قصة قصيرة

أفقت من الغيبوبة ملبيا نداءات الجروح التي تملأ جسدي، حاولت النهوض فباشرتني فقاعه كبيرة امتدت بين الجزء الأمامي من صدري والجزء الخلفي.. عدت.. استلقيت ثانية إلى إن تلاشت الفقاعة.. أحسست بالأرضية الترابية للمكان.. أخذت بيدي اليسرى حفنة من التراب وذروته بصعوبة. حاولت أن أعرف أين أنا؟ فعّلت حواسي...
على الرصيف الأيمن من الشارع ذي الممرين كان حذائي يقرع حجارة الرصيف بإيقاع غير منتظم ، وبصوت شبه مكتوم ، على الرصيف الأيسر رأيتهم يقفون قرب سيارة الرجل ذي الوجه الغريب الملامح . كان يسند ظهره الى حافة السيارة ، أما الرجل الثاني فقد كان يواجهه باهتمام وكأن ثمة حديثا بينهما لم يكتمل، بينما كان وجود...
على ضفاف نهره، وبين جفنيه، اصطفت مشاعره، وأحلامه .. حاملة أكاليل الزهور وأقواس الفرح .. فى انتظار قدوم ملكة قلبه، ومليكة إحساسه . لاح له شراعها من بعيد .. يتهادى فوق صفحة مائه، وعلى مقلة عينيه .. تداعبه نسمات الرضا، وتلاطفه أمواج الأمل الذى ينشده معها .. ينساب موكبها كمواكب الملكات بين وصيفاتهن...
فى فجر أحد أيام الصيف الحارة، ومع أولى نسائم الصباح الباردة، بإحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي .. خرجت سهى، وصافى لمزاولة رياضة المشي، مع أولى خيوط الضوء، وهى تشد قامتها أمامهما، كمن تفتح لهما الطريق . سهى، وصافي صديقتان منذ الطفولة، على المستويين الشخصي و العائلي، وزميلتان بالدراسة أيضًا ...
قررت أن تزوره الليلة دون سابق موعد، عرفت طريقها بسهولة رغم الظلام، القمر بدر، لم تختر ليلة مقمرة، كأن البدر قرر أن يكون رفيقها، أراد ألا تكون وحيدة. بومة تنعق ... لم تخف! نباح كلب أخافها ... واصلت! هواء نوفمبر يعبث بأغصان الشجر، بقايا مياه إثر مطر جاء مفاجئا يعوق سيرها، تدور حول المكان لتفادي...
ما كاد آخرهم يخرج. ويفرغ العنبر محتوياته المكتظة كالقطار المزدحم حين يصل إلى محطة النهاية، حتى التفتت «مصمص» (وهو ليس اسم دلع ولكنه اسمها الحقيقي) إلى سكينة التفاتة حادة، وقالت بصوت عال: ـ بقى اسمعى يا.. واحتارت قليلا هل تقول لها يابت يا سكينة، أم سكينة فقط.. وسكينة كان اسمها سكينة وهى سكينة...
(1) هل هي اصابعي التي اعرفها حقاً ؟ هل يمكن لهذه الأصابع التي تخشبت وخشنت وصارت مبرداً؛ يمكن ان تخدش كل ماهو ناعم ورقيق وأملس ؟ هل هي الأصابع التي ضمها كف دائم الجفاف، دائم النزف، دائم الأعصاب الباردة والعظام النحيفة ؟ أسائل أصابعي.. فلا تجيب . كنت اعرف ان وراء اصابع يدي.. أصابع عديدة من المآسي...
1. تنط المرأة البدينة أمامي ، فوق الدُّرج ، مِرْقاتين مِرْقاتين . يُظهر , لباسها الرّياضي المشبك الشفاف ، تقاويم َجسدٍ مُرقـَّش ٍأبيضَ . وعلى بَرَامقِ الدرابزين ودون أن تسمع لها صوتا ، كانت تضع ، في غُنْج ودلال ، يديها البضَّتين الناعمتين ؛ فتدفع بهما قوامَها المترهل إلى الأمام . فلا يُسمع...
كان عصام , يتابع بدهشة طفولية , أعمدة دخان سيجارته , وهي تصّاعد في خطوط عمودية نحو الأٌفق , ثم تتلوى في حركات حلزونية راقصة لتختفي تدريجياً في فضاء شرفته المطلة على الشارع . كان يقارن ذلك بواقع حاله وأفكاره التي سرعان ما تذروها الرياح كلما شرع في تنفيذها على أرض الواقع . كانت سيجارته في رمقها...
بزغت الشمس في مدينة الثغر بورتسودان معلنةً عن ميلاد يومٍ جديد. خيوط أشعتها الفضية تطرق بلطف ودلال بوابة سجن بورتسودان العمومي مستأذنةً في الاحتفاء بأبكر صفارة الخارج للتو الى بر الحرية والانطلاقة بعد سنتين شاقتين قضّاهما ما بين الزنازين و الملاحات . بخطواتٍ مطمئنة وئيدة يغادر بوابة السجن بعد أن...
كانت قصيدة قد بلغت حد كمالها , ايقاعاً ومضموناً وقافيةً وموسيقى , في اواخر العشرينات , سمراء , ممتشقة القوام , غجرية الشعر , ذات جمال يعلن عن نفسه دونما تكلف او ضجيج، مرغمةً كل من ينظر اليها من أول وهلة ان يردف النظرة بنظرات أُخر دونما توقف . لم تكن تبدي اكتراثاً لجمالها رغم نظرات الاعجاب...
(1) اعتادت الدابة التي أمتطيها كل أسبوعين، أن تتوقف في هذا المكان.كانت الدابة ترتاح في هذا المكان تحديداً، مثلما كنت أحس بالراحة كذلك، ومثلما تحس خوبي كذلك. نحن الثلاثة: الدابة وأنا وخوبي.. ثلاثة مخلوقات من طراز مختلف ولغات متعددة وأماكن متباينة.. لا يجمعنا سوى هذا المكان. لم يكن المكان.. مكاناً...
جَاءَتْ عَاصِفَةٌ مِنْ نَارٍ فَـﭑقْتَحَمَتْنِي فِي وَضَحِ اللَّيْلِ وَلَمْ تَكُ تَدْرِي أَنِّي أَنَا أَيْضاً عَاصِفَةٌ مِنْ نَارٍ تَسْكُنُ كَالآهِ بِهَذَا النَّهْرِ ﭐلظَّمَآنِ. تَدَاخَلَتِ العَاصِفَتَانِ فَهَبَّ عَلَى الأَرْضِ الزِّلْزَالُ ﭐحْتَرَقَ ﭐلْمَوَّالُ بِعَيْنَيَّ التَّائِهَتَيْنِ...
أقر نواب الأمة قانونا ينص على أهمية الضحك في الحياة النيابية. على الأغلبية مثلا أن تضحك كي تعبر عن مصادقتها على مشاريع القوانين المطروحة للتصويت. يوم اجتاح الطوفان الأحياء الشعبية للعاصمة، زار البرلمانيون الأسر المنكوبة ، و ض ح ك و ا...
دخلت أم البنات غرفة العمليات ، كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل وبضع دقائق ، الممرضة تنادي الطبيب المناوب ، من فضلك أيها الطبيب التحق بسرعة إننا نواجه ولادة طارئة ، دخلت الأم في غيبوبة المخدر ، تناول الطبيب المبضع شق البطن ، خرجت فتاة جميلة إلى الوجود ، وردة مفتحة فجرت صيحة مدوية ترفض الواقع...
أعلى