قصة قصيرة

الشمس تبسط أشعتها، فوق المتنزه، مظلة من زعفران. وعلى مقربة منها، تصفن بقايا غيوم رمادية. المتنزه بدا خاليا. أمس هطل المطر، فترى الأشجار مغسولة، تشع اخضرارا، والحشائش مبللة، وبدت أزهار الأمس تسبح بالضوء، كما تفتقت براعم عن أزهار جديدة. نظر إلى ساعته، لقد جاء مبكرا. لم تزل نصف ساعة على الموعد...
لاشيء يغنيني الان عن قنينة خمر معتق فهي حبيبتي وملاذي الاخير اعانقها واقبلها لان سعادتي تكمن فيها.. انها تروي عروقي من ضما يسكن احشائي ويغتال احاسيسي،اشعر بالبرودة وقشعريرة في جسدي النحيل اذا ابتعدت عنها..اشعر بالتيه والانغلاق والسكون.لا حياة في داخلي سوى ماكنة تتحرك وفق نواميسها المعتادة..كثيرا...
تجبرنا ظروف الحياة احيانا على اختيار ما لا نحب من اجل من نحب وان نسير في طريق رغما عن ارادتنا اما بالإكراه او لعدم وجود خيار افضل منه ،وقد يجد البعض منا الراحة وربما السعادة والبعض الاخر يذوق العذابات ومرارة الاكراه والغصب للسير في طريق ملؤه الأشواك والالم . كانت فتاة جميلة ببشرة بيضاء ووجنتان...
كم اود وانا جالس على كرسيي العتيق، حيث انتبذت مكانا، قرب نافذة الغرفة، وهو مكان هادئ يشيع في نفسي الطمأنينة والانبهار حينما اتطلع الى وجه السماء، اعلم ان لهذه السماء نجوما ترتدي كل مساء ثيابا لامعة ماسية، تتباهى بجمالها ورونقها، وحينما يحين وقت الضحى ويقترب . وقت شروق الشمس لتظفي بسناهاسحرا...
" إنك تتحسس طريق الذين عبروا قبلك. يالك من أحمق أيها الشقي، كم يلزمك من حيوات لمعرفة الطريق؟" كاتب سها البال عن ذكر اسمه. حين توقع مارشينا أنه منذور لشيء عظيم، رفع بصره إلى السماء ليتلمس وجهة الغروب، فهذا النذر يرتبط في ذهنه أو قواه النفسية بالأشعة الوردية على الساحل الباسكي ببياريتز. كانت...
جاءني مراسل الأمر هاشاً باشاً وهو يخبرني بميوعته المعتادة: - الآمر يريدك فوراً. سألته مندهشا: - يريدني أنا!؟ قال مؤكداً: - نعم يريدك أنت… هيا معي. أجبته: - اذهب وسألحق بك. ولحقت به، وأدخلني إلى ملجأ الآمر المحصّن. أديت التحية العسكرية. - نعم سيدي. - تفضل بالجلوس. قالها بمودة وبشاشة...
جلسا يلعبان الورق ويدِّخنان.. كانا ضجرين، لا يأبه أيّ منهما إن كان سيفوز أو سيخسر.. بدا وكأنهما يريدان أن يمضي الوقت بأيّ شكل، ليس إلاّ.. قام الرجل الذي يرتدي كنزة صفراء، مثقوبة عند الكتف، إلى الثلاجة وأخرج زجاجتي بيرة.. لم يسأل صاحبه إن كان ممن يشربون الخمر. وصاحبه الذي يرتدي قمصلة جلدية بلون...
من نعم الله عز وجل على الانسان (العقل) والتفكير ، لكن حياتنا اصبحت صعبة ومعقدة واصبح تفكيرنا يسوده القلق والانشغال في امور المعيشة والاولاد والواجبات البيتية والاجتماعية والعمل والوظيفة والراتب وووو…الخ، فتتشعب الافكار وتصبح في حالة من الفوضى وننسى امورا كثيرا مهمة كانت ام ثانوية مما يجعلنا ننشد...
كانت تنظر الى العالم من زاوية بعيدة، لم يبهرها أيُ شيء في هذه الدنيا، أستقلت سيارة أجرة، جلست تُراقب و تتأمل من خلف زجاج السيارة حركة الناس، وتحصي الشوارع، تُحلق في الوجوه التي تمرُ عليها بسرعة خاطفة، تنظرالى اللافتات و العناوين، و أسماء الأطباء وعيادات التشخيص المُبكر للأورام و العلاج الأشعاعي...
يفور المكان بالحضور والغياب، وجوه ملونة من كل صوب وفج، تتقدم، تبتعد، تمر، وتخطف، خفافا حينا وثقالا حينا، تتحرك حقائب بمختلف الأحجام والأشكال، ميم الاتجاهات سيد المشهد، متعاكسة متوازية متضادة متواصلة، متقاطعة، متسارعة متباطئة، وتهتز البوصلة، تتذبذب، لا تثبت، كراقص ديسكو بحلقة سيرك، لا يحدده...
روى ملا عبود أنه في يوم قائظ أمطرت السماء ضفادع، ناقعة بالماء ومقصوصة الأرجل من خلاف، جلدها لم يكن مخضرا ولا أسنا، بل يميل إلى الأسود الفاقع، كأنها ظلت في شواية الشمس أطول فترة ممكنة. أهل الرصافة، بعدما سمعوا بالضفادع النازلة من الفضاء، لم يصدقوا واعتبروا أهل الكرخ يبالغون في الوصف، لكن بعد...
«ربما لا يقصدني! ربما هو غارقٌ في التفكير بشيء ما!…». طمأنتُ نفسي، وأنا أحاول مرة أخرى أن أتجاهل نظراته التي أصبحت تزعجني بحق. *** كان يوماً خريفياً غائماً وبارداً؛ لكن الجو، لحظة وصول الباص إلى محطة الانتظار، كان مشمساً. كان الباص قد تأخر كثيراً كعادته، حتى كدتُ أتجمد من البرد، خاصة أنني كنت...
لم يعد سواه من القطع البيضاء على رقعة الشطرنج بجوار الملك الأبيض، كان ساكناً طوال اللعبة يتابع بهدوء تحركات قطع الشطرنج البيضاء والسوداء.. تابع في البداية بضجر حركات القطع المختلفة على الرقعة المربعة. ثم أخذ يركز اهتمامه على القطع البيضاء التي تحمل نفس لونه. تابع الوزير الأبيض الذي سقط بفخ نصبته...
عندما انتهينا من دفن جدي: - ازدحمت المقبرة بهذا الجيل أيضا، فلم أجد حفرة أدفن فيها جدك سوى بجانب باب المقبرة، حارسا على الأموات. يا لحزني، تمنّيت حين رأيته يقتل فدى لمن يحرسه كسر رتابة عملنا كحراس للأحياء حتى يموتوا وللموتى حتى يبدد التراب أجسادهم أن يدفن جدك بين القبور معززا مكرما لا فرق بينه...
كالقتيل يسقط في حضن امه ، تطوقه بذراعيها ، تمسح دمه بدموعها ، تستره بثوبه الممزق. تمسد اضلاعه المتكسرة بكفين حانيتين وكأنها تريد ان ترد كل ضلع الى مكانه… هكذا سقط جسر الصرافية في حضن امه دجلة بعد ان قطّع خنجر مسموم شراينه. وتقف بغداد بعينين لم تكفا عن البكاء منذ زمن. تنظر الى واحد من اخوتها...
أعلى