قصة قصيرة

لماذا تقبع هذه الخردة وسط ركام النفايات؟ سأل الطفل نفسه عندما لاحظ أن الخردة أصبحت جزءا من المكب الكبير الذي يقبع في ناحية نائية عن الحي. ظل الطفل يتردد إليها كل يوم وهو يطوف حولها محاولا اكتشافها، فيما كانت قدماه تنغرسان مرارا أثناء ذلك في الأكوام المكدّسة، لكنه كان يقاوم ويواصل الاستكشاف...
كان يكفيني جليسي في الطائرة أن لا أُدقق بوجوه الآخرين فقد تعارف بي حال جلوسي مقدماً لنفسهِ مباركتهُ لها كونهُ سيجد بي على حد قوله أنيساً لأن لديه أحاديثَ يريدُ أن يتحدث بها وهو مشتاقٌ للكلام ويكاد يختنق وبادرني على الفور وقبل إقلاع الطائرة من أنه كان بحاراً على ظهر سفينةٍ عراقيةٍ ورست في العام...
طبعةُ الكفّ ثمّة ألعاب يُدمِنُها سكّانُ باصورا، مثل لعبة طبْعة الكفّ ولعبة طبْعة القَدَم، دونما اكتراثٍ لعواقبها المشؤومة. فما يبدو أنّها لعبة بريئة يمارسها اللاعبون في ضوء النهار، قد تتلاعب بأقدار لاعبيها كلما دخلوا جبّ الظلام. وما يبصمه الكبارُ والصغار على لوح طريّ من الطين أو على الحيطان...
لم يكمل قصَّ قطعة القماش حتى غيرت رأيها بإختيار قطعة أخرى ، وعندما لمحت الضجر بعينيّ بائع الأقمشة شعرت أنها فعلا بحاجة لضبط إختياراتها ، وتذكرت وهي في اللحظة التي يمسك البائع بها مقصه للمرة الثانية تذكرت أن أمورا كثيرة ضمن حياتها لم تخضعها لقوانين الــ يجب ومفاهيم اللابد وتذكرت الكثيرَ من...
من دون الجميع أولانى ثقته .. لكن لماذا أنا بالذات ؟ .. أنا أرجع ذلك لسببين أولهما ما عرف عني بأني كتوم لا أكشف سراً . وثانيهما اعتقاده أنني أعرف فى مثل هذه الأمور أو بالأحرى خير من يعرف فى هذه الأمور . ونحن – المتعلمين- فى القري يبالغ أهلنا فى احترامنا وتقديرنا ، لذلك ندهش عندما نري أهل المدينة...
1 أشياء تقودنى إلى الجنون Things That Drive Me Crazy حينما يثنى عليك شخص ما يرتجف جانب فمك بنصف ابتسامة صغيرة لكنك لا تريد أن تبدو كما لو كنت مهتما وفي كل مرة تفعل ذلك أريد أن أقفز فوقك ألف ساقي مثل ثعبان حول جسدك وأغمر بالقبلات وجهك. 2 ولهى Lovesick عندما طلب جاك منى أخيرا موعدا صرت...
ذات ليلة رأى الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في منامه أنه يتجول بمدينة لندن، وأنه دخل إحدى المكتبات بشارع الإسكندر المقدوني، فوجد أن صاحبة المكتبة هي الشاعرة الروسية أنا أخماتوڤا. كانت أنا أخماتوفا ترتدي السواد وتضع على كتفيها شالا أسود. وكانت تبدو في غاية الارتباك. سألها غارسيا ماركيز عن...
في غرفتها، عندما اطفأت للتو نور المصباح الكهربائي وألقت نفسها مع جسدها على فراش السرير، للتو أيضا ، شعرت بلدانة لون البنفسج الغامق، ولكن على نحو آخر. شعور دافئ بأنها لم تعد وحيدة كما في ليال مضت، وأن الجمرة البرتقالية التي كانت تراها كل ليلة، لم تعد كما هي، كما في هذه اللحظة، تتوهج الآن عائمة...
