قصة قصيرة

ذات ليلة رأى الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في منامه أنه يتجول بمدينة لندن، وأنه دخل إحدى المكتبات بشارع الإسكندر المقدوني، فوجد أن صاحبة المكتبة هي الشاعرة الروسية أنا أخماتوڤا. كانت أنا أخماتوفا ترتدي السواد وتضع على كتفيها شالا أسود. وكانت تبدو في غاية الارتباك. سألها غارسيا ماركيز عن...
في غرفتها، عندما اطفأت للتو نور المصباح الكهربائي وألقت نفسها مع جسدها على فراش السرير، للتو أيضا ، شعرت بلدانة لون البنفسج الغامق، ولكن على نحو آخر. شعور دافئ بأنها لم تعد وحيدة كما في ليال مضت، وأن الجمرة البرتقالية التي كانت تراها كل ليلة، لم تعد كما هي، كما في هذه اللحظة، تتوهج الآن عائمة...
كانت بعجيزتها الضخمة ، وجسدها المترهل ، تملأ المقعد العريض الذى كان فى الأصل طبلية صغيرة تكفى لعرض أطباق طعام شخصين، علت سطح هذه الطبلية وسادة ترهلت وتدلت أطرافها من كثرة جلوسها ،أما هى فتتدلى قدماها إلى الأرض لتستقر بالكاد فى فردتى شبشب اسفنجى ، ومن أعلى تخفى شعرها الأبيض خلف غطاء لا لون له ،...
نَسْتَيْقِظُ لنتبادل النّكات. أوّل شيء مضحك يقابلنا هو الشّمس، إنّها مضحكة أكثر من اللاّزم. كلّما رأيتُها إلاّ وسقطتُ أرضًا من الضّحك والقهقهات المتتالية. لا أستطيع الحفاظ على صرامتي أمام مشهد شمس صفراء في السّماء تشرق وتغرب، ثّم تشرق لتغرب من جديد! ثمّ إنّها ساخنة إن لمستها بيدك، ساخنة ومضحكة...
رَنَّ الجرس ولم يسمعه الأصمّ. كان يأكل خبزا وزيتا، يغمس قطعة الخبز الكبيرةَ جيدا في الزيت حتى يتضاعف وزنها وحجمها، ثم يأخذها بسرعة إلى فمه كي لا تقطر كثيرا فوق سرواله ليمضغها بتؤدة متلذذا بطعم اللُّباب وقد صار كزيتونة مطحونة. يمصُّ الزيت وحده برويَّة وتركيز، قبل أن يبلع اللباب دون أن يمضغه سوى...
أنا جابر بن حيّان، أبو الكيمياء وصاحب بلاط العناصر. اعتزلت الآخرين كما اعتزل شيخي أبو العلاء النّاس.. نفاني الملك المعظم إلى هذا البيت القديم. إنّي وحيدٌ حتى الثمالة، لا أرى أحدًا سوى الحارس المسؤول عن تأمين طعامي وحبسي. نفاني الملك قبل أن أتمكن من تحويل التراب إلى ذهبٍ، لأنّ حسّادي اتهموني بأنّ...
“فاتت جنبنا “..فتهفهفت ريح الصَّبا وريح الصِّبا . لمع ظل ابتسامتها فغرقتُ في الوجه الوثير. تكورخداها كخوختين ناضجتين إذا لم تمد يدك تدحرجتا ثم طارتا كنسرين جارحين لا يغفيان إلا بعد أن يبللهما الحب. يبدو أن غَول الشباب تململ داخلي بعد كل هذا الكُمون. للأسف، لست رجل كلمات.. يبدو أنني يجب أن أعود...
- هذه هى المرة الأولى . - لا بأس . - أشعر بالندم . - طبيعى - سأظل أشعر بالندم . - لن يستمر طويلاً - أعرف نفسى . - أنت لا تعرف شيئاً . - آه . - ألم تستمع ؟ - آه . - هل شعرت بمثل هذا الشعور من قبل ؟ - هذه هى المرة الأولى التى .... - أعرف ، لا تكمل ، لكنك استمتعت أليس كذلك ؟ - ماذا تقصدين ؟ - أقصد...
