قصة قصيرة

ساعتها، كان البحر هادئا، وكانت الجزيرة الصغيرة الواقعة بين ضفتى البحر والشبيهة بحدوة الحصان تنام. سمع الجميع نفس الصوت فى آن واحد وكان الليل قد بلغ منه الثلث أو الثلثان، لا أحد يذكر بالضبط فقد كانت أمواج البحر ترتطم بالصخور، واصوات الضفادع والصراصير تصل بانتظام تام، لكنهم سمعوا الصوت هذه المرة...
مر شهر بالتمام والكمال منذ أن جاءنى الهاتف للمرة الأولى، جاءني مرتين بعد ذلك، كلماته لم تتغير في المرات الثلاث، ظننتها في بادىء الأمر مجرد هلوسات، لكن أن تتكرر ثلاث مرات في مثل هذه المدة القصيرة وبنفس الكيفية : اذهب الى شيخك وارمي حمولك عليه، هو في انتظارك فلا تتأخر . كانت حياتي قد اضطربت منذ...
فكرت دون الشعور بأي أسى أنها خنفساء منقطة. مثل تلك الخنفساء التي سحقتها مرة على إطار النافذة، فكرت في أنها هي أيضاً سُحقت على إطار نافذة ما. كان هذا في شارع رينفيلد أمام محل الرهونات الذي خرجت منه للتو، وكانت غير منتبهة لطريقها تعيد في رأسها بتوتر حساب ما تبقى معها من نقود. فكرت بذلك بعد أن...
مازلت أذكر أني كنت أمشي، حافية الحروف، يضيق صدري، تنتفخ أوردتي والمعنى في زقاق الليل يغيب. ملثمة هي جروحي تتبرج كل غسق تشعل شموع الانتظار، الانتصار، تتعالى بصمتها ترسم امرأة تطرز أحلامها البكر على منديل الفرح، تعد بأصابعها أرقاما، تغيب في بياض الحرير، تطل ابتسامة خجولة تبوح بكل ما لم تقله...
أجهضت رنا ثانية. قلت لها إن زواجها لن يثمر عن طفل جميل كما حلمتْ دائماً، هو زواج محكوم بالعقم والفشل. تكرر أمامي كل المبررات التي تجعل من زواجها ناجحاً؛ العشق الذي سبقه، تقارب الأفكار، تقارب الطباع، الحياة شبه المستقرة التي يعيشها كلّ منهما في عمله فتنعكس استقراراً في البيت، ومن ثم العلاقات...
رغم أن الشخير في العصور البائدة.. كان وسيلة من وسائل الإنسان لإبعاد الحيوانات المفترسة عنه وهو نائم. إلا أنه في عصورنا الحديثة.. أصبح من العادات القميئة.. لذا كلحن مزعج بدا غطيط سالم أبو العِجل.. الذى ما كاد ينعم بقيلولته المعتادة حتى راحت ابنته حميدة.. تدق عليه باب غرفته من الخارج بشدة دون أن...
- ألو.. - ألو.. - أريد أن أراك - غدا يمكن. - لا أريد غدا. اليوم واقترح مباشرة بعد العمل - في أي مقهى؟ إن الجو بارد - المقاهي غير مناسبة هذه المرة. منزلي. وماذا تريد للأكل؟ - انت تعرفين كم أنا سهل في هذا. كل شيء يُعد، سآكله. كان الجو باردا. منذ الصباح تهب ريح شمالية قارسة تحول دون أن يتم السقوط...
أجري وراء نفسي وأنادي نداء خفيا أيها الحال المتلبس بالنور وقتا وصمتا هب لي من لدنك مسكن روح يكون مسقطا لقلبي ومسرى لوجودي . أخذتني سنة من النوم فإذا بي أمام فراغ يشبه الأرض هو من حولي بساط ما بين الفضة والذهب هيولاني الهيئة يتجانس الهواء فيه بالماء والحجر بالشجر وكل شيء ملك يدي رهن إشارتي لأسميه...
لا مكان ألوذ به من عورات النساء، إلا أن أعتصم بجبل موحش لا تسمع فيه لاغية.لقد أصبحت المدينة معرضا مترامي الأطراف، تعرض فيه النساء أجسادهن العارية، إلا من أثواب شفافة... كاشفة... واصفة، حتى المحتجبات صرن يكشفن عن عيون تشعل النار في الجليد. ضحك صديقي حتى ظهرت نواجده: - تتحمل مرارة العزلة في...
كانت طلائع الظلام تزحف على ما تبقى من فلول ضوء النهار، فبدت كتنين عملاق يبتلع بيضة عظيمة، و كنت جالسا في جوف بيتي القصديري السقف، بيتي الذي يجاور الخواء، و يطل من خلال نوافذه على صمت سميك. كل الأصوات التي تجرؤ على اختراقه تتناهى إلى مسامعي عواء ذئاب ساغبة تتأهب لملاحقة طريدة شريدة.في إحدى...
تجلس على حافة السرير بروب وردي شفاف تضع أمامها صينية فرح فيها صحن فاكهة متنوعة ، كوبان من عصير الحب شموع تضيء المكان و موسيقى هامسة تعزف لليل الحالم المقبل عليها. ترفع الكوب تقدمه له و تحمل الكوب الثاني تقدمه لنفسها،السرير الوثير يفتح ألف شهية و شهية ، يحكي طويلا عن جنونه في ليال مقمرة،...
من عفن، هبت ريح تتمايل بين الدروب والأزقة ، تطعم الناس موتاً قاسياً ، استلت الريح قوتها من فراغ المكان ، ولدت من نفسها عاصفة هوجاء .. أجساد ممددة تناقش الموت ، تودع الفضاء .. بسخرية تقف العاصفة على رأس الجثث ، تسألها ، تهزها ، تستنشق أنفاسها ، تهزأ من ضعفها. اغترت العاصفة بقوتها ، فتحولت إلى...
قد يبدو لكم أني لما رفعت يدي إلى أعلى عليين، وضممت قبضتي، ثم هويت بها على الطاولة، أنني كنت مستاء بل غاضبا من المشهد الاحتفالي الذي جرى أمامي عاريا من كل أخلاق، حين بدأ الرجل، في الساحة العمومية، وأمام أنظار متفرجين لم يحركوا ساكنا، بل ظلوا واقفين مشدودين إلى المشهد بعيون تحمل شهوة المشاركة،...
و بينما أنا جالس بمقهاي المفضلة، مقهى لا ابغي بديلا عنها، أستمتع بعصير البرتقال أرتشف بلذة، أتابع تحليق الفراشات، و أستنشق نسائم الربيع ملء الرئتين ..إذا برجل رث الثياب، بدين،ذي لحية كثة مبللة بريقه السائل، يخرج من اللامكان، يقفز في الهواء برشاقة، و يستدير ليتوعد أعداء يراهم و لا نراهم، يتلفظ...
1 ـ "احفر" !....... أيضاً !!! إلى متى سنبقى نحفر ؟؟! إلى الأبد؟ وأيّ قلعة لها مثل هذا الأساس ؟!. قلت لنفسي بغضب ، ونظرت نظرة حقدٍ إلى ذلك الشيخ المتعب الذي لا يمل ,ونظرة أخرى إلى يدي المتقرحتين . أشفقت على نفسي , هذا الشيخ الخَرِف سيجعلنا أضحوكة . الجميع بنوا ولم يؤسسوا ربع أساسنا . عبّ من...
أعلى