجامعة... في حالة إعياء وملالة من سعال لازمها أطول من المتوقع. لم تتنازل عن المكان الملاصق للنافذة...
بعد وقت أطلّ عليهم بعض سكان “الدرم” من الرجال، كما تكاثر النساء والأطفال رغم حلول الظلام. كان الرجال متوجّسين من وجود بيض بينهم. لم يكن من يردّ على تلك التساؤلات، فقط يسمعون زهرة تردد هذا كوخ “العمياء جدتي”. ليسألها قارون بدوره “من العمياء” مندهشا لقدرتها على إدارة كل ذلك الضجيج، وعلى حماسها...
أفقت من الغيبوبة ملبيا نداءات الجروح التي تملأ جسدي، حاولت النهوض فباشرتني فقاعه كبيرة امتدت بين الجزء الأمامي من صدري والجزء الخلفي.. عدت.. استلقيت ثانية إلى إن تلاشت الفقاعة.. أحسست بالأرضية الترابية للمكان.. أخذت بيدي اليسرى حفنة من التراب وذروته بصعوبة. حاولت أن أعرف أين أنا؟ فعّلت حواسي...
على الرصيف الأيمن من الشارع ذي الممرين كان حذائي يقرع حجارة الرصيف بإيقاع غير منتظم ، وبصوت شبه مكتوم ، على الرصيف الأيسر رأيتهم يقفون قرب سيارة الرجل ذي الوجه الغريب الملامح . كان يسند ظهره الى حافة السيارة ، أما الرجل الثاني فقد كان يواجهه باهتمام وكأن ثمة حديثا بينهما لم يكتمل، بينما كان وجود...
على ضفاف نهره، وبين جفنيه، اصطفت مشاعره، وأحلامه .. حاملة أكاليل الزهور وأقواس الفرح .. فى انتظار قدوم ملكة قلبه، ومليكة إحساسه . لاح له شراعها من بعيد .. يتهادى فوق صفحة مائه، وعلى مقلة عينيه .. تداعبه نسمات الرضا، وتلاطفه أمواج الأمل الذى ينشده معها .. ينساب موكبها كمواكب الملكات بين وصيفاتهن...
فى فجر أحد أيام الصيف الحارة، ومع أولى نسائم الصباح الباردة، بإحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي .. خرجت سهى، وصافى لمزاولة رياضة المشي، مع أولى خيوط الضوء، وهى تشد قامتها أمامهما، كمن تفتح لهما الطريق . سهى، وصافي صديقتان منذ الطفولة، على المستويين الشخصي و العائلي، وزميلتان بالدراسة أيضًا ...
قررت أن تزوره الليلة دون سابق موعد، عرفت طريقها بسهولة رغم الظلام، القمر بدر، لم تختر ليلة مقمرة، كأن البدر قرر أن يكون رفيقها، أراد ألا تكون وحيدة. بومة تنعق ... لم تخف! نباح كلب أخافها ... واصلت! هواء نوفمبر يعبث بأغصان الشجر، بقايا مياه إثر مطر جاء مفاجئا يعوق سيرها، تدور حول المكان لتفادي...
ما كاد آخرهم يخرج. ويفرغ العنبر محتوياته المكتظة كالقطار المزدحم حين يصل إلى محطة النهاية، حتى التفتت «مصمص» (وهو ليس اسم دلع ولكنه اسمها الحقيقي) إلى سكينة التفاتة حادة، وقالت بصوت عال: ـ بقى اسمعى يا.. واحتارت قليلا هل تقول لها يابت يا سكينة، أم سكينة فقط.. وسكينة كان اسمها سكينة وهى سكينة...
أعلى