كانت بعجيزتها الضخمة ، وجسدها المترهل ، تملأ المقعد العريض الذى كان فى الأصل طبلية صغيرة تكفى لعرض أطباق طعام شخصين، علت سطح هذه الطبلية وسادة ترهلت وتدلت أطرافها من كثرة جلوسها ،أما هى فتتدلى قدماها إلى الأرض لتستقر بالكاد فى فردتى شبشب اسفنجى ، ومن أعلى تخفى شعرها الأبيض خلف غطاء لا لون له ،...
نَسْتَيْقِظُ لنتبادل النّكات. أوّل شيء مضحك يقابلنا هو الشّمس، إنّها مضحكة أكثر من اللاّزم. كلّما رأيتُها إلاّ وسقطتُ أرضًا من الضّحك والقهقهات المتتالية. لا أستطيع الحفاظ على صرامتي أمام مشهد شمس صفراء في السّماء تشرق وتغرب، ثّم تشرق لتغرب من جديد! ثمّ إنّها ساخنة إن لمستها بيدك، ساخنة ومضحكة...
رَنَّ الجرس ولم يسمعه الأصمّ. كان يأكل خبزا وزيتا، يغمس قطعة الخبز الكبيرةَ جيدا في الزيت حتى يتضاعف وزنها وحجمها، ثم يأخذها بسرعة إلى فمه كي لا تقطر كثيرا فوق سرواله ليمضغها بتؤدة متلذذا بطعم اللُّباب وقد صار كزيتونة مطحونة. يمصُّ الزيت وحده برويَّة وتركيز، قبل أن يبلع اللباب دون أن يمضغه سوى...
أنا جابر بن حيّان، أبو الكيمياء وصاحب بلاط العناصر. اعتزلت الآخرين كما اعتزل شيخي أبو العلاء النّاس.. نفاني الملك المعظم إلى هذا البيت القديم. إنّي وحيدٌ حتى الثمالة، لا أرى أحدًا سوى الحارس المسؤول عن تأمين طعامي وحبسي. نفاني الملك قبل أن أتمكن من تحويل التراب إلى ذهبٍ، لأنّ حسّادي اتهموني بأنّ...
“فاتت جنبنا “..فتهفهفت ريح الصَّبا وريح الصِّبا . لمع ظل ابتسامتها فغرقتُ في الوجه الوثير. تكورخداها كخوختين ناضجتين إذا لم تمد يدك تدحرجتا ثم طارتا كنسرين جارحين لا يغفيان إلا بعد أن يبللهما الحب. يبدو أن غَول الشباب تململ داخلي بعد كل هذا الكُمون. للأسف، لست رجل كلمات.. يبدو أنني يجب أن أعود...
- هذه هى المرة الأولى . - لا بأس . - أشعر بالندم . - طبيعى - سأظل أشعر بالندم . - لن يستمر طويلاً - أعرف نفسى . - أنت لا تعرف شيئاً . - آه . - ألم تستمع ؟ - آه . - هل شعرت بمثل هذا الشعور من قبل ؟ - هذه هى المرة الأولى التى .... - أعرف ، لا تكمل ، لكنك استمتعت أليس كذلك ؟ - ماذا تقصدين ؟ - أقصد...
استيقظتُ قتيلاً. تلمستُ جرحي، كان لايزال نازفاً على الرغم من أن دهراً قد مرّ على موتي. حملتُ سكيناً لا أدري كيف حصلتُ عليها وهرعتُ إلى الشارعِ باحثاً في الوجوه عن قاتلي. كان كلّ شيء يبدو في الوهلة الأولى هادئاً، غير أن نُذُراً بالشرّ تلوح في الفضاء، الذي امتلأ عفونةً وزنخاً، وكلما توغلتُ في...
أعلى