استيقظتُ قتيلاً. تلمستُ جرحي، كان لايزال نازفاً على الرغم من أن دهراً قد مرّ على موتي. حملتُ سكيناً لا أدري كيف حصلتُ عليها وهرعتُ إلى الشارعِ باحثاً في الوجوه عن قاتلي. كان كلّ شيء يبدو في الوهلة الأولى هادئاً، غير أن نُذُراً بالشرّ تلوح في الفضاء، الذي امتلأ عفونةً وزنخاً، وكلما توغلتُ في...
تركَ الدفّةَ إلى أحد أبنائه، وجاء يترنحُ بزهوِ القائدِ المنتصر ليعلنَ أمامنا البشرى، عودة الحمامةِ وهي تحملُ غصنَ زيتون. ارتفعتْ زغاريدُ النساء ورقصَ الرجال فرحاً بالنجاة، مهنئين بعضهم البعض، مبالغين بكيل الثناء على القبطان وحكمته. اشرأبتِ الأعناقُ نحو الآفاق القصية تبحث عن اليابسة، وقد بدأت...
في قفّةٍ صغيرة وسط دجلة الهادئ، واقفٌ أدخنُ عقْبَ سيجارةٍ وأتأملُ غروبَ الشمس بعد أن رميتُ شِباكي. كنتُ أشعرُ بمرارةٍ، فأنا لا تؤلمني الخسارةُ بقدر ما يؤلمني جهلي في قواعد لعبة الحظ. فجأةً اهتزتْ شباكي. لم تكُ ثقيلةً، لكن لابد أن شيئاً قد علق فيها. سحبتها ببطءٍ وحذر لئلا يفلتَ العالقُ كما في...
ضرب عبد الرزاق صدره بقبضة يده بقوة، كمن ركبه عفريت أزرق... وهو يصيح: يجب أن أفعلها الليلة! لم يكن عبد الرزاق سيء الأخلاق؛ بل تخرج من كلية الطب البيطري منذ سنتين، أنهى خدمته العسكرية قبل أشهر قليلة، حاول أن يجد عملاً في تخصصه، ولم يجد؛ فبقي عاطلاً، حائراً، خامداً يسكن مع وحدته التي تعود عليها...
1- بطاقة بيانات شخصية جداً : أسمى موجود بالضبط أنا موجود موجود موجود ، وهو أيضا الاسم الثلاثي كاملاً . لي من العيون اثنان ، ومن الأقدام اثنان ، وأيضا لي لسان وأتمتع فوق ذلك بحاسة شم قوية جداً ، وإن كنت لا أستخدمها ! حاشية : تتمتع الكلاب بحاسة شم قوية جداً، وهذا يجعلني فى غاية الحرج ! 2- لن أقلع...
كانت الشمس تميل للغروب، وكنت جالسا على ضفة البحيرة، أتأمل تموجات الماء، كعادتي كل مساء، حين أحسست بشخص يقف خلفي ، ثم سمعته يحييني بصوت أجش، يخنقه السعال. التفتّ لأتبينَ مصدر الصوت، في ذلك المكان الخالي من الأحياء، فرأيت هيكلا عظميا متكئا على عكازة سميكة. ورأيته يتقدم نحوي ويجلس بجانبي بهدوء تام،...
1 - حلم على الرصيف على رصيف مقهى دوفيل بشارع الشنزيليزي والوقت صيف، والشمس حامية، والظلال متخفية، والناس زحام لا يعرف الفتور، جلس يسترخي في ظل شمسية يرشف كأسا من عصير مثلّج. راوده حلم وهو يرى الحسان حاسرات الصدور عاريات الأفخاذ يخطرن على الرصيف الواسع جيئة وذهابا، ما بين قوس النصر وساحة...
أعلى