قصة قصيرة

"كم مرة رأيت الأفق دون الانتباه إلى جماله؟ كم مرة نظرت إلى السماء دون الانتباه إلى عمقها؟ كم مرة سمعت الأصوات من حولي دون أن أدرك أنها جزء من حياتي؟" - باولو كويلو بعد الظهيرة، وبالجهة الخلفية من البيت، تجلس السيدة غالية كما العادة، على كرسي خشبي، تحت المظلة التي تتوسط جنينتها...
جلست والدتي على الأريكة وهي في حالة صدمة وذهول ، غير مصدقة أنني سوف أهاجر، لقد أزفت ساعة الرحيل ، هي تعرف أن كل من يهاجر لن يعود ويصبح في طي النسيان ، مجرد ذكرى وصور تعلق على الحائط أو داخل ألبوم صور ثم ماتلبث أن تذوي رويداً رويداً وتنوب عنها المكالمات والرسائل ، ألم يمزق أحشاءها ومشاعر يتم بدأت...
الخروج: وخرجْتُ عَنْ صَمْتِي، أَبْحَثُ عَنْ عَالَمٍ نَزِيهٍ وأَخْضَر، بَنَات لا يَسْرِقْن عُشَّاقَهِن عَنْ الآخرين، ولا يَرَين بِنَظَرِهن الثَّاقِب المَسْتُور فِي جَيْب البنطلون، وعكفْتُ أَعْشَقُ وَطَنَاً بِلا مُواطِنين، وكُتُبَاً مُغَبَّرَةً عَنْ شُيوخٍ حَلَّقُوا فِي الفَضَاء، وتُخُومٍ...
حتى ذلك الصباح، كان قد مرّ عام. الرجل يراقب تمثال المرأتين من نافذة الترام الملحاح، والترام ينطلق في الشارع الذي يخترق قلب المدينة دون أن يحيد، والترام يمتلىء بأصناف عديدة من الخلق: رجال لا يلتفتون إلى ما حولهم لكثرة ما يعتمل في رؤوسهم من هموم، ونساء يحرصن على زينتهن المشغولة بإتقان، من فساد...
جهزت أم العرائس فتياتها للزفاف، ثلاث فتيات سمراوات بلون العسل بشرنهن، والسلام ثيابهن والقلوب تطفو محبة والعيون تفيض أملا وقد بلغت سن الرشد. الرديف العروس الكبرى، تسابق نحوها العرسان فلم تختر سوى الحرية عشيقا، ولأنها هي الكرامة ذاتها قررت إكمال مراسم الزواج بأن جعلت من الصدق والحب مدعوين. المتلوي...
أيمكن أن تنتهي هكذا قصتي معك؟ أن يختفي الصوت الزلال والكلمات المضيئة والعرض المدهش الذي كنا نعد معا لسماء الوطن؟ يا صوتك الدافئ العميق يتحول على الركح شلالا هادرا، يعلو صداه، واثقا إلى الآفاق البعيدة، مضيئا كل اختلاجات الروح! بينما الجسد يتحول لسان نار، يعلو في السماء حينا، وحينا يتلوى برشاقة...
دخلت عليكِ المكتب شابّة في عمر الزّهور، كما كنتِ أنتِ قبل عشرين سنة مضت من حياتك المتعبة... دخلت عليكِ وفي عينيها وجع السّنين. أرسلها أحدهم يعرفك جيّدا. سألتكِ عن اسمك. حدّقتِ فيها مليّا مستنكرة سؤالها، وهززتِ رأسك، فتدلّت خُصْلَتُكِ كطرف غصن رطب. زادتك بهاءً رغم كونك قطّبتِ بين حاجبيك...
قامت قيامتي؛ حرضت نفسي أن أنهض. أمي مدت يدها تلتقطني. امرأة أخرى نفضت الغبار عني.فأخبرتني طفلتي أن النساء يعلمن أسرار القيام. قمت؛ فمشيت!
انهمرت الأصوات من كلفج عميق تنادي دجاجي دجاجاتي أنتم مدعوون للمؤتمر الصحفي الذي تعقده جمعية الدجاج الوطني بالفندق الكبير لمناقشة الوضع الراهن وسيخاطبه دكتور كاك كوك. ملحوظة الرجاء عدم اصطحاب السواسيو. أتى الدجاج من كل صوب واكتظت القاعة بالدجاج، كويتي ورومي وبلدي وبيطري وهاي سكس وقليل من...
عادوا بالنعش منكسا، ألقوه في ظل الجدار، بعد أن واروا حبيبي قبره، ونفضوا الأتربة عن ملابسهم النظيفة. وقف أبنائي الأربعة بصلابة يتقبلون العزاء. بناتي، وحفيداتي أحطن بي كسرب من العصافير المجنحة. هيأنني لمحبسي الذي سأغادره أسرع مما يتوقعن، ألبسنني ثوب الحداد الأبيض، ربطن على رأسي طرحة سوداء؛ لتحجب...
حسان الناصر: الجسد بالوُنّات كَثيره فِي يَد طِفلَة وصَقيعٌ يَنتَشِر ، اَكيَاس نَايلون فِي يَدي ...مَخلوقات ملَونة فِي شّماعة الحَمام مُعلقة ، كيّفما صَقلتها الطّبيعة ، وِفي هَذه الاثّناء تُجار عمّلة و شُيوخ خلَاوي فِي حَقيبة طَالبة جَامِعية ، تَضع بُدرة اشّتَرتها بنقُود حبِيبها الذّي يَشرب...
الفصل الأول لكي أقتل ثرثرة أمي من خيبتي، ويبتلع أبي تهكمهُ علي، ذهبتُ إلى مقابلة مدير تحرير الصحيفة، أحمل بجيبي وصية له (يهمني أمره) كنت ألوك فيها حتى سال لُعابي، أمري لا يهم أحد، أعرف ذلك، أبي كان يتذمر على نطفته التي استقرت برحم أمي، لو كانت صادقة، أمي ماتت حنيتها بعد تخرجي من الجامعة بشهر...
"مع كل استعارة من أي نوع، لا بد من وجـــــود شمـــس في مكــان مــــا، ومتى تسطع الشمس، تكون الاستعارة قــد...
أنا أطلب حق اللجوء العاطفى والانتقال إلى صدرك , وأن تعتصم قبضتى الراعشة بخال أسمر قد اختبأ بين ضلعيك كزبيبة يتيمة تركوها تحدق فى مساحة من قمر الدين فى وله , تحدق كقبضتى الصائمة دهرا . ولن أطلب كثيرا حين ينثنى الكون , وتطبق على ّ جباله , وتفيض أنهاره , وتشق زلازله أعطافى المرهقة التى لم تضمها بعد...
تأبط سامر نايه تحت ذراعه وفتح باب غرفته برفق حتى لا يلفت انتباه أحد, مد عنقه بحذر من فتحة الباب الصغيرة, تلصص بعينه وجال بها في ظلام الممر الذي يقود إلى درج المنزل فاحصا المكان. بعد أن تأكد أن المكان هادئ و أن الكل نائم حمل نفسه على أطراف قدميه وتسلل من المنزل بخفة وخلسة قاصدا النهر. بعد أن تخطى...
أعلى