قصة قصيرة

على جهة النزف الطفولي، ربما حنّت الوردة إلى حقيقة القطف، وإن بدا أنها صامتة كالقبر المنسي... كانت شفاعة الضحك توقظ حزن الورد وقد تدحرج أريجه بين ارتعاشة الفَراش ذات ربيع شهي، ويد مكلومة في حب راقد ينبت في ضيق الغبطة، تجترحه مواجد الأرض... ها قد سار الانسان في طرق مظلمة ...قد يبررها بأنها طرق...
يجلس صامتاً في شرفة شقته الفارهة، وجهٌ شاحب هزيل كأنه يعاني منذ زمن بعيدٍ من مرض عضال، عينان جاحظتان يشكوان الأرق وطول السهر، لم يكن يعرفُ منذ متى هو ساكن في جلسته تلك، كما لا يعرف لما يعتزل الزحام وما فيه من أناس ومُتع وسلوى وبات يلتزمُ الوحدة كل ليلة كأنها جزء من جسده. قطعتْ عليه خلوته زوجته...
حلقت طائرة حربية سوداء فوق رؤس الناس ، بدا هيكلها اقرب الى قلعة من القطيفة ، مطفية اللون متربة كأنها وحش اسطورى سميك الجلد ،كثيف الشعر، يخفى فى جوفه نوايا القدر ،كحوت قرر ترك أعماق المحيط و السباحة فوق ميدان التحرير ، اصابني الرعب لحظات أن ينشق بطنها الضخم ليلقى فى عيوننا البارود و الهلاك ...
"عليك أن تبدأ برؤية باطن الأشياء..لتكتب قصتك الحقيقية.." - تمسك جيدا.. - احذر الطريق.. - افلت بجلدك.. تصلني وغيرها من أصوات تحذرني، تلاحقني، تتداخل فيما بينها، تشكل حاجزا مموها،يزيدني حيرة في طريق أتخبط فيها وحيدا.. فزعا، مذعورا من رفرفة أجنحة طويلة، أشعر بظلالها تجري مسرعة ورائي، لكنها تختفي...
"بنت أبوها" كان اللقب الذي يصاحبها كظلها، أينما ذهبت في محيط عائلتها، فكم من طفلة كان بطلها الاول "‬أباها"، وكم من أنثي كان عشقها العُذري "‬اباها"، وكم من أب كان ضحية غيرة ابنته العفوية، هكذا كان حالها يتأرجح بين تلك الحالات. لذا كانت صدمة فاقرة ألقت الرعب في قلبها، عصفت بروحها كالغثاء الأحوي،...
في أحد أيام الزمن الجميل، والرومانسيات الخالدة .. على الشجن العذب لعبد الحليم، وألحان عملاق الجيل عبد الوهاب .. عاشت الحياة بكل أبعادها المرئية، وغير المرئية : علم .. ثقافة .. رحلات .. صداقات .. خبرات .. أساس تكونت من خلاله شخصية مبهرة .. بشوشة .. باعثة للأمل في كل المحيطين بها .. تحمل كمًّا من...
في بلدة ريفية بإحدى محافظات مصر الزراعية.. داخل ڤيلا أنيقة تقع على قارعة أرضه الشاسعة.. كان مراد يعيش مع زوجته، وابنته الوحيدة فريدة، وهو سليل عائلة إقطاعية، فقد أتت قوانين الإصلاح الزراعى على الكثير من أطيان والده، إلا أنه، وبعد فتور وهج الثورة، استطاع أن يسترد الكثير منها، إما ببطش نفوذه على...
لطالما كانت رمالُ شاطئِ المَعمورة المُفضَّلة بالنسبةِ لي، ألجأُ إليها كُلَّما أردْتُ إفراغَ طاقتي، فارتطامُ الأمواجِ بقدمي يُذيبُني عِشقًا في تمرُّدِ الكونِ الذي يُشبهُني. أضعُ يدي على جبهتي فأتحسسُ الندبةَ التي لا يزولُ أثرُها وينهالُ عليَّ سيلٌ من الذكريات الأليمةِ التي لا أُحبُّ تذكُّرَها لكن...
عدت إلى كونستنزا ونزلت في (فندق الدانوب) مرة أخرى كما شاءت كاترينا، على الرغم من أنه ليس من الفنادق التي نشتهي في هذه المدينة، فهو يبعد عن البحر ويبعد كذلك عن أنظار السائحين، والجانب الأكبر من حجراته لا يدور مع الشمس، ولا يشرف على مناظر خلابة، وهو إلى جانب هذا يقع في قلب المدينة، وعلى خطى قليلة...
عند هبوط المساء غادر المعلم (بيومي) الفوال نقطة بوليس الحسينية يحمل (إنذار التشرد)، يكاد يتصدع صدره من الغضب والغيظ. وكان يرغي ويزبد ويتمتم ويدمدم بأصوات كالخوار، خشنة مبهمة، ما زالت تعلو وتميز كلما باعدت الخطأ بينه وبين نقطة البوليس، حتى صارت في ميدان فاروق لعناً وسباباً وقذفاً صريحاً مخيفاً...
ـ قدم اعمل حاجة مع ابن خالتك بدل منتا مفرشخ رجلك كده وعامل زي البنت الحامل. كانت الجملة التي قالتها الست أم مجدي لولدها الذي يرتدي شورت ترننج أزرق علي فانلة فسفوري ويضع رأسه علي حجرها أمام بسطة السلم بين الشقتين.رفع أحمد رأسه عن فخذ أمه وقال لها بصوت متهدج بعض الشيء: ـ اسكتي يامه ,أنا...
أحاطت بساعديها الطفلين ، واستندت إلى الجدار .. قال فى لهجة مشفقة : ــ لا شأن لك ولا للطفلين بما حدث .. قالت فى خوفها : ــ لكنك قتلت أباهم .. ــ إنه ابن عمى أيضاً .. وقد نلت ثأري منه .. أضاف فى لهجته المشفقة : ــ لا شأن للطفلين .. سيأتون إلى بيتى ليكونوا فى رعايتى ...
دانييلا .. لفتت أنظاري من بين الجموع .. وكنت أزور قصر الحمراء من بقايا عرب الأندلس . وجهٌ ملائكي ولباسٌ أشبه بلباس راهباتِ سيناء .. محتشمٌ أسود طالما هي واقفة .. لكن ما إن تخطو حتى ينشقّ إزارها إلى النصف .. وتنبلج منه ساق فخذية بيضاء كعواميد المرمر المزروعة في قصور بني الأحمر .. حولها جوقة من...
الـبالـون منتفخ كبالون مصمم للإعلان والدعاية ، متكور على بعضه بطريقة مضحكة ، أسنانه تحفر قبره دون ضجيج . التفت إلى الحشد الواقف أمامه ، أطلق من عينيه الشبيهتين بعيني جرذ صغير نظرات التعالي ، تجشأ بصوت مسموع ، حمدل واستغفر بلسان جعلته الخمر رخوا على الدوام ، ليت ( لبنى ) حاضرة هنا لتراه...
كنت فرحاً بسيارتي الجديدة وانا أغلق صندوقها الخلفي فلقد كانت في يدي قائمة المشتريات التي طلبتها العائلة من رز وبهارات وبعض الاشياء. واتذكر وصايا العائله بعدم السير بسرعة وان لا انسى النذر لاني قد نذرت بحصولي على سيارة حديثة أن أشتري خمس دجاجات لعمل وليمة نقراء عليها الفاتحة ونبعث بثوابها لارواح...
أعلى